منـارة المتوسـط… السبـاق مـع سلحفـاة

برامج تنموية بـ990 مليار تسير ببطء قاتل وأغلب المشاريع مازالت في طور الدراسات الأولية منذ أكتوبر 2015!! يتضمن مخطط الحسيمة/منارة المتوسط، الذي أعطى الملك انطلاقته في أكتوبر 2015 بغلاف إجمالي وصل إلى 650 مليار سنتيم، 5 مجالات كبرى و14 محورا بمئات المشاريع والبرامج مازال أغلبها قيد الدراسة، فيما بدأت الأشغال الفعلية في عدد قليل منها نهاية 2016، وأخرى في بداية 2017، بينما يصيب التأخير والتعثر الكثير منها إلى حدود اليوم. ويضاف إلى مشاريع المخطط، برنامج تقليص الفوارق المجالية (1.709 ملايين درهم) وبناء سد على واد غيس (1.300 مليون درهم) والبرنامج التكميلي (400 مليون درهم)، ليصل مجموع تكلفة مشاريع الريف 9.909 ملايين درهم. الصحة...مشاكل التمويل والدراسات نص المخطط في المجال الاجتماعي على بناء مستشفى متعدد التخصصات بمنطقة أيت يوسف، أو علي بمبلغ 374 مليون درهم على عقار خاص تتكلف ببنائه مديرية التجهيزات العامة. وقد تقرر في السابق أن تنطلق الأشغال في 24 أبريل الماضي، قبل تأجيلها إلى فاتح شتنبر المقبل، لأسباب تتعلق بالتمويل وتعثر الدراسات. كما التزمت وزارة الصحة بإعادة تأهيل 28 مركزا صحيا بـ26 مليون درهم، انطلقت الأشغال في 18 منها، بينما تتعثر في 10 مراكز أخرى. كما تعهدت الوزارة منذ 2015 ببناء 6 مراكز صحية بـ18.97 مليون درهم، انطلقت الأشغال في 4 منها فقط. ومن بين المشاريع المثيرة للجدل (خاصة بين وزير الصحة وإلياس العماري رئيس الجهة) إعادة تهيئة وتجهيز مركز علاج السرطان الموجود بالحسيمة، إذ قدرت تكلفة المشروع بـ15 مليون درهم، ولم تنطلق الأشغال إلا في 25 أبريل الماضي، بعد التوصل بهذا المبلغ من جهة طنجة- الحسيمة-تطوان. الرياضة...الماكيطات هاهي.. من بين أهم مشاريع المخطط، بناء ملعب كبير بمواصفات عالمية بايت قامرة تكلفت به بالنيابة مديرية التجهيزات العامة ورصد له 250 مليون درهم. ولحد الآن، مازال المشروع قيد الدراسة، ولن تنطلق الأشغال، كما وعدت بذلك الجهة الوصية، إلا غدا (الجمعة). الأمر نفسه بالنسبة إلى المسبح المغطى الذي استغرقت فيه الدراسات المعمارية سنتين!!، إذ من المقرر أن تبدأ الأشغال في فاتح أكتوبر المقبل، علما أن المشروع الموجود بايت قامرة رصد له غلاف مالي وصل إلى 80 مليون درهم. ولم تبدأ الأشغال في مشروعي القاعتين المغطاتين بأجدير وإساكن اللتين رصد لهما 20 مليون درهم، إذ مازالت الدراسات المعمارية "على قدم وساق" منذ سنتين، ما يطرح أكثر من علامة استفهام عن الجهة التي تقف وراء هذا التأخير ولأي غرض؟ هذا السؤال يطرح أيضا على التعثر في إطلاق أشغال 39 ملعبا للقرب، إذ بدأ العمل في 22 فقط، دون ذكر أسباب هذا التأخير. المسالك والطرق...إنجازات مخجلة يتعلق الأمر بتوسيع وتقوية عدد من المسالك والطرق المؤدية من وإلى الحسيمة، وعددها 8 مشاريع بتكلفة 625.65 مليون درهم. والملاحظ أن المكلفين بإنجاز هذه المشاريع لم يبدؤوا العمل إلا بداية 2017 عبر إطلاق طلبات عروض حددت لها فترات ما بين أبريل ويونيو ويوليوز لفتح الأظرفة، علما أن هذه المشاريع صادق عليها الملك في أكتوبر 2015. وانطلقت الأشغال بالكاد في بعض المسالك في أبريل الماضي، ولم يحدد أي أجندة زمنية للانتهاء منها وتسليمها وفتحها أمام مستعملي الطريق. وفي ما يتعلق بالمنشآت الفنية، وباستثناء بناء واحدة فوق الطريق "إر.بي 5205" بجماعة بني بوفراح، مازالت 16 منشأة أخرى في علم الغيب، علما أن المشروع رصد له غلاف مالي يقدر بـ141.6 مليون درهم. أما إنشاء الطرق الرابطة بين جماعات الريف التي يبلغ طولها، حسب المخطط، 73 كيلومترا ورصد لها غلاف مالي قدر بـ110 ملايين درهم، فمازالت هي الأخرى قيد الدراسة ومرحلة طلبات العروض. الفلاحة...فتح الأظرفة يتعلق الأمر بمشروعين كبيرين، الأول يتعلق بزراعة 12700 هكتار من الأشجار المثمرة بعدد من الجماعات القروية بكلفة 240 مليون درهم تتكلف به المديرية الإقليمية للفلاحة، إذ أنجزت في 2016 حوالي 1530 هكتارا و2800 هكتار في طور الإنجاز في 2017، بينما انطلق برنامج 2018 بالنسبة إلى الباقي. أما المشروع الثاني، فيتعلق بـمدارات السقي الصغير والمتوسط ويهم 12 جماعة بطول 12 كيلومترا وكلفة 11 مليون درهم، إذ انتهت مرحلة فتح الأظرفة بين فبراير وأبريل الماضيين، وانطلقت الأشغال فيه في ماي 2017، بتأخير يتجاوز السنة. الثقافة...4 ملايير في مهب الريح بالكاد انطلقت الأشغال في مشروع المسرح الكبير الذي رصد له 35 مليون درهم، وسينجز بالحسيمة فوق ملك خاص للدولة. ويظهر من خلال الصور و"الماكيطات" أن الأمر يتعلق بمشروع ضخم يستوعب الحركة الثقافية والمسرحية بالمدينة والجهة، لكن تعثر الأشغال والتراخي فيها يجعل من ذلك مجرد حلم. ولم تنطلق الأشغال بعد في مشروع المركز الثقافي الذي رصد له 10 ملايين درهم وسيبنى بمنطقة إمزرون، إذ مازال المشروع في طور الدراسات التي قد تنتهي أو لا تنتهي في أكتوبر المقبل، الموعد المرتقب لبداية الأشغال. لا زربة على الماء والتطهير!! حازت مشاريع تزويد سكان المنطقة بالماء الصالح للشرب وتهيأة قنوات التطهير السائل حيزا كبيرا ضمن مخطط المنارة، نظرا إلى النقص الحاصل في هذا القطاع. ونص المخطط على بناء محطة لتحلية المياه بكلفة 300 مليون درهم بأجدير يتكلف بها المكتب الوطني للماء والكهرباء (انطلق المشروع في بداية يونيو الجاري)، كما نص على بناء سد على واد غيس بـ1300 مليون درهم تتكلف به وزارة الماء، إذ انطلقت الأشغال في مارس الماضي. وتكلفت الوزارة نفسها بإنجاز عدد من المشاريع لحماية عدد من الجماعات من الفيضانات بكلفة إجمالية تصل إلى 117.65 مليون درهم، لم تنطلق الأشغال بها إلى حد الساعة، باستثناء مشروع إمزورن (المنطقة الصناعية). ومازالت جميع مشاريع تزويد السكان بالماء الصالح للشرب وتقوية الشبكة قيد الإنجاز سواء بالحسيمة أو الجماعات والدواوير المحيطة بها، والأمر نفسه بالنسبة إلى مشاريع التطهير السائل. وقد رصد المخطط للمشروعين معا، 1305.3 ملايين درهم. التعليم والتكوين المهني.."سير حتى تجي" بتكلفة وصلت إلى 230 مليون درهم، تتكلف وزارة التربية الوطنية ببناء 14 مؤسسة جديدة وثلاث داخليات و14 تهيئة كبرى وإعادة تأهيل 220 قسما وتعويض 140 حجرة من البناء المفكك إلى بناء صلب، لكن يبدو أن الأشغال مازالت متعثرة في عدد من هذه المشاريع، ولن ينطلق العمل في بعضها إلا في بداية الموسم المقبل. وفي التكوين المهني، تعهد القطاع المعني ببناء معهدين متخصصين للتكنولوجيا التطبيقية ببني بوعياش وإساكن بحوالي 50 مليون درهم، إذ مازالت الأشغال في مرحلة الدراسات ولن تنطلق إلا في شتنبر المقبل. مقلب في طريق العثماني قبل الغضبة الملكية، بأسبوعين تقريبا، عقد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، اجتماعا موسعا بمقر الرئاسة، خصص للوقوف على سير المشاريع التنموية المدرجة في إطار برنامج "الحسيمة منارة المتوسط" والتداول بشأن الإكراهات الحقيقية والإشكاليات المطروحة في الإقليم، والتي تشكل موضوع الاحتجاجات الاجتماعية التي يشهدها الإقليم. وخلال هذا اللقاء، تتبع الحاضرون عروضا مركزة لبعض الوزراء الذين تناولوا مدى تقدم مختلف المشاريع التنموية المبرمجة، مؤكدين أنها ستحترم آجال إنهائها، بعد أن وصلت نسبة التقدم فيها 65 في المائة. وربما لم ينتبه العثماني إلى المقلب الذي وضعه فيه وزراؤه، وجر عليه قلق واستياء وإزعاج الملك، إذ بدا أن الأشغال تتقدم بوتيرة بطيئة، وطلب من مسؤولي المالية والداخلية فتح تحقيق في ذلك ورفع تقرير بشأنه في أقرب الآجال. واكتفى العثماني، في هذا اللقاء، بطمأنة سكان الحسيمة بأن الحكومة تولي لمطالبها وللبرنامج التنموي بالإقليم اهتماما ومتابعة خاصين، إذ تم تناول الملف في عدد من مجالس الحكومة الأخيرة، كما أكد على واجب الحكومة في الإنصات والنظر في المطالب المشروعة، وفي غيرها من المدن، والعمل على الاستجابة لها في حدود إمكانيات الدولة. وشدد رئيس الحكومة في هذا الإطار على ضرورة اعتماد وتعميم مقاربة للشأن التنموي تعتمد أكثر على منهج الإنصات للمواطنين وإشراكهم في اختيار ووضع البرامج التنموية، حتى تتمكن هذه البرامج من استهداف حاجياتهم الحقيقية، مع وجوب تتبع الأوراش والبرامج التنموية الجهوية والمحلية بصفة منتظمة وناجعة، تسريعا لوتيرة إنجازها وتفاديا لأي تعثر لها. ي.س

منـارة المتوسـط… السبـاق مـع سلحفـاة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لص يطعن شرطيا بمراكش

الضرائب تترصد مافيا كراء السيارات الفارهة

مقالات ذات صلة