السيدا … 250 طفلا يصابون سنويا

الدكتورة غفراني أكدت أن العدوى ليست تلقائية للجنين واحترام العلاج يجنب الإصابة رغم توفر المغرب على بنية تحتية وخدمات طبية متميزة، إلا أنه ما زال عاجزا عن وضع حد لانتقال فيروس السيدا من الأم الحامل لجنينها، مقارنة مع دول فقيرة، أبرزها دول إفريقيا جنوب الصحراء، الأمر الذي دفع الدكتورة فتيحة غفران، رئيسة جمعية محاربة السيدا فرع الرباط، إلى دق ناقوس الخطر، واعتبار هذه المعضلة أولوية وطنية من قبل مسؤولي الصحة بالمغرب، خصوصا مع وفرة أدوية هذا المرض، وتقديمها بالمجان للمصابين به. وعلى نقيض ما يروج حول حتمية إصابة الجنين بالعدوى إذا كانت والدته حاملة للفيروس، أكدت الدكتورة غفران أن العدوى ليست تلقائية، وأن احتمال انتقال المرض يبقى محصورا بين 25 في المائة و40، وهي نسبة قليلة، لكن على الحوامل المصابات بها المرض التقيد بعدة إجراءات لتفادي نقل المرض لأبنائهن، لهذا فعلى الحوامل الخضوع لفحص دوري للدم للتأكد من عدم إصابتهن بهذا الفيروس، وفي حال كانت التحاليل إيجابية، يفرض على الحامل تناول أدوية خاصة بهذا المرض في وقت مبكر، إذ وقتها يكون احتمال انتقال العدوى للجنين، لا يتجاوز واحدا في المائة فقط، مشيرة إلى أن من بين 10 حوامل مصابات بالسيدا، يولد رضيع واحد يحمل هذا الفيروس، وغالبا ما يكون نتيجة إهمال والدته، وتأخرها في تلقي العلاج، خصوصا في الشهر الثامن من الحمل. واستغربت رئيسة جمعية محاربة السيدا فرع الرباط، طريقة إخضاع العائلات للفحص للتأكد من عدم الإصابة بالفيروس، والتي غالبا ما يكون الأبناء منطلقا لها، مشددة على أن المغرب يجب عليه القطع مع هذه المرحلة، وأن تبدأ التحاليل بإخضاع الآباء والأمهات أولا، قبل أن يكون الأبناء الطرف الأخير في المعادلة، مشيرة إلى أنه لسوء الحظ، ما زال هذا الوضع متفشيا، رغم المجهودات التي بذلتها جمعيتها وباقي الأطراف في هذا المجال، عبر إخضاع الحوامل لتحاليل الدم في كل المراكز الصحية، ومرافقتهن في كل مراحل العلاج، لكن فقط 60 في المائة من النساء الحوامل يحافظن على الخضوع للفحص والعلاج. وأبرزت الدكتورة غفراني، أن هناك مؤشرات مقلقة بالمغرب، إذ لدينا 250 طفلا حاملا للفيروس كل سنة، وهذا الرقم يجب أن يصير من الماضي، وإن يكشف مدى تراجع عدد الأطفال المصابين، مقارنة مع السنوات الماضية، مشيرة إلى أن هناك تفاوتا على مستوى الجهات في عدد الأطفال والنساء الحوامل المصابين بالفيروس، إذ تأتي جهة سوس ماسة على رأس الجهات التي تشهد ارتفاعا في عدد المصابين، ثم جهة البيضاء وطنجة. وتوقفت الدكتورة غفراني عند تورط بعض الأطباء في التمييز بين الحوامل المصابات بالفيروس وغيرهن، إذ يرفضون إجراء عمليات الولادة لهن خوفا من إصابتهم بالمرض، رغم أن مهنتهم والقسم الذي أدوه لحظة تخرجهم يفرضان عليهم معالجة جميع المرضى دون تمييز، لأن هذا السلوك يؤثر بشكل سلبي على المصابات بالفيروس، ويحرضهن على مقاطعة حصص العلاج بالمستشفى والولادة بالمنازل، ما يهدد أبناءهن بشكل كبير بالإصابة بالعدوى. وأكدت أن هناك إجراءات يتم اتباعها لتفادي إصابة الرضيع بالعدوى، منها منع الأم من إرضاع ابنها، إذ يجب منحه حليبا اصطناعيا، ودواء "سيرو" لمدة ست ساعات الأولى عن ولادته، بحكم أنه بعد ولادة الرضيع لا يمكن التكهن هل هو مصاب بالفيروس أم لا، وأن ذلك يتأخر لمدة تصل إلى ستة أشهر. لكن يبقى أهم إشكال يصادفونه في جمعية محاربة السيدا، توضح الدكتورة غفراني هو مطالبة آباء الأطفال المصابين بالفيروس، عدم إخبارهم بالأمر خوفا من الفضيحة، وهو ما يرفضونه داخل الجمعية بحكم أن الطفل لحظة علمه بمرض في سن مبكر يتعايش مع مرضه بشكل طبيعي، عكس إذا ما تم إخباره بشكل متأخر، حيث تكون له ردود أفعال عنيفة، تصل إلى حد مقاطعة العلاج. مصطفى لطفي مواضيع الملف: “بيزنس” العوازل! التفسير الديني يعيق اندماج المرضى رهان القضاء على السيدا في 2030 مصاب يكشف حقائق صادمة السيدا… الموت البطيء التهميش والعار يطاردان المرضى

السيدا … 250 طفلا يصابون سنويا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

22 منتخبا تضمن ورقة المونديال

أزمة ملعب بوداد طنجة

مقالات ذات صلة