مستشار المدينة… نام دهرا ونطق كفرا

بعث لـ" الصباح"عونا قضائيا يهدد بالويل والثبور وقال إنه لم يكن "نائما" بل يستعمل الهاتف!! «السيد ضاربها بتكرشيخة... وزايدها بتخراج العينين»... هكذا يبدو، المستشار لخضر الحمداني، رئيس لجنة الميزانية والشؤون المالية والبرمجة بالجماعة الحضرية بالبيضاء، الذي ضبطته عدسة «الصباح» يغط في نوم عميق في دورة استثنائية مخصصة لمناقشة موضوع بالغ الحساسية يتعلق بقطاع جمع الأزبال والنظافة بميتروبول المغرب. وعوض أن يمسح الرجل العمش عن عينيه، ويستغفر ربه وينهض من مقعده ليتوضأ ويصلي ركعتين توابا لخالقه، واعتذارا للمواطنين الذين انتخبوه، انتفض من مكانه، مثل ديك مذبوح، وهرول نحو أول مكتب للمحاماة، واختار محاميين، حكى لهما «كابوسا مزعجا»، فوثقا به، وكتبا «بيان حقيقة» سيدخل موسوعة غينيس باعتباره أول بيان حقيقة يصدر ضد صورة. أي والله.. «بيان حقيقة» يرمي بالباطل على صورة ملتقطة من آلة فوتوغرافية (دون خلفية إيديولوجية) نقلت الواقعة، في اليوم والساعة والدقيقة، كما هي، دون زيادة أو نقصان، وهي الصورة التي نشرتها الجريدة وعلقت عليها، كما فعلت مع جميع صور النواب والمستشارين والمسؤولين «النوام»...وما أكثرهم. ورغم عشرات الصور التي تتجول في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية وصفحات الجرائد لأفواه مفتوحة على الهواء، وأجساد غارقة «في العسل» فوق الأرائك الدافئة والكراسي الوثيرة في جميع مواقع المسؤولية تقريبا، لم نسمع أحدا تبرأ من ذلك، أو قال إنها مؤامرة ضد شخيره، أو دسيسة وحربا غير معلنة ضد أحلامه اللذيذة. فكثير من هؤلاء المتلبسين بالنوم في جلسات عمومية يتعاملون مع صورهم بتفهم تام وتفكه وبسط، ويحولها آخرون موضوع نكتة و«تقشاب» سياسي، دون عقد نفسية، وهي كذلك بالفعل، وتحدث في أكبر برلمانات العالم، بل في مجالس رؤساء وملوك، وفي جلسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، فما بالك بمجلس جماعي لا ينتج أصلا غير الكسل والخمول، وأعضاؤه معذورون إن ناموا فيه. كنا نعتقد أننا نقدم خدمة توثيقية جليلة للرجل، ونحن نحبس شخيره وموسيقاه العذبة في صورة جامدة، ونقدمها للرأي العام مثالا على المسؤول الذي يكدح (بجديته ونزاهته) من أجل الشعب آناء الليل وأطراف النهار، ولا يجد وقتا للنوم في منزله، قبل أن نفاجأ به يعض «اللقطة» التي امتدت إليه ويرميها ويرمينا معها بالكفر والويل الثبور وعظائم الأمور. وليت الحمداني اكتفى «بغسلنا من أعلى رؤوسنا إلى الأخمص»، بجريرة التلصص عليه وهو يشخر في جلسة عمومية، بل عبأ كل رصيده في «تخراج العينين»، وقال بالحرف إنه لم يكن نائما حين التقطت له الصورة على هذا النحو، بل اختار تلك الوضعية «الغريبة» للاختباء من عمدة المدينة حتى لا يراه يتحدث في هاتفه المحمول. يا سلام على لحم الغنم... فالرجل «أراد أن يكحل لها فثقب لها العين»، معترفا أنه يقترف فعلا غير أخلاقي في جلسة عمومية مؤطرة بقانون داخلي، وذلك بحديثه في الهاتف في جلسة عمومية، ويعترف أن ذلك ممنوع عرفيا، بدليل أنه اختبأ تحت القمطر لإجراء المكالمة، وزاد على ذلك أنه يتوفر على شهود سيثبتون أمام القضاء أنهم شاهدوه متكلما لا شاخرا. هذه «الحقيقة»، وردت في «بيان» أرسله لنا الحمداني مع مفوض قضائي، ومصاغ بلغة أقرب إلى الأمر العسكري، يفصل المساحات والبقع التي ينبغي أن ينشر فيها، وكيف ينشر ومتى ينشر، ويهددنا بسيف القضاء وسنوات الرصاص والقتل و»التعلاق»، إن تأخرنا في ذلك. من هذا الحيز، نزف «للمستشار النائم» بأن يسرج أحسن حصان في إسطبله، ويستعد لحرب ضروس هو بادئها بكل تأكيد، والبادئ أظلم..وأول معركة أن يثبت أمام القضاء، علميا وتقنيا، أن الصورة أُدخلت عليها «روتوشات» بغرض إيهام القراء بأنه كان نائما لحظتها، ولم يكن، فقط، يتلصص في هاتف. بعد هذه المعركة، سنقرر في الآتي. الصديق بوكزول

مستشار المدينة… نام دهرا ونطق كفرا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

برشيد تحتضن معرض الحبوب والقطاني

اتهام ناظر أوقاف بالسطو على أملاك زاوية

مقالات ذات صلة