ترحيل مغربي من العراق دون أسرته

اعتقل في قضية تتعلق بالإرهاب وبعد خمس سنوات حاز البراءة ورحل دون أطفاله وزوجته قال محمد بن الصديق، المعتقل السابق في سجون العراق، بتهمة تتعلق بالإرهاب، قبل الإفراج عنه بعد حكم بالبراءة، إنه لم يتمكن من رؤية زوجته وطفليه، منذ اعتقاله في 2010، وإنه بعد حيازته حكما بالبراءة مما نسب إليه رحل مباشرة إلى المغرب، دون تمكينه من ملاقاة أسرته. وزاد بن الصديق، الذي لجأ إلى مختلف الوزارات الوصية، للمطالبة بإنصافه، وبإعادة الاعتبار إليه، وإلى زوجته وطفليه الذين حرموا منه مدة خمس سنوات وستة أشهر، أن حياته انقلبت رأسا على عقب، رغم أنه كان واحدا من تجار مدينة أبو غريب، حيث عاش في ضيعة بضواحيها، لرعاية استثمارات في اللحوم البيضاء، وهي المهنة التي ورثها عن والده المهاجر إلى العراق منذ 1980، وشقيقه، الذي انتقل مع أسرته للعيش في اسكتلندا، بعد اندلاع الحرب في العراق. وحسب ما رواه بن الصديق، ل»الصباح»، فإنه اختار البقاء في العراق، ومتابعة مشروعه رغم تعرضه لاستفزازات الجماعات المسلحة، إذ سبق أن اختطفوا شقيقه من ضيعته، وطالبوا بفدية قيمتها 100 ألف دولار، أدى منها بعد مفاوضات عسيرة 40 ألف دولار ليتم الإفراج عن شقيقه، الذي غادر العراق دون رجعة. ورغم تلك المصاعب، فضل المهاجر المغربي البقاء في العراق، مع زوجته وابنه البالغ عند اعتقاله خمس سنوات، ورضيعة لم يتجاوز عمرها حينها سبعة أشهر، «منذ اعتقالي لم أرهم، لأن هناك عادات غريبة ترسخت في العراق بعد استيلاء الميلشيات الشيعية على أغلب المدن، إذ أنهم يستبيحون زوجة أي معتقل عربي، بل إنهم قد يقتلون أفراد الأسرة إذا ما أصرت على زيارة سجينها، لذلك طلبت من زوجتي البقاء في الضيعة وعدم زيارتي». ونقل المهاجر المغربي من سجن إلى آخر، حيث كان يجد في استقباله حصصا من التعذيب والضرب، بمختلف الوسائل، منها الآلات الكهربائية، إذ ثقبت رجله بمثقاب كهربائي لإجباره على الاعتراف بانتمائه إلى جماعات إرهابية، غير أنه تمسك طيلة ثلاث سنوات ونصف من التحقيق بأنه بريء وأنه استقر في العراق قبل سقوط نظام حسين، وعمل في ضيعات ابن عم الرئيس العراقي الراحل، قبل تكوين ثروته الخاصة. وحجزت السلطات العراقية إبان اعتقال المهاجر المغربي 31 ألف دولار أمريكي، لم تعدها إليه، حتى بعد الإفراج عنه بحكم براءة، «بعد حكم البراءة أعدت إلى السجن، على أمل أن يتم تسليمي في غضون 10 أيام إلى مديرية الإقامة، غير أن الحظ عاكسني مرة أخرى، وذلك بهجوم جماعات إرهابية على السجن لتحرير مئات السجناء العرب، غير أنهم قتلوا بالطائرات، فيما بقيت داخل الزنزانة مع معتقلين آخرين، حيث قضيت سبعة أيام دون أكل ووسط رائحة الجثث التي لم تنقل من محيط السجن إلا بعد أسبوع». ورغم حيازته حكما بالبراءة، وجد بن الصديق نفسه يقضي أشهرا أخرى في السجن في انتظار الإفراج عنه، قبل مراسلة ملكة بريطانيا، التي أوفدت لجنة من الصليب الأحمر البريطاني زارته في السجن، وعجلت هذه الزيارة بعرضه مرة أخرى على قاضي مختص في قضايا إقامة العرب، ليأمر بترحيله إلى مأوى المهاجرين، «اعتقدت أنهم سينقلونني إلى مركز الإقامة، غير أنهم نقلوني إلى المطار ليتم ترحيلي، دون تمكيني من رؤية زوجتي وابني، وأنا الآن ممنوع من الدخول إلى العراق للبحث عن أسرتي أو استعادة أموالي وأملاكي هناك». ويقضي بن الصديق أيامه في انتظار التوصل برسالة أو رد من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أو أي جهة يمكن أن تنصفه، وتعيد إليه الأمل في عيش حياة طبيعية، على حد تعبيره، «جردوني من كل شيء بسبب تهمة باطلة، برأني القضاء منها، ورغم ذلك لم يتم تعويضي عن السنوات التي قضيتها في التعذيب والإهانة وحرموني من أسرتي ومن أملاكي، ولولا تدخل بريطانيا لبقيت هناك كما عشرات المعتقلين المغاربة الأبرياء في السجن». ضحى زين الدين

ترحيل مغربي من العراق دون أسرته

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المرشد القانوني ... التقادم في الجنح والجنايات

موظفون بمكتب الكهرباء في شبكة نصب بالريف

مقالات ذات صلة