ترييـف المـدن: الرباط… الاستثناء

عاصمة الأنوار صنفت ضمن المدن الأكثر تمدنا والورش الثقافي يجسد حضارتها تشكل الرباط الاستثناء في ترييف المدن، بعدما عرف التمدن ارتفاعا كبيرا بها خلال 10 سنوات الأخيرة، مقارنة مع مدن أخرى، إذ نجحت بنياتها التحتية في مواكبة النمو الديمغرافي، و"نجت" من انتشار دور الصفيح، خاصة في الأحياء الهامشية. وتحتل الرباط الريادة في التمدن، بعد المجهودات التي بذلت في السنوات الأخيرة لجعلها عاصمة الأنوار، والحفاظ على هندستها العمرانية، مع وجود استثناءات قليلة جدا. ونجحت الرباط في بلوغ مكانة لائقة في التمدن، بعد المشروع التنموي، الذي انطلق في 2014 تحت شعار "الرباط مدينة الأنوار، وعاصمة المغرب الثقافي"، إذ يتوقع اكتماله في متم 2018. وحددت النتائج الأولية للإحصاء نسبة التمدن بالرباط في 70 في المائة، مع إمكانية ارتفاع النسبة أكثر في السنة المقبلة، بعد اكتمال المشروع التنموي. وسعى المسؤولون إلى مضاعفة مجهوداتهم للقضاء على العشوائيات في بعض أحياء الرباط، مثل التقدم ودوار الحاجة ومعاضيض ودوار الدوم وحي المحاريك في يعقوب المنصور، ودوار رجاء الله، إذ أن وضعيتها تحسنت كثيرا مقارنة مع ما كان عليه الحال سابقا. ومن بين أبرز مظاهر التمدن، التي نجحت فيه الرباط في خطف الأضواء عن باقي المدن المغربية، توفرها على بنيات ثقافية كبيرة ممثلة في المسارح ودور الثقافة والمتاحف، لتشكل مدارا ثقافيا مكتمل العناصر، ما جعل "يونسكو" يصنف الرباط تراثا ثقافيا عالميا، قبل أن تتحول إلى إشعاع عالمي وحضاري ووجهة متوسطية وسياحة ثقافية. ويعد الورش الثقافي من أبرز عناصر التمدن، إذ جعل الرباط عاصمة المغرب الثقافية وقطبا أساسيا استثنائيا، إذ أنها تتوفر على بنيات تحتية ثقافية مهمة من بينها متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية ومتحف التاريخ والحضارات، الذي فتح أبوابه أخيرا إلى جانب فضاءات أخرى لا تقل أهمية. ولأن الرباط عاصمة الأنوار، فهي تحتل فضاء مناسبا لاحتضان تظاهرات ثقافية عالمية نظير مهرجان موازين، الذي يتميز باستقطاب فنانين عالميين، فضلا عن مؤسسات ثقافية متعددة وعدد من السفارات والقنصليات المعتمدة من قبل الدول الأجنبية، والتي تسهم في نشر مختلف الثقافات المعاصرة. ولا تقتصر مظاهر التمدن على دور الثقافة فحسب، بل تعتبر الرباط عاصمة العلم والإبداع من خلال توفرها على مدينة العرفان، التي تضم المؤسسات التعليمية العالمية التابعة لمختلف الشعوب، إذ يقصدها طلبة من مدن مغربية وآخرون من الخارج بغرض متابعة دراستهم وتكوينهم في مختلف التخصصات، إضافة إلى وجود أحياء جامعية تمكن الطلبة من الاستقرار، فيما يعتبر السكن الجامعي "بيت المعرفة" وجهة الطلبة الراغبين في متابعة دراستهم في ظروف مناسبة وإقامة مريحة. ويعد المسرح الكبير للرباط رمزا للانبعاث الثقافي والفني للمغرب، إذ سيساهم في تنشيط الحركة الإبداعية والفكرية، فيما يتميز المتحف الأثري للشالة بأنه يمزج بين الحضارة المغربية والرومانية من خلال توفرها على أماكن مخصصة للعبادة ومحلات للتجارة. عيسى الكامحي مواضيع الملف: كلاب وعربات لاستقبال السياح بأكادير اختلالات الحواضر… امتداد مشوه للقرية تربية المواشي في قلب طنجة نخب المدن… تواطؤ مفضوح السلطة والأمن…لعبة القط والفأر مكناس… تراث عالمي يحتضر صمت السلطات وراء “خراب” فاس ترييـف المـدن… زحـف البـداوة السلطة والأمن…لعبة القط والفأر حي مولاي رشيد … قرية حضرية أحزمة البؤس… الابن غير الشرعي للهجرة سوق عشوائي في قلب البيضاء ميكروطروطوار مدن الجفاف الجفاف سرع وتيرة الهجرة “بيزنس” العربة والحمار

ترييـف المـدن: الرباط… الاستثناء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الجفاف سرع وتيرة الهجرة

مراجعة دعم الرياضة بسبب 35 مليارا

مقالات ذات صلة