أطباء مصيرهم السجون

النيابة العامة نبهت 10 منهم وطبيب منح شخصا شهادتين في فترة اعتقاله قضى أطباء بفاس شهورا في جحيم المحاكم لمنحهم شهادات طبية بمدد عجز خيالية أو فيها مغالاة ومحاباة لحامليها للاستئساد على خصومهم والزج بهم في السجن. بعضهم توبع في حالة سراح وآخرون قضوا مددا مختلفة بالسجن، قبل إدانتهم بعقوبات متباينة وصلت إلى حد توقيفهم عن مزاولة المهنة لمدة محددة. قبل تحريك تلك المتابعات أنذر وكيل سابق بابتدائية فاس، 10 أطباء من مانحي شهادات طبية غير واقعية ومشكوك فيها مسلمة لأشخاص لا يستحقونها، أو مضمنة ببيانات ومدد عجز كاذبتين وصلت أحيانا إلى 60 يوما أو أكثر، رغم عدم وجود إصابات أو جروح أو كسور على جسم الممنوحة إليه الشهادة. انتفاضة سائقي الطاكسيات على حوادث سير مفتعلة، ومفاجأتهم بشهادات طبية "من نسج خيال أطباء"، حركت النيابة العامة التي تدخلت بحزم منبهة المعنيين لتلك التجاوزات والتلاعبات التي تزج بأشخاص أبرياء في السجن، رغم بساطة الفعل الجرمي المفتعل أو انعدامه، حاثة على لزوم احترامهم لمهنتهم. لكن بعضهم لم يكترثوا بالتحذير القضائي، قبل أن تطفو على السطح ملفات قضائية أبطالها أطباء توبعوا بسبب شهادات محابية للمتحوزين بها، بينهم طبيبة صاحبة عيادة بحي الزهور، اعتقلت متلبسة بعد نصب كمين لها لعبت فيه شرطية بولاية الأمن، دور الضحية الراغبة في شهادة طبية "تغرق" بها سارقيها. نزاع فلاحين بمولاي يعقوب ومنحهما شهادتين بمدة العجز نفسها، وتشكي أحدهما، أطاح بالطبيبة في عقدها السادس، إذ قضت أسابيع بالسجن، قبل الإفراج عنها مقابل كفالة وإدانتها بشهرين حبسا موقوف التنفيذ، و5 ملايين سنتيم غرامة، مع الحكم بعدم أهليتها للقيام بعضو محلف أو خبير أو أداء شهادة. أذنبت هذه الطبيبة بإعطائها إقرارا كاذبا عن وجود عجز بقصد محاباة شخص وشهادة كاذبة عن وجود مرض، كما هو حال طبيب مالك عيادة بسيدي بوجيدة، اتهم بمنح شهادتين طبيتين لسجين بداعي تعرضه لحادثة سير في تاريخين كان فيهما معتقلا بسبب شكاية من زوجته اتهمته بتعنيفها، وتوبع في حالة سراح. قصد الزوج المفرج عنه بعد نحو شهر من الاعتقال، الطبيب الذي منحه الشهادتين اللتين استغلهما حجة لتقديم شكاية ضده، لتأكيد زورية شهاداته، بعدما منح زوجته شهادة طبية فيها محاباة وكانت سببا في اعتقاله، قبل أن يصحو ضمير شاهد اعترف أمام المحكمة بتلقيه ألفي درهم للإدلاء بشهادته حول تعنيف الزوجة. هذا الطبيب توبع في ملف جنحي عاد كما هو شأن زميله الذي منح فتاة ضحية اغتصاب وافتضاض في ملف راج قضائيا، شهادة عذرية أكد فيها صلابة بكارتها، أدلت بها ضمن وثائق زواجها من مالك قاعة للأفراح، اكتشف متأخرا سقوطه ضحية نصب من قبلها وعائلتها، قبل أن يقاضيها والطبيب مانح الشهادة. المصير نفسه آلت إليه وضعية طبيب آخر وثق شخص في شريط فيديو نشر في موقع "يوتوب"، مشهد إرشائه ليجد نفسه وراء أسوار السجن، ويدان ابتدائيا ب6 أشهر حبسا موقوفة التنفيذ، خفضت استئنافيا إلى شهرين موقوفي التنفيذ، بعد متابعته في حالة سراح مؤقت مقابل مليون سنتيم كفالة. الملف كاد يعصف ب25 سنة قضاها هذا الطبيب في عمله، بعد متابعته كما طبيب آخر توبع قبل ذلك في حالة اعتقال لإعداده شهادة طبية لزبون لا يعاني أي مرض مقابل نحو مليون سنتيم، إذ أدين بمدة سجنية نافذة، بعد اعتراف متهم بتهريب البنزين، بمحاباته في الشهادة التي أدلى بها أثناء محاكمته. ولعل أشهر ملفات تزوير الشهادات الطبية بجهة فاس، اكتشاف اثنين منها أثناء مرحلة التقاضي في ملف نزاع بجماعة بني فراسن بتازة، بعد هجوم بلطجية على محتجين بمقر الجماعة في حادث خلف إصابات، بطلهما موظف سابق بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا أوقف وحجزت لديه شهادات أخرى. حميد الأبيض(فاس)

أطباء مصيرهم السجون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"بيرميات" تقود طبيبا إلى المحاكمة

وزير الداخلية: فرنسا في حرب مع الإرهاب

مقالات ذات صلة