ليال ساخنة في حضن إفريقيات

دعارة مقنعة بأنشطة مشروعة للراغبين في استكمال سهرات الشاطئ والملاهي لم يتأخر الوافدون الأفارقة في وضع بصمتهم الخاصة على خارطة الدعارة بالمغرب، ولم تعد تنحصر تجارة الجنس لدى المهاجرات القادمات من جنوب الصحراء على زبناء من بني جلدتهن، بل فتحت أروقة العرض أمام طلب المغاربة والسياح كذلك. ومع توالي سنوات الاستقرار بدأت شبكات متخصصة في دعارة الإفريقيات ترحل خدماتها إلى المغرب، وشرعت في استنساخ مشاريع جنسية صغيرة تمارس المشتغلات فيها دعارة مقنعة بأنشطة مشروعة كما هو الحال بالنسبة إلى محلات تدليك تبحث عن زبناء من رواد مواقع التواصل الاجتماعي. ويزداد "النشاط" مع الإفريقيات سخونة بقدوم أيام الصيف، إذ تنتشر في المدن الساحلية مجموعات، تتكون من 3 إلى 6 فتيات في مقتبل العمر تتزعمهن واحدة راشدة من أجل التكفل بكراء شقة راقية لاستقبال الراغبين في استكمال سهرات الشاطئ وملاهي مطاعم "كورنيشات" البيضاء وطنجة وأكادير. لا تجد سونيا، تلك السمراء الجميلة حرجا في القول بأن لها مهنتين واحدة في النهار والثانية في الليل، وكذا في التعبير عن حلمها بمغادرة المغرب في اتجاه أوربا، ليس لكسب لقمة العيش، فهي تؤمن لنفسها دخلا جيدا بعملها مدربة تدليك في قاعات للرياضات الوثيرية والرشاقة البدنية بالبيضاء، وتتهافت عليها أرقى الأندية الخاصة، لكن السفر سيكون في نظرها بحثا عن مكان تمارس فيه الدعارة علنا لأنها لم تتحمل حياة الهامش منتقلة بين الشقق المفروشة صيفا، و"الكبانوات" شتاء. لم تجد السمراوات العابرات إلى "الفردوس" الأوربي في المغرب ما تحكيه لهن عنه اللواتي وصلن إلى أحياء الضواحي بمدن فرنسا وبلجيكا وهولندا، حيث يسمح القانون بامتهان تجارة الجنس في بيوت خاصة، يمكن أن تستهلك فيها الشيشة والخمر شريطة الحصول على "مباركة" سلطات بلدان المهجر. شيئا فشيئا أخذت الظاهرة في انتزاع الاعتراف، إذ أصبحت هناك أحياء تتسامح فيها السلطات المغربية مع هذا النوع من المشاريع السياحية الصغيرة المدرة للمداخيل الكبيرة، على اعتبار أن أصحابها ليسوا من المسلمين، تماما كما كان الحال عندما كانت تعطى رخص الحانات في اسم الزوجات الأجنبيات، إذ كانت تضاف إلى اسم أصحاب الخمارات عبارة "مادام". وفي الوقت الذي اختارت فيه شبكات "راقية" في دعارة الإفريقيات، تشغل طالبات المعاهد العليا اللواتي اخترن هذا المسلك لتوفير متطلبات الدراسة في ظل ضعف المنح المحولة إليهن من عائلاته بدول جنوب الصحراء، التخفي في فيلات مفروشة، لم تجد من هن أكبر سنا وأقل جمالا من اللجوء إلى أحياء السكن الاقتصادي، خاصة تلك التي توجد في الضواحي كما هو الحال في تجمعات الرحمة و سيدي معروف جنوب البيضاء، حيث أصبحت مدارات طرقية مثل "جورج" و"المستقبل" مقاصد للراغبين في الحصول على المتعة الإفريقية بأقل التكاليف. ياسين قُطيب

ليال ساخنة في حضن إفريقيات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دائرة العطش تتوسع

خبراء التربية يرسمون معالم تعليم المستقبل بمراكش

مقالات ذات صلة