أدينت ابتدائيا بسنتين والغرفة الاستئنافية جعلتها سنة موقوفة بعد تنازل الضحية أيدت الغرفة الجنحية التلبسية الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، صفحات الملف الاستئنافي عدد 16/3940، وأيدت الحكم المطعون فيه بالاستئناف، القاضي بإدانة المتهمة (ن.أ) بسنتين حبسا نافذا، بعد مؤاخذتها من أجل الضرب والجرح العمديين والإيذاء العمدي في حق الزوج. وخففت الغرفة ذاتها العقوبة إلى سنة حبسا موقوف التنفيذ، إذ ارتأت تمتيعها بظروف التخفيف مراعاة لحالتها الاجتماعية والنفسية والعائلية ولانعدام سوابقها القضائية، وكذا لتنازل زوجها عن شكايته في مواجهتها. وكما كان عليه الحال عند مناقشة القضية خلال المرحلة الابتدائية، مثلت الظنينة (41 عاما) في جلسة محاكمتها استئنافيا في حالة اعتقال وراء قفص الاتهام، وجددت تنازلها عن مقتضيات المادة 485 من قانون المسطرة الجنائية، عندما اختارت الدفاع عن نفسها بسبب عوزها المادي، إذ التمست من زوجها الصفح عنها مراعاة لنفسية ابنتيها منه، إلا أنه رفض الاستجابة لتوسلاتها في الوهلة الأولى، ما جعلها تدخل في نوبة من البكاء، في منظر تفاعل معه حضور القاعة رقم 2 باستئنافية مكناس، قبل أن يغير الزوج رأيه ويقرر الصفح عن شريكة حياته، ويتنازل بالتالي عن شكايته في مواجهتها، الشيء الذي لم يحصل ساعة مناقشة القضية ابتدائيا. وفي التفاصيل، ذكر مصدر»الصباح» أن القضية تفجرت في سابع غشت الماضي، عندما تقدم المسمى (ع.ج) إلى الدائرة الخامسة للشرطة، التي كانت تؤمن وقتها ديمومة الأمن العمومي بالمنطقة الأولى بمكناس، بشكاية يعرض فيها أنه وقع ضحية إيذاء عمدي من قبل زوجته، مصرحا أنها استغلت خلوده للنوم وقت القيلولة وصبت عليه الماء الساخن، متسببة له في حروق من الدرجتين الأولى والثانية في عنقه وصدره وظهره وبطنه وأطرافه العليا، ما جعله يهرع مسرعا إلى خارج بيت الزوجية، الكائن بالمجموعة 2 بحي برج مولاي عمر الهامشي، طلبا لتدخل الجيران، إذ جلس قرب دكانه الذي يستغله للبقالة إلى حين وصول سيارة الإسعاف التي نقلته على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس بمكناس لتلقي الإسعافات الأولية، إذ منحه الطبيب المعالج شهادة طبية بلغت مدة العجز المؤقت بها 45 يوما. واستنادا إلى المصدر ذاته، صرحت الزوجة (ن.إ)، عند الاستماع إليها تمهيديا في محضر قانوني، أنها على خلاف دائم مع زوجها الضحية وأنها ضاقت ذرعا من تصرفاته تجاهها، خصوصا بعدما تناهى إلى علمها أنه تربطه علاقات غير شرعية بنساء تجهلهن. وحول المنسوب إليها أفادت المتهمة، من مواليد 1970 بدوار بوخليفة بضواحي الحسيمة، أنها دخلت يوم الواقعة في نقاش حاد مع زوجها، تطور إلى حد تهديدها بإلحاق الأذى بها بواسطة سلاح أبيض، عبارة عن سكين متوسطة الحجم خاصة بالمطبخ، ساعتها استشاطت غضبا وانتابتها حالة هستيرية ولم تشعر إلا وهي تتناول إبريقا به ماء ساخن، كانت ستستعمله في إحضار مشروب الشاي، وترمي به على زوجها، نافية ما جاء في تصريحاته كونها استغلت خلوده للنوم وقت القيلولة لتصب عليه الماء الساخن، كانت ستستعمله في استحمام ابنتيها منه، البالغتين من العمر9 و11 سنة، وهي التصريحات ذاتها التي أدلت بها عند استنطاقها من قبل النيابة العامة، والشيء عينه أثناء محاكمتها ابتدائيا، حينما عاينت المحكمة آثار حروق لم تندمل على عنق وظهر وبطن الضحية. خليل المنوني (مكناس)
