3أسئلة

طقس لاستمرارية المجتمع < ما هي أسباب تشبث بعض المغاربة بالاحتفال بشعبانة وارتباطهم بالعادات المرافقة لذلك؟ < قبل الإجابة عن السؤال، أرى من المفيد والأفيد، أن نعطي تعريفا بسيطا، لهذا الطقس المسمى بليلة شعبانة، وهي ليلة موغلة في القدم، تتكلف بتنظيمها النساء في جو احتفالي، موازاة مع ما يعرف عند الفقهاء السنيين بالأيام البيض. فخلال هذه الليلة تبادر النساء إلى جمع المال، لشراء بعض حاجياتهن، وإعداد أطباق معينة، فيجتمعن ويرقصن ويغنين ويتبادلن أطراف الحديث ويروين النكت، إلى حدود منتصف الليل. ومن جهة أخرى، أجد أنه من الصعب إعطاء الأسباب الكافية والشافية لهذا الطقس الاجتماعي الموروث أبا عن جد والذي بدأ يتلاشى، في عصرنا هذا، دون أن يندثر لوجود الأسباب الداعية إلى بروزه، خاصة في ما يخص الممارسات الخرافية والسحرية التي ترافقه، من قبيل إرضاء الجن وجلب السعد. إن كل مجتمع، يخلق وينسج، حول نفسه طقوسا أو عقائد، غايتها الحفاظ على استمراريته وتماسكه، رغم لاعقلانيتها. كما أن المجتمع المغربي كان مسرحا لثقافات متنوعة أمازيغية، ورومانية، وإسلامية، وأندلسية، والتي انصهرت وأعطت ثقافة مغربية متعددة المشارب والألوان. وليلة شعبانة لا تخرج عن هذا الإرث الثقافي الغني والذي ينبغي إحياؤه واستثماره في الفن، بعد تطهيره من الخرافة والشعوذة التي علقت به في زمن الانحطاط . < الكثير من العائلات تحتفل، لكنها تبقي الأمر سرا، هل الأمر له علاقة بـ»النفاق الاجتماعي»؟ < لا يمكن الجزم بالقول إن الكثير من العائلات في المغرب تحتفل بليلة شعبانة سرا، لندرة الدراسات والأبحاث التي قد تؤكد ذلك أو تنفي الأمر. من جهة أخرى، إن إحياء النساء لهذه الليلة، يكون سرا، نتيجة فتوى فقهاء السنة التي تؤكد أن ليلة شعبانة بدعة يجب محاربتها والتصدي لها انسجاما مع الحديث الذي يستدلون به «كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار»، وبالتالي فالأمر لا يتعلق في تقديري بالنفاق الاجتماعي بل بميزان القوى، فالإسلام السني هو المهيمن، في حين أن شعائر الإسلام الشعبي تجد صعوبة في التعبير عن ذاتها وبالتالي تحيى هذه الشعائر في السر لا في العلانية . وجدير بالملاحظة أن هذه الطقوس تبدع فيها النساء لا الرجال، وهذا راجع إلى أن المجتمع التقليدي يعهد إلى النساء رعاية تقاليده. وفي مقابل ذلك يمارسن الرقص و الغناء داخل البيوت المسيجة وكأن المجتمع التقليدي لا يرى مانعا في جعل أعضائه المخلصات يتمتعن بحد أدنى من الحرية. < هدف البعض من إحياء ليلة شعبانة، إرضاء الجن، فلماذا يحرصون على هذه النقطة، في الوقت الذي نجد فيه أن منهم مثقفين ؟ < ليس كل النساء يهدفن من وراء ليلة شعبانة إرضاء الجن كما ورد في سؤالكم، بل الهدف من إحيائها في رأيي المتواضع، أن بعضهن يجعلن من هذه الليلة تراثا ثقافيا ولا ماديا تنبغي المحافظة عليه والمطالبة بخلق جمعيات تعتني به. في المقابل نجد أن بعض النساء يعتقدن، أن ليلة شعبانة فرصة سانحة ينشط فيها الجن فيسخر قدرته الخارقة لإلحاق الضرر ببني البشر، لذا يلزم القيام بطقوس خاصة لتفادي غضب الجن وكسب رضائه. إن ضعف النساء ونظرة المجتمع الدونية لهن، مهما كانت رتبتهن في المجتمع ودرجتهن العلمية يجعلهن يكتسبن طقوسا خرافية غريبة لا يعين أضرارها وخطورتها. فالعلم تمارسه هذه الشريحة من النساء تقنية فقط لا ممارسة فكرية غايتها مساءلة الخرافة وتأزيمها أولا والتحرر من قبضتها ثانيا. أجرت الحوار: إيمان رضيف * أحمد كوال باحث في علم الاجتماع

3أسئلة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

موظفون بمكتب الكهرباء في شبكة نصب بالريف

محتجون يحتجزون مروحية وزير الداخلية

مقالات ذات صلة