زواج المعاقين ذهنيا

مصطلح التخلف العقلي لا يعبر عن الكرامة ولا عن الاحترام (3/1) بقلم: د. رشيدة أحفوض * الإعاقات أربع، حركية وحسية وذهنية وعقلية. والإعاقة الذهنية، هي الناتجة عن خلل في الوظائف العليا للدماغ كالتركيز، والذاكرة والاتصال مع الآخرين، تنتج عنها صعوبة التعلم أو خلل في التصرفات والسلوك العام للشخص. تعددت التعريفات للإعاقة الذهنية فهي مستوى من الأداء الوظيفي العقلي الذي يقل عن متوسط الذكاء العادي ويصاحب ذلك خلل واضح في السلوك التكييفي ومن أسباب الإعاقة الذهنية، أمراض وراثية، عادة تكون نتيجة لأسباب ما قبل الولادة، وأخرى قد تكون أثناء الحمل والولادة أو بعد الولادة. الإعاقة الذهنية قد تدخل في تصنيف حسب الشكل الخارجي «كالمنغولية»، وصغر حجم الدماغ، وكبر حجم الدماغ ... وقد تكون إعاقة بسيطة أو إعاقة عقلية متوسطة أو حادة، كما تحدد مستوى النقص طبقا لمستوى الذكاء والتوافق الاجتماعي. - تصنيفات الإعاقة الذهنية، قد تكون : التصنيف الطبي، عن طريقه نعرف مصدر الإصابة أو حالات التخلف العقلي. - درجة الإصابة : قد يكون التخلف العقلي مطلقا أو نسبيا أو حادا. - توقيت حدوث الإصابة: ما قبل الولادة ، أثناء الولادة، أو بعد الولادة. - المظهر الإكلينيكي أو ما يسمى بالتصنيف تبعا للمظاهر الجسمية، إذ يقوم هذا التصنيف على وجود بعض الخصائص التشريحية والفيزيولوجية والمرضية بجانب نقص الذكاء، وتكون هذه الخصائص واضحة التمييز إذ أن هذه الحالات تعتمد على الصفات الجسمية التي تصاحب الحالة، حيث يتم تصنيف حالات الإعاقة الذهنية تبعا لمجموعة من الصفات الجسمية المصاحبة للإعاقة . أصبح مصطلح الإعاقة الذهنية يستخدم على نحو متزايد بدلا من التخلف العقلي، الذي لا يعبر عن الكرامة ولا عن الاحترام. للإعاقة الذهنية عدة تعريفات : تعريف الاتحاد الأمريكي : « إن الإعاقة الذهنية تعني وجود أداء عقلي عام، أقل من المتوسط يرتبط بقصور في السلوك التكيفي، و يمكن ملاحظته أثناء فترة نمو الطفل التي لم تصل إلى سن 16 سنة.» التعريف الطبي: يعتبر التعريف الطبي من المفاهيم الأكثر شيوعا، إذ عرفت الإعاقة الذهنية، الجمعية الملكية البريطانية للطب النفسي: الإعاقة الذهنية حالة من توقف النمو الذهني أو عدم اكتماله، تظهر في صور مختلفة، والصور المعتادة هي الإخفاق في تكوين ما يعرف بوظائف الذكاء، و التي يمكن أن تقاس بالطرق السيكوميترية تحت مسميات العمر الذهبي ونسبة الذكاء، وفي حالات أخرى فإن العقل غير النامي قد يظهر أساسا في صورة إخفاق في المحافظة على ضبط المعتاد على المواقف أو الوصول إلى المواصفات المطلوبة للسلوك الاجتماعي العادي. تعريف منظمة الصحة العالمية (1999) : إنها حالة من توقف النمو الذهني أو عدم اكتماله و يتميز بشكل خاص باختلال في المهارات، يظهر أثناء دورة النماء، و يؤثر في المستوى العام للذكاء، أي القدرات المعرفية واللغوية والحركية والاجتماعية، وقد تحدث الإعاقة الذهنية مع أو بدون اضطراب جسمي آخر، ولكن الأفراد المعاقين ذهنيا قد يصابون بكل الاضطرابات النفسية ... لنتساءل، هل يجوز زواج المعاقين ذهنيا ؟ هل هناك شروط لتزويجهم ؟ هل تنطبق عليهم شروط و أحكام الزواج المنصوص عليها في الكتاب الأول من مدونة الأسرة ؟ - مؤسسة الزواج : هي اللبنة الأساسية في قيام الأسرة، فالزواج حظي بالاهتمام الكبير ضمن مدونة الأسرة، إذ نظمت أحكامه و حددت الإجراءات الإدارية و الشكلية لإبرامه، فهو ميثاق تراض و ترابط بين رجل و امرأة على وجه الدوام و الرضى، يتوقف على توفر الأهلية الكاملة لدى الزوجين حتى يكون لكل منهما عارفا بمقاصد الزواج و أحكامه. الزواج بمدونة الأسرة تم التنصيص عليه في الكتاب الأول من هذه المدونة، المواد 4 لغاية 69 منه . عرف الزواج حسب المادة 40 من مدونة الأسرة واعتبره ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام، غايته الإحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة برعاية الزوجين طبقا لأحكام هذه المدونة. ينعقد الزواج بإيجاب من أحد المتعاقدين وقبول من الآخر، بألفاظ تفيد معنى الزواج لغة أو عرفا. يصح الإيجاب والقبول من العاجز عن النطق بالكتابة إن كان يكتب، وإلا فبإشارته المفهومة من الطرف الآخر ومن الشاهدين . يشترط في الإيجاب والقبول أن يكونا شفويين عند الاستطاعة، وإلا فالكتابة أو الإشارة المفهومة، ومتطابقين وفي مجلس واحد، وباتين غير مقيدين بأجل أو شرط واقف أو فاسـخ. يجب أن تتوافر في عقد الزواج الشروط الآتية: - أهلية الزوج والزوجة. - عدم الاتفاق على إسقاط الصداق. - ولي الزواج عند الاقتضاء. - سماع العدلين التصريح بالإيجاب والقبول من الزوجين وتوثيقه. - انتفـاء المـوانع الشرعية. يتم عقد الزواج بحضور أطرافه، غير أنه يمكن التوكيل على إبرامه بإذن من قاضي الأسرة المكلف بالزواج وفق الشروط الآتية: - وجود ظروف خاصة، لا يتأتى معها للموكل أن يقوم بإبرام عقد الزواج بنفسه. - تحرير وكالة عقد الزواج في ورقة رسمية أو عرفية مصادق على توقيع الموكل فيـها. - أن يكون الوكيل رشيدا متمتعا بكامل أهليته المدنية، وفي حالة توكيله من الولي يجب أن تتوفر فيه شروط الولاية. - أن يعين الموكل في الوكالة اسم الزوج الآخر ومواصفاته، والمعلومات المتعلقة بهويته، وكل المعلومات التي يرى فائدة في ذكرها. - أن تتضمن الوكالة قدر الصداق، وعند الاقتضاء المعجل منه والمؤجل. وللموكل أن يحدد الشروط التي يريد إدراجها في العقد والشروط التي يقبلها من الطـرف الآخر. - أن يؤشر القاضي المذكور على الوكالة بعد التأكد من توفرها على الشروط المطلوبة. * رئيسة الجمعية المغربية للقضاة. - قاضية من الدرجة الاستثنائية - رئيسة غرفة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء - أستاذة بالمعهد العالي للقضاء - أستاذة زائرة بكلية الحقوق

زواج المعاقين ذهنيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فنزويلا تناور ضد المغرب بالأمم المتحدة

سبعة عمال وواليان في اللائحة السوداء

مقالات ذات صلة