الخماري يخلف وعده في “بورن آوت”

تفوق في الجانب التقني لكنه فشل في حكاية قصة ممتعة ومحبوكة سينمائيا انطلق أمس (الأربعاء)، عرض فيلم “بورن آوت”، في القاعات السينمائية الوطنية، وهو آخر جزء من ثلاثية الأفلام حول الدار البيضاء، التي أخرجها نور الدين الخماري، بعد “كازا نيغرا” و”زيرو”، والتي قدم عرضها الأول الثلاثاء الماضي في “ميغاراما” بحضور الإعلاميين والفنانين والعديد من الشخصيات الهامة. وحاول الخماري، من خلال العمل الجديد، أن يسلط الضوء على العديد من “الطابوهات” والتناقضات والفوارق الاجتماعية في المغرب، من خلال قصة البطل، (أنس الباز في ثاني تجربة سينمائية له مع الخماري بعد “كازا نيغرا”)، الذي ينتمي إلى فئة اجتماعية ميسورة، لكنه غير سعيد في حياته الزوجية وفاشل في مهنته وفي علاقاته الاجتماعية، وعلاقته بطفل فقير ماسح أحذية، كل همه في الحياة، هو شراء رجل اصطناعية لوالدته المعاقة. الدار البيضاء، المدينة الغول، حاضرة بقوة أيضا في الفيلم الجديد للخماري، رغم أنه لم يخرج بكاميرته عن نطاق شارع المسيرة الخضراء، المصنف ضمن ما يعرف بالمثلث الذهبي لأحياء العاصمة الاقتصادية، و”الكورنيش” وبعض الأحياء المجاورة، لكنها (البيضاء)، لم تكن بتلك الجمالية التصويرية التي ظهرت عليها في الفيلمين السابقين، رغم بشاعتها. وعكس ما كان منتظرا، أخلف نور الدين لخماري وعده مع “بورن آوت”، في الوقت الذي كان يتوقع الجميع أن يشاهد فيلما “كبيرا” لمخرج أصبح اليوم متمكنا من أدواته الإخراجية والفنية، ولم يعد مسموحا أبدا له بالخطأ، مهما كان بسيطا. فعدا الجانب التقني الذي لا يناقشه اثنان، والذي يتفوق فيه الخماري، لم يكن الفيلم يتضمن أي قصة محبوكة، بل مجموعة قصص لا علاقة لها ببعضها، وتتداخل فيها المواضيع بشكل فج وثقيل، ويغيب عنها الحس التشويقي، مما جعل المتفرج يشعر بالملل، خاصة أمام حوارات باردة وتشخيص عاد للممثلين، ومشاهد غير مؤثرة بتاتا، ولا تزعزع مشاعر المتلقي نهائيا. ويمكن القول إن أقوى لقطات الفيلم، الذي يعاني ضعفا في كتابة السيناريو، هي تلك التي جمعت أنس الباز ومحمد الخياري والطفل إلياس، وهم يطلقون العنان لصرخاتهم أمام المرور السريع للقطار، في حين ظلت باقي لقطات ومشاهد العمل تفتقر إلى القوة، خاصة المشهد الذي ظهر فيه السياسي (لعب دوره إدريس الروخ) وهو يمارس الجنس من الخلف على الطبيبة المتدربة، وهو المشهد الذي لم يكن مجانيا، لكنه لم يكن محبوكا من الناحية الدرامية. ولأول مرة، يفشل الخماري، في إدارة ممثليه بالشكل المطلوب، خلافا لأفلامه السابقة، فأنس الباز ومرجانة علوي وإدريس الروخ، لم يأتوا بجديد على مستوى الأداء التمثيلي، في حين لم يكن الوجه الجديد الذي اكتشفه صاحب “كازا نيغرا”، (الممثلة التي لعبت دور الطبيبة المتدربة) مناسبا للدور، بل كان أداؤها مبالغا فيه أحيانا. أما الفكاهي محمد الخياري، فظهر بشكل مختلف في الفيلم، لكنه لم يصل إلى إبهار المشاهد مثلما وقع في تجربة الراحل محمد بنبراهيم في “كازا نيغرا”. ولم يمنح الخماري مساحات أكبر في العمل للممثلات الرائعات السعدية لاديب وفاطمة هراندي (راوية) وزهور السليماني، وهو ما كان سيمنح توازنا أكبر لفيلم تحضر فيه “الفرانساوية” و”البلينغ بلينغ” بشكل كبير. وتاه الخماري في معالجته للكثير من المواضيع في فيلم واحد، من الفوارق الاجتماعية إلى الإجهاض والدعارة والاغتصاب والبيدوفيليا والنفاق الاجتماعي، مرورا عبر الإعاقة وفشل السياسة، وصولا إلى لوحات صلادي (التي لم يعرف محلها من الإعراب في الفيلم اللهم إذا كانت إرضاء لذوق شخصية معينة). باختصار، لقد أراد الخماري أن يقول كل شيء في “بورن آوت”، لكنه في النهاية، لم يقل شيئا، ووقّع فيلما مليئا ب”الكليشيهات” ولا يحكي للمشاهد قصة ممتعة. نورا الفواري

الخماري يخلف وعده في “بورن آوت”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رونار يحل بكوت ديفوار مبكرا

الزايدي تغني مع فنان خليجي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات