قصة الهروب إلى الجزائر في رمضان

حسن مرزوق...ذاكرة "الخياط" (8) مراكش عرفت مظاهرات عارمة ضد الجزائر بسبب ما كان يعرف بحرب الرمال حسن مرزوق، الملقب في صفوف المقاومة بـ"الخياط"، يروي قصة التحاقه بالعمل السياسي ضمن حزب الاستقلال في سن مبكرة، قبل أن يلتحق بصفوف المقاومة المسلحة بالجنوب الشرقي. تجربة كلها مطاردات واعتقالات. مراكش عرفت مظاهرات عارمة ضد الجزائر بسبب ما كان يعرف بحرب الرمال < كيف جاءت فكرة اللجوء إلى الجزائر؟ < عشت مرحلة جديدة من المضايقات والملاحقات، بسبب نشاطي السياسي، وانطلقت حملة الاعتقالات من جديد في بداية 1963. وأتذكر حينها أن المقاوم بلحاج محمد أطلس زارني بالبيت بأيت أورير، موفدا من الأخ محمد بنسعيد أيت يدر، وطلب مني السفر فورا، تفاديا للاعتقال، كما تم إخبار محمد بلشكر، وطلب منه المغادرة. استجبت للقرار بلا تردد، دون أن أتمكن من رؤية زوجتي، وغادرت أيت أورير بمساعدة المقاوم علي أوفاسكا، في اتجاه مراكش. وتزامن وصولنا مع انطلاق مظاهرات عارمة ضد الجزائر، التي كانت في حالة حرب ضد المغرب، بسبب ما يعرف بحرب الرمال. تسللت وسط المتظاهرين إلى أن وصلت إلى مدخل مستشفى المامونية، الذي كان يعمل به الأخ العوني، الذي أخذني إلى بيته، ومنه إلى محطة ساتيام، للسفر إلى سلا، حيث قضيت أياما. بعدها قررت العودة إلى مراكش من جديد، لقضاء 3 أشهر بها قبل أن أتوصل بمراسلة من بنسعيد يطلب فيه حضوري إلى البيضاء. قررت السفر إلى البيضاء، كان ذلك في بداية رمضان، لم يكن يخطر في بالي أنني سأسافر، حضرت إلى بيت شقيق الفقيه البصري، رفقة محمد بنسعيد أيت يدر، لأفاجأ بمطالبتي بالتوجه على الساعة السادسة صباحا من اليوم الموالي إلى وجدة، ومنها إلى الجزائر. كان بإمكاني أن أظل مختبئا بالمغرب بدون مشاكل، لكن القيادة أنذاك ارتأت أن أسافر لبضعة أشهر إلى الجزائر. وصلت إلى وجدة في الواحدة بعد الظهر، واضطررت إلى الاختباء في مرأب، لأربعة أيام في انتظار حضور المراسل الذي سيتكلف بمرافقتي لعبور الحدود. في اليوم الرابع، توجهنا إلى منطقة العبور، ودخلنا مسجدا بإحدى القرى للاستراحة، قبل أن يأتي مراسل يحملني إلى للامغنية التي وصلتها مع أذان المغرب لأقضي الليلة هناك مع أحمد المالكي، المعروف بـ "جحا". < كيف دخلت إلى الجزائر وأنت الفار من حملة الاعتقالات؟ < أتذكر يومها أنه بعد وصولنا إلى الحدود، منحني الشخص المذكور دراجة هوائية، وطلب مني امتطاءها في اتجاه الجزائر، أمام أنظار قوات الجيش الجزائري، طالبا مني عدم التوقف، لأجد نفسي بعد وقت، في دوار بوجمعة، في انتظار شخص آخر سيتكلف بمرافقتي إلى منطقة للا مغنية، وهناك وجدت مغاربة في إحدى الفيلات، لتبدأ مرحلة جديدة من اسمها المنفى. حين غادرت المغرب في اتجاه الجزائر، لم يكن يخطر ببالي ما كان ينتظرني هناك، فقد وصلت إلى مغنية التي كانت محطة عبور بالنسبة إلى أغلب اللاجئين والمنفيين المغاربة، وبها قضيت ليلة بالمقر الذي خصصها التنظيم لنا، قبل التوجه في رحلة ثانية إلى وهران، حيث وجدت في استقبالي المقاوم عمر العطاوي، المعروف بـ"سليمان"، لتبدأ مرحلة جديدة من المنفى الذي كنت أعتقد أنه لن يستغرق أكثر من ستة أشهر، لتصبح مدة الاغتراب 37 سنة. كان علي طيلة هذه السنوات أن أتدبر أمري، وبحث إمكانية الانتقال إلى بشار، حيث كان هناك مغاربة آخرون من بينهم المقاوم محمد بوزاليم، المعروف بـإتقان كل أنواع الطبخ، ومولاي عبدالله الفيلالي وإبراهيم التزنيتي، حيث قضيت معهم مدة شهر. وكان التزنيتي مكلفا بتموين المعسكر الخاص بتدريب اللاجئين، بعيدا عن منطقة بشار، قبل أن أعود بعد ذلك إلى وهران. برحو بوزياني

قصة الهروب إلى الجزائر في رمضان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال سعودي ببوزنيقة

أرباب سيارات التعليم يشتكون من الإقصاء

مقالات ذات صلة