“أنتربول” يفك لغز جريمة مزدوجة عمرها 12 عاما

مهاجر قتل زوجته الأولى رفقة صهره الثاني وأحرقا جثتها ثم قتلا حارس ضيعة أحالت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بسرية برشيد، أمس (الجمعة)، على الوكيل العام باستئنافية سطات، مشتبها في ارتكابه جريمتي قتل وتشويه جثتين وإضرام النار في واحدة كانت منطقة لخيايطة، مسرحا لها، منذ حوالي 12 عاما، بعدما تمكنت عناصر الأمن الفرنسي من اعتقال شريكه في 2010، ويقضي حاليا عقوبة حبسية مدتها 25 عاما بالسجون الفرنسية. واستنادا إلى معطيات حصلت عليها "الصباح"، فإن منطقة لخيايطة (إقليم برشيد) كانت مسرحا لجريمة قتل امرأة، وإحراق جثتها خلال 2005، ما صعب مأمورية التعرف على هويتها، والوصول إلى مرتكبي الجريمة. وبعدها بحوالي خمسة أيام، عثرت عناصر الدرك الملكي بالمنطقة ذاتها على جثة رجل مقطعة إلى عدة أجزاء. وظلت الجريمتان مسجلتين بسجل المركز القضائي للدرك الملكي ببرشيد، ضد مجهول منذ 2005، إلى حدود الاثنين الماضي، حين تمكنت من إلقاء القبض على مشتبه فيه رئيسي، بعدما توصلت بإنابة قضائية من "أنتربول" بخصوص البحث عن شخص شارك في الجريمتين رفقة آخر يوجد رهن الاعتقال بالسجون الفرنسية. وتعود الجثة الأولى لامرأة حلت بالمغرب، في 2005، رفقة زوجها وكانت لها مشاكل أسرية معه، سيما بسبب عدم تمكنها من الإنجاب، ما جعله يتزوج من امرأة ثانية تتحدر من لخيايطة، لكنه لم يستطع إخبار الأولى بواقعة الزواج، رغم أنه رزق من الثانية بمولود ذكر، واستطاع إقناع الأولى بضرورة تبني طفل، لم يكن سوى ابنه من الزوجة الثانية، لكن الابن كبر وعاد إلى المغرب قبل أن يفارق الحياة إثر حادثة سير، ما جعل العلاقة الزوجية بينهما تتأزم، فقررا قضاء عطلة بالمغرب سنة 2005. وفي أحد أيام يوليوز 2005، قررا الذهاب إلى مطعم بالبيضاء لاحتساء الخمر رفقة شخص آخر تجهل الزوجة هويته، والذي لم يكن سوى صهر زوجها من الزوجة الثانية، وخلال عودتهم، قرر الرجلان وضع حد لحياة امرأة، دخلت في خصام مع الزوج ومنعته من الزواج، إذ امتطى الجميع السيارة وكان يجلس في المقعد الخلفي صهر الزوج، وفي الطريق طعن المرأة بسكين وذبحها، وقررا رميها في مكان خلاء بالخيايطة وإحراق جثتها لإخفاء معالم الجريمة وتعقيد مهمة تحديد هويتها. لكن الجانيين لمحا شخصا كان يعمل بضيعة قريبة منهما، وقررا تصفيته هو الآخر وتقطيع جثته إلى أجزاء ورميه بمكان لا يبعد إلا بكيلومترات قليلة عن الجثة الأولى، ولم تعثر عليه عناصر الدرك الا بعد مرور خمسة أيام من العثور على جثة المرأة التي جرى إحراقها. لم تتمكن عناصر الدرك الملكي من الوصول حينذاك إلى الجناة، بينما قرر الزوج اصطحاب زوجته الثانية بوثائق إقامة الأولى، بينما ظل صهره في منأى عن الشبهات بمنطقة لخيايطة لسنوات كثيرة إلى حين إلقاء القبض عليه، الثلاثاء الماضي، وإحالته أمس (الجمعة) على الوكيل العام لاستئنافية سطات بعد تمديد الحراسة النظرية له. لم تستسغ عائلة الزوجة الأولى عدم عودتها إلى فرنسا، فقررت إشعار عناصر الشرطة بالواقعة في 2005، ما دفعها إلى فتح بحث مع الزوج الذي أكد اختفاءها بالمغرب في ظروف غامضة، وكان موضوع بحث قبل إطلاق سراحه، لكن أسرة الزوجة الأولى لم تستسغ ما جاء على لسان الزوج، وقررت وضع شكايات عديدة لدى إدارات مختلفة بفرنسا، ما جعل البحث يأخذ مجرى آخر. وتبين لعناصر الشرطة أن كلام الزوج يتضمن تناقضات، سيما أن شرطة الحدود الفرنسية تؤكد عودة الزوجين في يوم واحد إلى فرنسا، ما يفند اختفاءها بالمغرب، فقررت تعميق البحث مع الزوج سنة 2010، ما جعله يعترف بارتكابه الجريمة رفقة شخص آخر أدلى فقط باسمه الشخصي والعائلي، وظل البحث جاريا عنه من لدن "أنتربول"، قبل أن يتبين أن الزوجة التي دخلت فرنسا بوثائق الزوجة المختفية، لم تكن سوى الزوجة الثانية التي تتحدر من منطقة لخيايطة بالمغرب، ما عجل بإلقاء القبض على أخيها، وإحالته على الوكيل العام بسطات بعدما مرت 12 سنة على ارتكاب جريمتين ظلتا مسجلتين ضد مجهول. سليمان الزياني (سطات)

“أنتربول” يفك لغز جريمة مزدوجة عمرها 12 عاما

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تجـربـة قـاسـيـة

"الشريحة" التركية على الموائد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات