الصايغ: تعليم يلائم خصوصيات الطلبة

أكد ضرورة تحديث محتويات برامج التدريس و85 % من الخريجين تمكنوا من ولوج سوق الشغل كشف حسن الصايغ، المدير العام ومدير الدراسات بالمعهد العالي للدراسات في التدبير (HEM)، عن عزم إدارة المعهد تحديث محتويات برامج التدريس، والحرص على مسايرتها لحاجيات ومتطلبات سوق الشغل، من خلال تطوير الطرق والوسائل البيداغوجية، بما تلائم خصوصيات الجيل الجديد من الطلبة خلال الموسم الجامعي المقبل، مؤكدا في حوار مع "الصباح"، أن نسبة مهمة من الخريجين تمكنت من الولوج إلى سوق الشغل، يتعلق الأمر بأزيد من 85 % من الخريجين، مشددا على وجود خطط لفتح معاهد في مدن أخرى، واستنساخ تجربة "المعهد العالي للمهن الصناعية" في أفريقيا بشراكة مع البنك الدولي. في ما يلي نص الحوار: + كيف تعاملتم مع تصنيفكم أول مدرسة للأعمال في المغرب؟ فعلا، قامت جريدة "كامبيس ماغ"، المتخصصة في شؤون الطلبة والدراسات العليا، بشراكة مع مكتب الاستشارات "ديور"، الرائد في مجال الموارد البشرية، ببحث ميداني قصد تزويد مختلف الفاعلين بنظرة شمولية حول جاذبية التعليم العالي بالمغرب. وتميز هذا البحث بارتكازه، حصريا، على آراء أرباب العمل، خصوصا المسؤولين عن الموارد البشرية في أكثر من 20 مقاولة كبرى بالمغرب. واستهدف هذا البحث الميداني أساسا، الخروج بتصنيف لمؤسسات التعليم العالي بالمغرب اعتمادا على معيارين، أولهما يهم السمعة بصفة عامة التي تحظى بها مؤسسات التعليم العالي لدى مسؤولي الموارد البشرية بالمقاولات المستهدفة، فيما يعتمد الثاني على بعض المؤشرات الخاصة، من قبيل الامتياز وإمكانيات التأقلم لدى الخريجين، وكذا التكوين التقني وولوج الخريجين سوق الشغل، إضافة إلى سهولة التواصل. وتظهر هذه المنهجية في إدارة البحث الميداني، مدى موضوعية المشرفين عليه وكذا المصداقية التي تتحلى بها نتائجه، إذ رسخت نتائج البحث المركز الأول، الذي تحظى به المؤسسة بين مؤسسات التعليم العالي الخاص بكل المعايير السالفة الذكر. ويظل المهم بالنسبة إلينا هو العمل على تزكية هذا التصنيف بالحفاظ على مبادئنا وتقوية نموذجنا البيداغوجي، والاستمرار في العمل على بلوغ الهدف الأول لمؤسستنا، المتمثل في تكوين مسيرين أكفاء، متشبثين بروح المواطنة والمسؤولية، ومنخرطين في برنامج التقدم السوسيو- اقتصادي لبلدنا. ما هي مستجدات الدخول الجامعي 2017- 2018؟ بالنسبة إلى المستجدات الخاصة بالدخول الجامعي المقبل، وكما أعلنا عن ذلك في المخطط الثلاثي 2015- 2017، الذي تم وضعه إثر إدماج البنك الدولي في المجلس الإداري لمؤسستنا، قمنا خلال السنتين الماضيتين بتقوية السلك الأساسي، عبر تحديث المحتويات والحرص على مسايرتها لحاجيات ومتطلبات سوق الشغل، ومن خلال تطوير الطرق والوسائل البيداغوجية، بما يلائم خصوصيات الجيل الجديد من الطلبة. وفي هذا الشأن، قامت الأطر التربوية للمؤسسة بإشراك جميع الفاعلين، من أساتذة وشركاء اقتصاديين وخريجين وطلبة، في تحديث وتجسيد "إطار كفاءات خريجي المعهد العالي للدراسات في التدبير"، وجعله يتماشى مع متطلبات سوق الشغل، بما سيمكن من متابعة جودة التكوين في اتجاه الأهداف المسطرة له. أما بالنسبة لطلبتنا فهذا الإطار يمثل بوصلة لتحديد الكفاءات الواجب انتقاؤها، والتعريف بها أمام المشغلين. + ما هي البرامج التي تعتمدون عليها لتعزيز فرص اندماج الخريجين في سوق الشغل؟ بطبيعة الحال، الهدف الأول لجميع مؤسسات التعليم العالي هو التشغيل، وبالتالي، فإن قسم العلاقات مع الشركات التابع للمعهد العالي للدراسات في التدبير، يقوم كل سنة بدراسة إحصائية للخريجين الجدد، أسفرت نتائجها الخاصة بفوج 2015، عن ولوج نسبة مهمة من الخريجين إلى عالم الشغل، يتعلق الأمر بأزيد من 85 % من خريجينا، تمكنوا من الحصول على عمل بعد ستة أشهر من التخرج ونيل شهاداتهم، فيما تمكن حوالي 20 % من ولوج سوق الشغل قبل حصولهم على الدبلوم، اعتمادا على التدريب النهائي، الذي يخضعون له خلال السنة الخامسة. ولتحقيق هذه النتائج فنحن نعتمد على مجموعة من الركائز الأساسية، من بينها الأنشطة الموازية والدورات التعليمية، التي يتلقاها الطلبة طيلة مسار البرنامج الدراسي للمعهد، فيما يظل طلبتنا قريبين من عالم الأعمال واحتياجاته، عن طريق إنشاء برنامج تدريبي مستمر، كما نستضيف وندعو متخصصين من الوسط المهني، لغاية للمساهمة في بناء المقررات الدراسية بشكل جيد، والتدريس بمستويات مختلفة، خصوصا في سلك الماستر، إضافة إلى تنظيم ملتقيات وحلقات دراسية عملية، وكذا للمشاركة في الامتحانات واللجان الشفوية.. وتعمل إدارة المعهد أيضا، على مراجعة وتحيين برامج التكوين بصورة منتظمة، لمواكبة حاجيات سوق الشغل والتطور الذي يشهده المجال الاقتصادي، عن طريق التشاور والاجتماعات، التي تباشرها مع طاقم التدريس والمتخصصين في عالم المهن والشغل. + أين وصل مشروع المعهد العالي للمهن الصناعية في طنجة؟ هذا الموسم هو منطلق "المعهد العالي للمهن الصناعية" المولود الجديد لمجموعتنا بطنجة، الذي يعتبر أحد أهم مشاريعنا التطويرية، التي أنجزت مع البنك الدولي في إطار المخطط الثلاثي 2015- 2017، فهو يمثل نموذجا جديدا للمؤسسة الخاصة المهنية، التي تتطلع إلى تكوين أطر من مستوى الباكلوريا زائد ثلاث سنوات، في مهن صناعية بجودة عالية وتكلفة في المتناول، ما يعني تكوين وتخريج أطر متوسطة تستجيب الاحتياجات الشركات من الموارد البشرية، خصوصا في الميادين الصناعية الحديثة العهد في المغرب، من قبيل صناعة السيارات والطيران، وكذا النقل واللوجستيك وغيرها من المهن، وبالتالي فهذا التكوين موجه إلى فئات اجتماعية ذات قدرة شرائية محدودة. ويختلف هذا النموذج عن الموجود حاليا في المعهد العالي للدراسات في التدبير (الباكلوريا زائد خمس سنوات من التكوين)، لكنه في الوقت نفسه مكمل له، فيما تواجه إدارة المعهد تحدي إنجاح هذا النموذج في المغرب، لغاية دمقرطة الولوج إلى تعليم جيد، علما أنه نجح في بلدان أخرى آسيوية وأمريكية لاتينية. استنساخ التجربة في أفريقيا + ما هي أبرز معالم إستراتيجية التطوير برسم الفترة المقبلة؟ تتطلع مؤسستنا لتحقيق مجموعة من الأهداف، إذ نخطط لفتح فروع جديدة في مدن مغربية أخرى، مع الحفاظ على النموذج البيداغوجي الخاص بمؤسستنا، الذي يرتكز على قيم الأخلاقيات والجدية والانفتاح على العالم، وكذا برنامج الشراكات مع مؤسسات متميزة، وتطوير البحث العلمي، مع الاستجابة أيضا، لاحتياجات المقاولة ومواصلة ملاحقة التميز، إذ نعمل بالموازاة مع ذلك، على استنساخ نموذج "المعهد العالي للمهن الصناعية" في المغرب، وخلال مرحلة لاحقة في إفريقيا مع شريكنا البنك الدولي.

الصايغ: تعليم يلائم خصوصيات الطلبة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إعفاء مسؤولين بولاية أمن البيضاء

إدانة برتغالي متهم بـ"الحريك"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات