قتلت رضيعها ورمته وسط النفايات

نساء قاتلات نساء مخضبة أياديهن الناعمة بالدم، وجدن أنفسهن خلف أسوار السجن الشامخة لتورطهن في جرائم قتل بتفاصيل مختلفة ومتباينة، في حق الأصول والفروع والأزواج والأقارب والأحباب والمغتصبين، في حكايات وقصص مثيرة أقرب إلى الخيال. الحلقة الخامسة بحثت عن دفء زوجي فحملت سفاحا من زوج "مسروق من زوجته" غرقت الفتاة الفقيرة، ذات الـ 25 ربيعا، في بحر الفساد بحثا عن دراهم تنعش جيوبها وتطفئ نار الجوع والفقر المعشش في أركان منزل أسرتها المستقرة بمركز تمحضيت ناحية إقليم إفران. كانت تلتقي كل يوم زبونا تتفاوت درجة سخائه، تشاركه الفراش. لقد جربت كل الأحضان بحثا عن حضن دافئ ينسيها معاناتها. تعرفت على شخص متزوج أغراها بحنان افتقدته في كل الذين بحثت عن المال في فراشهم الدافئ بمدينة باردة برودة فؤادها. لم تكن راضية على علاقتها به، سيما أنه متزوج وله أبناء أولى بـ “المصروف”. لكن حاجتها أنستها هذا العامل الاجتماعي الشاذ الذي طالما خرب توازن أسر عيون أربابها “زايغة”. كان يغدق عليها بالمال الكافي لتغطية حاجياتها وحاجيات والدتها المسنة، في كل مناسبة تتاح له للإفلات من عشه الزوجي المختل والانفراد بها وقضاء ليال بألوان الطيف لم تحلم بها في حياتها التعيسة، رغم إحساسها الداخلي بحقيقة استغلال طراوة جسدها. لقد قبلت الوضع على مضض، طالما أنها عثرت على حضن يعفيها شبح الترامي بين الأحضان. استحلت الفتاة التي فقدت عذريتها في علاقة جنسية عابرة مع شاب مجهول، كانت سبيلا لاحترافها تجارة الجسد، علاقتها بالزوج “المسروق من زوجته”، وتآلف فؤاداهما مع مرور الأيام وجلسات العشق الممنوع بينهما، إلى درجة ثقتها العمياء فيه وممارستها الجنس معه دون احتياطات أو وسائل وقائية تعفيها مشاكل قد تترتب عن حمل غير مشروع. حملت سفاحا لم تكتشف وجوده بين أحشاء رحمها إلا متأخرا بعد فوات أوان إجهاضه، دون أن تنجح كل محاولاتها للتخلص منه باستعمال وسائل تقليدية، إلى أن انتفخ بطنها وبرز بشكل لافت للانتباه. حينئذ أدركت أن فضيحتها ستكون مدوية، في مجتمع لا يرحم مثيلاتها من أمهات بدون أزواج. في يناير الماضي، أحست بمخاض الولادة انتهى بوضعها رضيعا خنقته بيديها بعد دقائق من خروجه للوجود بعالم لا يعترف بـ “أمثاله”. لقد خططت للتخلص منه عن سبق إصرار خوفا من العار والفضيحة، بعدما وضعته في كيس بلاستيكي اختارت الوقت المناسب للتخلص منه وسط القمامة قرب مسجد تاشنكورت أوباراو بتمحضيت. لكن الذي تحاشته وقع بعد العثور على الرضيع ميتا ملفوفا في الكيس في أكوام الأزبال، من قبل مواطنين أخبروا المصالح الأمنية المختصة، قبل نقل الجثة لمستودع الأموات لإخضاعها إلى التشريح الطبي، موازاة مع البحث الذي أمرت النيابة العامة بابتدائية أزرو بفتحه للاهتداء إلى هوية أم الرضيع الميت. كثفت عناصر الدرك بحثها مركزة فيه على النساء اللائي كن في فترة حمل حينئذ، خاصة ممتهنات الدعارة، ما سهل عليها الوصول إلى هوية أم الضحية، التي غادرت القرية في اتجاه الحاجب أملا في استقرار جديد ينسيها كابوس الوضع، وما ينتظرها من عقوبات في حالة اكتشاف أمرها، مباشرة بعد التخلص منه. لم يدم البحث عنها طويلا بعد تحديد المكان الذي تختبئ فيه وإيقافها بتنسيق مع أمن الحاجب، لتقتاد إلى سرية الدرك بتمحضيت لمواصلة البحث معها حول قتلها رضيعها الذي وضعته وخنقته في 27 يناير دون أن تقدر عواقب فعلها الجرمي الذي فتح أبواب سجن تولال مشرعا في وجهها في انتظار عقوبة سالبة لحريتها. لم يجد المحققون صعوبة كبيرة في فك لغز الجريمة وانتزاع أقوال الفتاة المتهمة التي اعترفت تلقائيا بما اقترفته في حق رضيعها من علاقة غير شرعية، مع شاب أدلت باسمه ومكان سكناه قبل اعتقاله ومتابعته بدوره، كما والدتها التي أقرت بمشاركتها التخطيط للتخلص من الجنين، وتوبعت بالمشاركة في القتل وعدم التبليغ. لم تجن الفتاة على نفسها فقط، بل جنت على والدتها التي وجدت نفسها متابعة في ملف جنائي بسبب خطأ ارتكبته ابنتها برضاها، وبعلم الأم التي لم تمانع يوما في امتهانها الدعارة لكسب مورد عيش، ولو مر، من تجارة استرخصت أجساد فتيات ذنبهن أنهن ينتمين إلى أسر فقيرة. حميد الأبيض (فاس)

قتلت رضيعها ورمته وسط النفايات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

موسم اقتناص الزبناء

السكريات البطيئة مهمة في السحور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات