أشجار “بري أبورتي” في استقبال الملك

استنفار بالبيضاء وترحيل عشرات المتسولين والمختلين عقليا إلى مركز تيط مليل وجمعيات حقوقية تحتج أيقظت الزيارة الملكية للبيضاء، التي بدأت أول أمس (الأحد)، مسؤولي المدينة من سبات دام ثلاثة أشهر، تحولت فيه حاضرة المال والأعمال إلى مطرح كبير للأزبال والنفايات، ومرتعا للفوضى والتسيب والاحتلال غير القانوني لأهم الشوارع والأزقة والساحات من قبل الباعة الجائلين، ناهيك عن «فضائح» الاكتظاظ في الطرق. وفجأة تحولت المدينة، نهاية الأسبوع الماضي، إلى ورش كبير للأشغال والتنظيف والبستنة والصباغة، خصوصا في المحاور والشوارع الكبرى، حيث نبت عدد من أشجار النخيل من نوع «بيري أبورتي» والأغراس المعدة لمثل هذه المناسبات، وطليت واجهات العمارات بالمناطق التي يتوقع أن تشملها جولات الملك. من جهة أخرى، تحركت الحرارة في الهواتف المحمولة، إذ استدعي رؤساء الأقطاب والمصالح والمديريات ورؤساء المقاطعات إلى اجتماعات عاجلة لوضع الترتيبات الخاصة بالزيارة، كما شهد مقر الولاية خلال ثلاثة أيام الماضية لقاءات متواصلة لمتابعة الأشغال وتفادي الأخطاء الجسيمة التي قد تليها عقوبات. وجندت مصالح الولاية والعمالات والمقاطعات ومجلس المدينة عددا من الأعوان وعمال الإنعاش الوطني الذين شوهدوا في عدد من المحاور والشوارع والمدارات والمداخل الكبرى للمدينة، يقومون بأشغال التنظيف وجمع النفايات وتهيئة الممرات، خصوصا بجانب أوراش الأشغال الكبرى التي تعرف فوضى عارمة، وتساهم في خنق المدينة منذ أكثر من سنتين. وتزامنت الزيارة مع انطلاق الفترة الانتقالية لقطاع النظافة الذي استفادت منه شركتان فرنسية ومغربية تحت إشراف شركة التنمية المحلية (البيضاء للخدمات)، بعد فسخ العقد مع شركة «سيطا البيضا». وقال مصدر من مجلس المدينة إن اجتماعا صاخبا عقد بالجماعة الحضرية برئاسة عمدة المدينة الذي تحمله جهات مسؤولية التسيب الذي تعرفه البيضاء، منذ سنتين، إذ تحولت أغلب أحيائها، ضمنها الأحياء الراقية، والشوارع والساحات الكبرى إلى مشاع بين الباعة الجائلين الذين يحتلون وسط المدينة، ناهيك عن فوضى النقل العمومي و«الباركينغات» العشوائية، وانتشار الدواب والعربات و«التريبورتورات». وتوصل مسؤولو المدينة بتقريع من جهات بالداخلية، بسبب الفوضى العارمة التي تعرفها البيضاء، وعجز الجماعة الحضرية عن حماية مجالاتها الحيوية من الاحتلال، ناهيك عن المشاكل المترتبة عن عدم تحيين مخطط النقل والتنقلات في ظل التوسع الكبير الذي تعرفه المدينة وتزايد عدد السيارات، وما ينتج عنه من اختناقات واكتظاظ بالمحاور الرئيسية. بالموازاة، شنت السلطات الإدارية حملات لتنظيف الشوارع من الباعة الجائلين وحجز العربات والدواب وترحيلها إلى «الفوريانات» إلى حين انتهاء الزيارة الملكية، كما دشنت مصالح وحدة المساعدة الاجتماعية عمليات لتجميع حجافل المتسولين والمختلين عقليا ونقلهم إلى مركز تيط مليل. ونسقت السلطات الإدارية هذه العمليات مع مصالح الأمن الوطني، إذ وصل عدد المتسولين المرحلين إلى العشرات، ضمنهم متسولون سوريون ومن دول إفريقية، اختفوا فجأة في نقاط تجمعهم حول الإشارات الضوئية. وأثارت هذه العمليات العشوائية حفيظة فاعلين حقوقيين بالبيضاء عابوا على السلطات لجوءها إلى منطق الحملات، بدل التفكير في صيغ اجتماعية وحلول للقضاء على الظاهرة التي تعرف تزايدا مهولا بالعاصمة الاقتصادية. يوسف الساكت

أشجار “بري أبورتي” في استقبال الملك

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال نصابة بفاس

عفو ضريبي

مقالات ذات صلة