قرعة أمريكا… الطريق إلى “جنة” العم سام

فتح عملية التسجيل في قوائم «تأشيرة التنوع» وترامب يعد قانون هجرة أشد صرامة أعلنت القنصلية العامة الأمريكية بالبيضاء، أخيرا، عن عملية التسجيل في قرعة "تأشيرة التنوع" ل2018 التي من المنتظر أن تنطلق من 3 أكتوبر إلى غاية 7 نونبر المقبل ، في عملية يتنبأ الجميع أن تكون آخر فرصة للراغبين في الهجرة بهذا النوع من التأشيرة، قبل المصادقة على قانون جديد. وتعقد القنصلية نفسها ندوة صحافية، اليوم (الثلاثاء)، ابتداء من الساعة الخامسة والنصف مساء بدار أمريكا بالبيضاء، لكشف الإجراءات الجديدة، علما أن البرنامج السنوي ل"تأشيرة التنوع" يتيح لكل مرشح إمكانية الحصول على تأشيرة هجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، شريطة استجابته لسلسلة من المعايير، قبل أن يتم اختياره عن طريق سحب عشوائي يجرى بواسطة الحاسوب. ومن بين هذه الشروط أن يكون المرشح حاصلا على شهادة الباكلوريا على الأقل، أو أن يتوفر على تجربة مهنية مدتها سنتان في مجال عالي التخصص، يتوافق مع المعايير المسطرة من قبل الخارجية الأمريكية. وعلى غرار السنوات الماضية، سيتم تصنيف التجارب المهنية بالاستعانة بنظام رقمي متوفر على الموقع الالكتروني، حيث تحصل كل تجربة مهنية بعد تحليلها على علامة يجب أن لا تقل عن 7.0 للمشاركة في قرعة "تأشيرة التنوع". وتتم عملية الاشتراك في القرعة بالمجان وتشمل كافة أفراد العائلة وذلك بطريقة الكترونية على موقع إلكتروني خاص، الذي يبقى المصدر الوحيد لتلقي النتائج النهائية المرتقب الإعلان عنها في ثاني ماي المقبل. وفي الوقت الذي مكنت القرعة آلاف المغاربة من الاتحاق ببلاد العام سام، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يستعد لإخراج قانون جديد إلى حيز الوجود يلغي نهائيا القرعة العشوائية السنوية، وتعويضها بنظام جديد للاستحقاق، مما يفسر انتظار المغاربة قرعة السنة المقبلة للمشاركة فيها، تحسبا لقانون ترامب حول الهجرة. وتشير كل التقارير الإعلامية الأمريكية إلى أن المشروع الجديد لترامب يأتي في سياق مكافحة الإدارة الأمريكية الجديدة لتدفق المهاجرين، واكتفائها باستقبال العمال والحرفيين ذوي الخبرة، الذين بإمكانهم، حسب ترامب، المساهمة في تطوير الاقتصاد الأمريكي، وعدم خلق منافسة كبيرة بالنسبة إلى المواطنين الأمريكيين. وأدى صدور تصريحات لترامب بخصوص الهجرة إلى القضاء على آمال آلاف من المغاربة، وباقي الحالمين بالهجرة عبر العالم والذين ينتظرون "القرعة"إلى أمريكا، كل سنة، من أجل الهجرة، إذ أكدت وسائل الإعلام أن دونالد ترامب قرر وقف حد لهذه القرعة، تماشيا مع تنفيذ ما تضمنه برنامجه الانتخابي من وضع حد لتدفق المهاجرين إلى البلاد، حيث كانت تعتبر هذه القرعة إحدى أهم الفرص القانونية للحصول على بطاقة الإقامة بالولايات المتحدة. ويسعى مشروع ترامب إلى تقليص الهجرة القانونية إلى حدود النصف خلال عشر سنوات المقبلة، إضافة إلى وضعه عقبات كبيرة أمام المواطنين الأمريكيين والمقيمين ببلاد العم سام بشكل شرعي، الذين يريدون إحضار أفراد أسرهم للعيش داخل أمريكا. ويشبه قانون ترامب كثيرا قانون الهجرة الكندي، إذ يمنح أكبر الحظوظ إلى الأطر الأجنبية التي تتراوح أعمارها بين 26 و31 سنة، إضافة إلى جانب الحاصلين على ميداليات أولمبية الذين بإمكانهم الحصول على "الغرين كارد"، بالمقابل ستوفر الحكومة الأمريكية 140 ألف تأشيرة في هذا الإطار، عبر نظام صارم للاستحقاق. وسيعتمد النظام الجديد على تقييم الأشخاص الراغبين في الاستقرار بالولايات المتحدة الأمريكية، ويبدأ سلم التنقيط بالسن، إذ يحصل الأشخاص ما بين 18 و21 سنة على 6 نقاط، و8 نقاط للمتراوحة أعمارهم بين 22 و25 سنة، و10 نقاط للأشخاص ما بين 26 و30، ليبدأ التنقيط في التراجع مجددا للأشخاص الأكثر سنا، إلى أن يصل إلى صفر نقطة بالنسبة إلى القاصرين والأشخاص البالغين أزيد من 50 سنة. وتمنح للمترشحين نقط حول مستواهم الدراسي والشهادات المتحصل عليها، إذ تصبح الحظوظ أكبر بالنسبة إلى الحاصلين على شهادات أكثر، كما يتم تقييم المترشحين استنادا إلى مستواهم في اللغة الإنجليزية،وهو الشرط الذي لم يكن يشكل أي عائق بالنسبة إلى المترشحين المغاربة غير المتحدثين بالإنجليزية في النظام الحالي. ويرى محللون أن "إرساء نظام هجرة أكثر صرامة يصعب مأمورية الملايين من المرشحين للهجرة من مختلف البلدان، خاصة البلدان غير الناطقة باللغة الإنجليزية، ومنها المغرب"، علما أن المستفيدين من القرعة السنوية بالمغرب يقدرون بحوالي 5 آلاف مغربي كل سنة. ويفرض نظام ترامب الجديد قيودا على التجمع العائلي، إذ يمنح "نظام الهجرة الحالي حاملي الجنسية الأمريكية الحق في تمكين أفراد عائلتهم من الحصول على البطاقة الخضراء، بمن في ذلك آباؤهم وأبناؤهم وإخوتهم"، لكنه في المشروع الجديد ينحصر على الأزواج والأبناء القاصرين. "ليست منزلا لسكان العالم..." دمر فوز دونالد ترامب بكرسي الرئاسة في أمريكا أحلام الشباب في العالم، منهم المغاربة، الذين ينتظرون التسجيل في القرعة العشوائية للهجرة إلى بلاد العم سام، إذ صرح الرئيس، في أول حوار له مع إحدى القنوات العالمية بعد انتخابه، أنه سوف يعمل بشدة على إلغاء القرعة العشوائية لأمريكا، وذلك لأن الولايات المتحدة الأمريكية ليست بحاجة للمزيد من المهاجرين. وعلق بسخرية قائلا "إن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن تكون منزلا لسكان العالم، و إن القرعة العشوائية لا تفيد الدولة في شيء سوى استقطاب أشخاص آخرين من جنسيات وديانات مختلفة لا علاقة لها بالولايات المتحدة الأمريكية، وإن هذه السنة سوف تكون آخر سنة يتم فيها فتح باب التسجيل للقرعة العشوائية وإن السنوات المقبلة لن تكون هناك أي طريقة للهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل عشوائي، إلا عن طريق استلام التأشيرة من السفارة كما هو معروف". خالد العطاوي

قرعة أمريكا… الطريق إلى “جنة” العم سام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عائدون لم يعلنوا توبتهم

اغتصـاب جماعـي لمعـاق بخيريـة

مقالات ذات صلة