أصدقاء السوء من أسباب الإدمان

قصص مراهقين انقلبت حياتهم رأسا على عقب بسبب التدخين تعرف نسبة المدخنين في صفوف المراهقين ارتفاعا كبيرا في المجتمعات العربية، والتي يلاحظ بشأنها أنها تهم جميع طبقات المجتمع باختلاف مستواها الثقافي والتعليمي وأيضا الجانب المالي. وباتت ظاهرة التدخين من بين المواضيع التي تؤرق بال كثير من الآباء، إذ تفاجأ كثير منهم خلال الآونة الأخيرة من سقوط أبنائهم ضحية لهذه الآفة التي تكون نتائجها سلبية على الصحة. ويعتبر عبد الوهاب، واحد من الآباء الذي وقع ابنه ضحية التدخين ومازال يعاني من أجل العمل على إقلاعه بشأن نهائي من التعاطي ل "الحشيش"، الذي كان أصدقاء السوء سببا في إدمانه عليه. "أصبت بصدمة كبيرة حين علمت أن ابني يدخن ليس فقط السجائر، بل مخدر الشيرا، كما استغربت كيفية حصوله عليه" يقول عبد الوهاب بشأن إدمان ابنه سهيل عليه، مضيفا أنه حين علم بالخبر لم يتمكن من التحكم في أعصابه وتعامل معه بعنف، إذ ضربه بقوة ما كان سببا في هروبه لمدة أسبوع من المنزل. أكد عبد الوهاب أن تعامله العنيف مع ابنه زاد من تعقيد المشكل وجعل الحوار بينهما أكثر صعوبة، إذ بات يرفض الحديث معه أو الاستماع إلى نصائحه وأن والدته كانت الوحيدة التي تحاوره. ونتيجة هذا الوضع، قال عبد الوهاب إن ابنه لم ينقطع عن تدخين مخدر الشيرا، بل كان يصر ويغادر المنزل رغما عن والدته أثناء غياب الأب، كما يطلب منها النقود وأحيانا يسرقها من أجل اقتناء ما يلزمه من سجائر محشوة بمخدر الشيرا والتي كان يقتنيها من أحد أصدقائه. "كنت على علم أنه مازال يدخن "الحشيش"، فرائحته تدل على ذلك"، يقول عبد الوهاب، الذي بعد استشارة أحد اصدقائه نصحه بضرورة إدخاله مصحة من أجل تلقي العلاج للتخلص من الإدمان. رفض سهيل بشدة حين أخبر أنه يتعين عليه العلاج، ما اضطر والديه إلى إجباره بالقوة لدخول مصحة مختصة، حيث يخضع حاليا لحصص للإقلاع عن التدخين، وبالموازاة معها علاجا نفسيا حتى يستعيد ثقته بنفسه ويعود إلى حياته الطبيعية قبل سقوطه في دائرة الإدمان. وفي الوقت الذي تعامل فيه عبد الوهاب مع ابنه سهيل بالعنف حين علم بتدخينه للحشيش، فإن نعيمة تعاملت بحكمة مع ابنتها رجاء ذات الأربع عشرة سنة، إذ اكتشفت أنها تدخن بعد عثورها على سيجارة في جيب سروالها. "كنت أعلم جيدا أن العنف سيزيد من تعقيد الأمور بيني وبين ابنتي رجاء"، تقول نعيمة، "لذلك فكرت جيدا في التعامل معها بطريقة لا تجعلها ترفض الحوار معي". واسترسلت نعيمة أنها أخفت تعاطي ابنتها رجاء للتدخين عن زوجها وعن باقي أفراد العائلة، مشيرة إلى أنها اختارت أن تكون مواجهتها لها عبارة عن نصائح تقول إن للتدخين آثارا سلبية أبرزها الإصابة بأمراض سرطانية. وأكدت نعيمة أنه من خلال حديثها اليومي عن آثار التدخين لاحظت أن ابنتها انقطعت عنه، لتخبرها في ما بعد أنها كانت على علم بما تقوم به وأنها وعدتها بالانقطاع عنه بشكل نهائي. ونجح أصدقاء السوء، حسب والد سامي البالغ من العمر ست عشرة سنة، في الإيقاع به في فخ التدخين، إذ كان من بين التلاميذ المميزين في قسمه والذي كان دائما يحتل الرتبة الأولى، ليتحول إلى شخص يهمل دراسته ولا يرغب في الذهاب إلى المدرسة. "تغير كبير في مسار ابني سامي، الذي أصبح كل ما يقوم به يؤكد أنه شخص آخر وليس ذلك المراهق المثالي في أخلاقه ودراسته"، يقول والد سامي، الذي أكد أن صداقته مع رضوان وهشام كانت وراء دخوله عالم الإدمان على تدخين "الحشيش". أكد والد سامي أنه بسبب التدخين أصبح ابنه يعاني مشاكل صحية كثيرة، كما فقد كثيرا من وزنه، إلى جانب أنه لم يعد يهتم بمظهره وأصبح شبيها بالمشردين على حد قوله. أ . ك

أصدقاء السوء من أسباب الإدمان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المراهقون والحشيش ... "الحيلة حسن من العار"

أزمـــة وتـــأزيـــم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات