الجامعة… ناقوس الخطر

تنافر الأعضاء وأزمة الإدارة التقنية ومشاكل الأندية والتلاعبات أبرز الاختلالات والملاعب نقطة ضوء المكتب المديري... "الحراك" تعيش أروقة جامعة كرة القدم، التي عقدت أول أمس (الاثنين) اجتماعها الأول منذ سنة، حراكا من نوع آخر، بسبب غياب الانسجام داخل المكتب المديري، وتذمر عدد من الأعضاء من تغييبهم من دائرة القرارات، والتي تقتصر على فوزي لقجع وسعيد الناصري وبعض المحيطين بهما. ويقود "حراك" الجامعة نور الدين بوشحاتي، الذي ابتعد عن محيط الجامعة منذ أكثر من سنة، والذي لم يعد راضيا عن وضعيته في المكتب المديري، وعن ظروف اتخاذ القرارات، ويلقى تأييدا من محمد بودريقة، الذي تم تجميد عضويته الموسم الماضي، ورفضت استقالته، مع إحالة ملفه على القضاء، بعد اتهامه الجامعة والعصبة الاحترافية بالتحيز للوداد. وإلى جانب هذا الثنائي، يوجد اسم عبد المالك أبرون الذي كان أكثر الأعضاء نشاطا في بداية عهد الجامعة الحالية وقبلها في الحملة الانتخابية لفوزي لقجع، قبل أن ينقلب عليه لقجع والأعضاء المقربون منه، ويزيحونه من لجنة البنيات التحتية ، ويعينون مكانه محمد جودار. ويوجد أعضاء آخرون خارج دائرة القرارات بالجامعة، لكنهم لا يعبرون عن غضبهم، ويؤيدون لقجع في العلن فقط، ويقتصر ظهورهم فقط في الاجتماعات والسفريات. مالية الجامعة... القنبلة الموقوتة تضاعفت ميزانية جامعة كرة القدم أربع مرات، مقارنة مع ما كان يصرف في عهد جامعة علي الفاسي الفهري، فإذا كانت الجامعة السابقة صرفت 105 ملايير سنتيم في أربع سنوات، فإن هذا المبلغ أصبح يصرف في سنة واحدة تقريبا في عهد الجامعة الحالية. ويعاب على الجامعة الحالية أنها تورطت في مصاريف إضافية وعشوائية، كما هو الحال بالنسبة إلى الإدارة التقنية والمديرين التقنيين للأندية والمعدين البدنيين بأجور مرتفعة جدا، ولا تناسب مؤهلاتهم، والأطر التي تم توظيفها في الإدارة التقنية، والتي كان الهدف منها إسكات بعض الأصوات التي كانت تنتقد الجامعة. وفي مقابل ذلك، لم تتمكن الجامعة من تنمية مواردها من الاحتضان والإشهار، إذ مازال المحتضنون هم أنفسهم الذين تتعامل معهم الجامعة منذ سنوات، بل منذ مرحلة الجنرال حسني بنسليمان وعلي الفاسي الفهري. وتعتبر ميزانية الجامعة لغزا محيرا بالنسبة إلى عدد من الأعضاء الجامعيين، بخصوص مصدرها وطريقة صرفها. ورفعت الجامعة الحالية قيمة ما تصرفه للأندية من عائدات النقل التلفزيوني والاحتضان، كما رفعت قيمة الاعتمادات المخصصة للإدارة التقنية الوطنية، بأكثر من أربع مرات. الأجهزة القضائية... الورطة توجد الأجهزة القضائية للجامعة في وضعية غير قانونية، وتتعارض كليا مع الفصل 33 من القانون الأساسي، ورغم ذلك مازالت تمارس مهامها، رغم انتهاء صلاحيتها منذ أكثر من سنتين، ما يجعل أحكامهما قابلة للطعن أمام القضاء الإداري. وينص الفصل 33 على أن الأجهزة القضائية، وهي اللجنة المركزية للاستئناف، واللجنة التأديبية، ولجنة الانتخابات، ولجنة النزاعات، ولجنة مراقبة التدبير، تنتخب عن طريق الاقتراع باللائحة، الأمر الذي لم يحصل بعد. وتقول المادة 33 من القانون الأساسي ”ينتخب أعضاء الأجهزة القضائية بالاقتراع اللائحي، لولاية من سنتين من طرف الجمع العام”، وهو ما لم يحصل، لأن الجامعة لم تنظم أي انتخابات لانتخاب أعضاء الحاليين الذين تم تنصيبهم لفترة انتقالية انتهت في قبل ثلاث سنوات. وتفرض حالة هذه اللجان، وتنافر أعضاء المكتب المديري، خاصة ابتعاد نور الدين بوشحاتي وعبد المالك أبرون ومحمد بودريقة، عقد جمع عام استثنائي لانتخاب هذه اللجان وإعادة تشكيل المكتب الجامعي. التلاعبات... الفضيحة المعلنة تفجرت عدة ملفات للتلاعب، أو على الأقل اتهامات بالتلاعب، في الموسم الكروي الحالي، أبرزها تصريح عبد الرزاق خيري، مدرب شباب قصبة تادلة، والذي تحدث عن ما أسماها ”مهزلة البيع والشراء”. وعاقبت الجامعة خيري بتوقيفه سنة، فيما تفجرت ملفات أخرى، منها قضية رشيد البوصيري، الذي شكك في نتائج الوداد والراسينغ البيضاوي، وقضية مباراة الاتحاد الإسلامي الوجدي وشباب المحمدية، والتي أدين فيها المدرب أحمد بلحيوان بالتوقيف خمس سنوات، واللاعب السابق عبد اللطيف العراقي ثلاث سنوات، وقضية البطولة النسوية، التي عوقب فيها حسن نظام، رئيس رجاء عين حرودة بالتوقيف عشر سنوات. أندية فقيرة وبطولة بصفر محتضن زادت حدة المشاكل المالية للأندية، في موسم 2016 - 2017، وبلغت درجة أضرب فيها لاعبو الرجاء وشباب قصبة تادلة عن التداريب، بسبب عجز مسيري فريقيهما عن تدبير مستحقاتهم المالية. وحسب معطيات توصل إليها «الصباح الرياضي» فإن جل الأندية تعاني مشاكل واختلالات مالية، في غياب تتبع كاف من قبل الجامعة من جهة، وعجز الأخيرة ومنعها العصبة الاحترافية، عن إيجاد محتضنين جدد للبطولة. وتزايد عدد الملفات المطروحة على لحنة النزاعات بسبب عجز الأندية عن الوفاء بتعهداتها. ورغم تحسن النقل التلفزيوني ووضع إمكانيات جديدة رهن إشارة التلفزيون، فإن الجامعة والعصبة الاحترافية عجزتا عن إيجاد محتضنين جدد. وحاولت الجامعة التدخل لتخفيض وتيرة الإنفاق في الأندية المفلسة من خلال منعها من الانتدابات، لكنها عجزت عن تطبيق قرارها على أرض الواقع. وبموازاة مع ذلك، تراجعت نسبة الإقبال على المباريات، إذ سجلت أغلب مباريات البطولة في الدورات الأخيرة عزوفا كبيرا للجمهور، باستثناء الوداد الرياضي، الذي يحتفل باللقب، ما يطرح علامات استفهام حول صورة البطولة ومستوى المنتوج الكروي. الكتابة العامة... الورقة الخاسرة تراجع أداء المصالح الإدارية للجامعة، التي راهنت عليها الجامعة الحالية، خاصة الكتابة العامة، بشكل لافت هذا الموسم. وتزايدت الأخطاء الإدارية للأندية، والحديث عن تسرب المعلومات، وضعف التنسيق بين اللجان الجامعية، وعدم وضع أرضية لمنح التفويض للعصبة الاحترافية وعصبة الهواة. وتسبب وضع الكتابة العامة في تضارب في مهام اللجان الجامعية، وتناقض الأحكام الابتدائية مع الأحكام الاستئنافية، بدليل أن عددا كبيرا من قرارات اللجنة التأديبية، رفضتها لجنة الاستئناف. وتورطت الكتابة العامة في مشاكل قانونية من خلال طريقة صياغة دورية اللاعبين الأجانب ودورية المدربين. الملاعب... نقطة ضوء واصلت جامعة كرة القدم سياستها المتعلقة بالملاعب، من خلال مواكبة برنامج إصلاح الملاعب، بالتنسيق مع وزارتي التجهيز والداخلية، إذ تم تأهيل ملاعب إضافية في موسم 2016 - 2017، على غرار ملاعب خريبكة وآسفي والقنيطرة التي تم افتتاحها بعد تزويدها بعشب طبيعي، فيما انطلقت الأشغال بملاعب أخرى، كالمحمدية والأب جيكو. وعلى صعيد ملاعب أندية الهواة، تواصل برامج إصلاح الملاعب بالعشب الاصطناعي، إذ تم تأهيل حوالي 35 ملعبا في هذا الموسم، ليصبح مجموع الملاعب التي تزويدها بالعشب الاصطناعي إلى 62 ملعبا. الإدارة التقنية... إقصاء في جميع المسابقات أقصيت جميع المنتخبات الوطنية الصغرى التي تشرف عليها الإدارة التقنية الوطنية في جميع المسابقات التي دخلتها. وفشلت المنتخبات الوطنية الصغرى في عهد المدير التقني ناصر لارغيت في ثماني مسابقات، إذ عجز منتخب الفتيان عن بلوغ نهائيات كأس إفريقيا مرتين، ومنتخب الشباب مرتين أيضا عن بلوغ المسابقة نفسها، فيما أقصي المنتخب الأولمبي من الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو، وأقصي منتخب أقل من 17 سنة من كأس العالم. وتأتي كل هذه الإخفاقات في وقت تسلم فيه ناصر لارغيت منتخبات خارجة لتوها من إنجازات مميزة في الفترة من 2012 إلى 2014، إذ تأهل المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة إلى نهائيات كأس العالم، وحل ثانيا في كأس إفريقيا، وتأهل المنتخب الأولمبيك إلى الألعاب الأولمبية، وفاز بالرتبة الثانية في بطولة إفريقيا لأقل من 23 سنة، وفاز بالألعاب الإسلامية، وفاز بألعاب البحر الأبيض المتوسط، فيما فاز المنتخب المحلي بكأس العرب بالسعودية، وقاده حينها إريك غيرتس. وحصل لارغيت على صلاحيات مطلقة، وحماية كافية في وضع تصوره الخاص للمنتخبات الوطنية وتطبيقه على أرض الواقع، وعين المدربين والأطر التي يشاء، دون أي مراقبة من أي جهة كانت، إذ لم تعترض الجامعة على أي مدرب أو إطار اختاره في السنوات الثلاث الماضية، رغم معرفتها بأن بعض الأطر التي وقع عليها الاختيار لا تملك ما يشفع لها بالعمل في هذه المنتخبات، بل منها مدربون لم يسبقوا أن دربوا حتى فئات صغرى في أنديتهم. ويعاب على الجامعة، تضيف المصادر نفسها، أنها منحت كل هذه الصلاحيات لناصر لارغيت، رغم معرفته بفشل تجربته بأكاديمية محمد السادس التي أبعدته في صمت. وإضافة إلى ذك، كشفت تقنيون في عدد من الأندية أن تصور لارغيت لمنافسات الفئات الصغرى على صعيد الأندية لم يعطي أي إضافة، إذ تسبب في تضاؤل درجة التنافس بين الأندية، وحكم على أندية من القسم الأول مواجهة أندية من القسم الثاني، التي لا تولي أهمية للتكوين. ويعاب على الإدارة التقنية أنها مشخصة، ومتمركزة حول شخص المدير التقني ناصر لارغيت، في غياب هياكل ومخطط للتنمية الكروي مصادق عليه من قبل المكتب المديري. عبد الإله المتقي

الجامعة… ناقوس الخطر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ستة لاعبين يغادرون الجيش

البطولة تختتم في ثلاثة أيام

مقالات ذات صلة