عائدون لم يعلنوا توبتهم

الخبير المكاوي أكد أن داعش رتبت نهايتها على الأرض بنشر مقاتليها بـ90 دولة أكد عبد الرحمان المكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، أن العديد من مغاربة داعش يرفضون العودة للمغرب خوفا من متابعات قضائية ثقيلة، ومنهم من عمد إلى تزوير وثائق رسمية لدخول أوربا بصفته لاجئا عراقيا أو سوريا، وأوضح أن العائدين يصنفون إلى أربعة أقسام منهم من صدم بوهم دولة الخلافة، وآخرون أمروا بالعودة إلى بلدانهم لتنفيذ عمليات إرهابية. < كيف تعلق على عودة مقاتلين من داعش، هل يتعلق الأمر بتوبة؟ < أصبحت إشكالية العائدين من مسارح العمليات، تشكل هاجسا أمنيا كبيرا للعديد من الدول خاصة 90 دولة، التي ذهب رعاياها للقتال إلى جانب "داعش" وباقي التنظيمات الجهادية الأخرى، منها القاعدة وخرسان وجيش محمد وأحرار الشام، في العراق وسوريا وليبيا والصومال وحتى دول الساحل. الملاحظ حسب الدراسات الأمنية، التي قامت بها بعض الدول المعنية بهذا الموضوع، هو أن العائدين لهم مسارات شخصية مختلفة دفعتهم للسفر للقتال في سوريا والعراق، إذ نجد فيهم العاطل والموظف والعامل، وأيضا المفكر والمتزوج والعازب، والشباب والشيوخ والأطفال، لكن رغم هذه المسارات المختلفة، يلتقون في بعض النقط الأساسية، وهي أن أغلبهم لا يعلنون توبتهم أو ردتهم عن فكر "الداعشي" خلال العودة. < هل دوافع مغادرة داعش واحدة بالنسبة لكل العائدين ؟ < ينقسم هؤلاء العائدين إلى فئات : الفئة الأولى عادت بإحباط كبير، نظرا للقتال الشرس والرعب الذي انتشر في قلوبهم، أثناء مشاركتهم في الحرب بسوريا أو العراق و ليبيا، إذ شعروا أن التنظيم سوف ينتهي أمام القصف اليومي والعنيف للتحالف الدولي ضد الإرهاب، فقرروا النجاة بحياتهم. والفئة الثانية، هي تلك التي التحقت بهذه التنظيمات الإرهابية، مشبعة بفكرة دولة الخلافة، ونموذج المدينة الفاضلة، حيث هناك الجنس والمال وترجمة لكل عقدهم النفسية، إلا أن تجاربهم داخل "المدينة الفاضلة" المسماة دولة الخلافة، كانت بمثابة فشل واكتشاف سلوكات مغايرة لما سمعوه عنها، إذ عانوا العنصرية، والتهميش والحكرة، خصوصا من قبل قادة ميدانيين من أصل عراقي أو سوري أو حتى ليبي. < ماهي أدوار هؤلاء القادة؟ < هؤلاء القادة، قسموا الكتائب، حسب الجنسيات واللغات والمناطق وكلفوها بمهام عسكرية صعبة، بل دفعوهم إلى القيام بعمليات انتحارية، وبالتالي تولد لدى هذه الفئة إحباط كبير، لكن رغم مغادرتهم بؤر التوتر، ما زالوا مؤمنين بالفكر الإرهابي، رغم تجربتهم المريرة. أما الفئة الثالثة، فتصنف في خانة الخطر الكبير، إذ يتعلق الأمر، بالذراع الاستخباراتي لهذه التنظيمات، وهو منخرط في ما يسمى عند داعش بوزارة الانتحاريين الاستشهاديين أو الانغماسيين، مهمتهم القيام بعمليات إرهابية عند عودتهم إلى بلدانهم الأصلية في مكان ما وبوسيلة ما وفي وقت ما، وهذا هو مربط الفرس، إذ تتم مراقبتهم وملاحقتهم من قبل الأجهزة الاستخباراتية العالمية. فكما نعلم أن داعش ستنتهي جغرافيا، لهذا رتبت نهايتها جغرافيا، عن طريق إرسال خلاياها النائمة إلى 90 دولة للمشاركة في هذا التنظيم. < هل أمر العودة، شمل أيضا عملاء الاستخبارات العالمية داخل داعش؟ < فعلا، وهم يصنفون في الفئة الرابعة، ويلقبون بالجهاديين الاستخباراتيين، وهم عملاء للاستخبارات العالمية، منها استخبارات المغرب ودول عربية، وحتى إسرائيل، يحاربون مع "داعش" بهدف التجسس على قادتها، أبرزهم عميل الموساد الذي افتضح أمره في بنغازي. هذه الفئة تسمى الجهاديين الأمنيين، وعندما انتبهت دولهم أن داعش سوف تسقط جغرافيا وهزيمتها على الأبواب، أمروهم بالعودة، حتى لا يتم القضاء عليهم. هذه الفئة لا تشكل خطرا على بلدانها الأصلية، منها دول عربية. وأود أن أشير إلى أن داعش سيتولد عنها دواعش أخرى، وخاصة تنظيم "داعش الرقمي" لأنه سيتحول إلى غول رقمي يهدد اقتصاد كثير من الدول، ما جعل جميع استخبارات الدول الكبرى تعيش حالة استنفار، خوفا من نفاذ داعش إلى برمجيات أسلحة وصواريخ نووية، والملاحة الجوية وغيرها، فهذا الغول إذا كان سينتهي على الأرض، فإنه سيتسلل عبر الشبكات العنكبوتية. < رغم فرار مقاتلين من "داعش"، ما زال عدد من المغاربة يقاتلون في صفوفها، لماذا؟ < بالنسبة إلى المغاربة، فكما نعلم، أن العديد منهم، التحقوا بداعش وتنظيمات أخرى، بمساراتهم المختلفة، إذ قتل الكثير منهم، وقلة ما زالت تقاتل، وبعضها وصل إلى مراكز القيادة، فهم يعلمون أن العودة للمغرب مصيرها متابعات قضائية، بجنايات المشاركة في القتل أو الخيانة العظمى. هذه الفئة أفرادها قليلون جدا، لم يعودوا إلى بلدانهم الأصلية، فهم تائهون في مسارح عمليات أخرى، فمنهم من رحل إلى أفغانستان أو إلى دول أسيوية، ومنهم من تاه في أوربا الشرقية، يحاول التسلل إلى دول أوربا الغربية. والملاحظ أن الدواعش المغاربة، الذين هربوا من مسرح العمليات لن يعودوا إلى وطنهم، لأنهم تمكنوا من تزوير وثائق رسمية، وتحولوا إلى سوريين وعراقيين وأفغانيين، بهدف الدخول إلى أوربا بصفتهم لاجئين، في حين رفض آخرون المغادرة، وقرروا مواصلة القتال إلى آخر رمق. أجرى الحوار : مصطفى لطفي مواضيع الملف: عودة الدواعش... الخطر القادم من الشرق تنسيق مغربي أوربي للتطويق الالتحاق بصفوف “الدولة”… الانتحار الموعود

عائدون لم يعلنوا توبتهم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التدليك: حركـات خاطئـة تسبـب الشلـل

قرعة أمريكا... الطريق إلى "جنة" العم سام

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات