شهادات طبية مزورة تزلزل مستشفى السويسي

استعملت في الانتقام للزج بأبرياء في السجن وبعضها يحمل 75 يوما مدة للعجز علمت «الصباح» أن النيابة العامة لدى ابتدائية تمارة، أمرت عصر الاثنين الماضي، باعتقال ثمانية أشخاص، تورطوا في استصدار شهادات طبية مزورة تحمل خاتم طبيب بمستشفى ابن سينا بالرباط، وتقديمها إلى العدالة في قضايا تتعلق بتصفية الحسابات والانتقام بالزج بأبرياء في السجن. وحسب مصادر «الصباح» فإن سقوط الشبكة، والرأس المدبر لها، جاء بعد نزاع بين طليقين، استخدمت فيه شهادة طبية مزورة، لتأمر النيابة العامة بإجراء أبحاث أسفرت عن اتساع دائرة مستعملي الشهادات المزورة، إذ أنه رغم اعتقال المتهمين سالفي الذكر، مازالت الأبحاث متواصلة للكشف عن كل من تورط في استعمالها أمام القضاء. ومثل ثمانية متهمين أمام وكيل الملك، الذي أحالهم مباشرة على الجلسة العلنية، بعد الأمر بإيداعهم السجن واستدعاء الضحايا. وعلمت «الصباح» أن الأبحاث في النازلة التي اهتز لها مستشفى السويسي بالرباط، بوشرت من قبل الدرك الملكي، منذ الأسبوع الماضي، بناء على أمر بإجراء تحقيق، أمر به وكيل الملك قبل أسبوعين، بعد مثول طليقين أمامه، تبادلا اتهامات بالضرب والجرح، وقدم كل طرف شهادة طبية تؤكد تعرضه للإيذاء الجسدي. وانطلقت القضية بنزاع بين طليقين يملكان مناصفة فيلا تقع بشاطئ الهرهورة، إذ أنه بعد الطلاق، ظلت الزوجة تسيطر على الفيلا رغم زواجها من جديد، وتقيم فيها حفلات بمقابل، ما دفع الطليق إلى البحث عن وسيلة لمنعها، أو على الأقل الاستفادة بدوره من عائدات تلك الأنشطة التجارية الممارسة في الفيلا التي يملك فيها 50 في المائة. وتحين الطليق فرصة إقامة احتفال ليتوجه إلى الفيلا مرفوقا بمفوض قضائي، لإجراء معاينة على احتلال الفيلا بما فيها الحديقة التي نصبت فيها الخيام، إلا أن مصيره كان الطرد، بل إن طليقته قامت بتعنيفه واستعانت بآخرين ضمنهم زوجها، ما دفعه إلى التوجه إلى المستشفى حيث تلقى العلاج ومنح شهادة طبية تحدد مدة العجز في 23 يوما، ليرفقها بمحضر المفوض القضائي، الذي شهد واقعتي الضرب والجرح والتصرف في مال مشترك عن طريق احتلال الفيلا وتخصيصها لنشاط تجاري. وأوردت مصادر «الصباح» أنه بعد تحريك النيابة العامة لشكاية الطليق، تقدمت خصمه بدورها بشهادة طبية تحمل تاريخ الواقعة وبها مدة عجز تفوق تلك التي حصل عليها الضحية، إذ أن الطبيب منحها 28 يوما حسب الوثيقة المختومة بخاتم مستشفى السويـــسي المقدمة للمحققين. واحتج الضحية حينها مستغربا حصول طليقته على الشهادة، رغم أنها هي التي بادرت إلى تعنيفه دون أن يرد عليها، وتوفره على شريط فيديو إضافة إلى شاهد وهو المفوض القضائي. وأمر وكيل الملك بإجراء تحقيق في النازلة، وأثناء توجه عناصر الضابطة القضائية إلى مستشفى السويسي للبحث عن الطبيب واستفساره، راجت استفهامات كثيرة زلزلت المستشفى وشككت في سلوك الأطباء، قبل أن يتم التأكد من أن الطبيب الموقع على الوثيقة المطعون فيها غادر المستشفى منذ حوالي أربعة أشهر لاستكمال دراسته بفرنسا في مجال التخصص، وأنه قبل المغادرة أبلغ إدارة المستشفى بسرقة الخاتم الخاص به، الذي يضعه على الوصفات الطبية، وأنه أجرى المساطر القانونية الخاصة بالتبليغ عن السرقة أمام الضابطة القضائية المختصة. وتطورت الأحداث بعد ذلك ليتم وضع المتهمة رهن الحراسة النظرية واعترافها بأن زوجها الجديد من أحضر لها الشهادة دون أن ترى الطبيب أو يعاينها، ليتم إيقاف الزوج بدوره، وتسترسل الإيقافات لتصل إلى ثمانية أشخاص، يشكلون شبكة لاستعمال الشهادات الطبية المزورة كل حسب دوره. واتضح أن أفراد الشبكة استعانوا بشهادات طبية عديدة تحمل مدد عجز جلها يفوق 23 يوما، وبعضها يصل إلى 60 يوما و75، وأنها زجت بأبرياء في السجن، كما أن الأبحاث لم تتوقف، إذ تتواصل لإيقاف كل من تورط في استعمال خاتم الطبيب نفسه، منذ تبليغه عن سرقته. المصطفى صفر

شهادات طبية مزورة تزلزل مستشفى السويسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كواليس الصفعة... وماذا بعد؟

مختصرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات