سطاد فيليب… المنسي

شهد إبداعات مارسيل سيردان في الكرة والملاكمة وحالته أبكت جوست فونتين شهد تألق المئات من النجوم على مدار سنوات طويلة إلى درجة أن الفرنسيين أطلقوا عليه ”ملعب النجوم”، ليس فقط نجوم الكرة بل الملاكمة أيضا، لم لا وأفضل نزالات الأسطورة مارسيل سيردان بداية من 1938 شهدتها أرضيته. اللقب الذي أطلقه عليه الفرنسيون تحول إلى النقيض في السنوات الأخيرة بعد أن سمي ”ملعب العار” إثر تحوله إلى تجمع للحمام بعد أن صرفت عليه الملايير لإعادة تأهيله. رسميا يسمى ملعب العربي بن امبارك وتاريخيا هو ”سطاد فيليب”، وواقعيا هو ”لاشيء” الآن. تاريخ مشرف تشهد أرضية ”فيليب” أن أسماء أسطورية مثل العربي بن امبارك وعبد الرحمان بلمحجوب وجوست فونتين الهداف التاريخي لكل نهائيات كأس العالم، إضافة إلى البطل العالمي في رياضة الملاكمة مارسيل سيردان، الذي خاض فيه نزالا مازال تاريخ الملاكمة يحتفظ به إلى الآن سنة 1938 أمام 10 آلاف متفرج، تألقت فيه. كان الملعب بعد حصول المغرب على الاستقلال يحتضن مباريتين للبطولة الوطنية لكرة القدم كل يوم أحد، الأولى على الساعة الواحدة والنصف زوالا والثانية بعدها بساعتين، لأن البيضاء كانت تتوفر على أربعة فرق في القسم الوطني الأول هي الراسينغ البيضاوي ”الراك” ونادي الاتحاد البيضاوي ”الطاس” بالإضافة إلى الوداد والرجاء، قبل أن يلتحق فريق شباب المحمدية للاستقبال بالملعب نفسه بعد صعوده القسم الأول. أما قبل الاستقلال فنادي ”الاتحاد الرياضي المغربي” أو ”الياسام”، أكثر ناد مغربي تتويجا قبل الاستقلال بـ 13 لقبا، كان معقله وأرضيته شاهدين على التتويجات وأهداف الأسطورة الفرنسية جوست فونتين المزداد بمراكش. حاضر مؤسف التاريخ المشرف تحول اليوم إلى حاضر مؤلم، فالمدرجات التي كانت يوما ما مفخرة البيضاويين تحولت إلى ”مدرجات انتحارية” والسبب هو انحدارها الشديد بعد الأخطاء الهندسية الفادحة التي حدثت خلال ترميمه في السنوات الماضية، ما جعل المسؤولين عن الكرة المغربية يقررون وقف استقبال الجمهور بالملعب. تحول الملعب منذ تجديده بأمر من الملك الراحل الحسن الثاني، إلى ما يشبه الشوكة في حلق مسؤولي البيضاء، بسبب التخريب وليس التجديد الذي خضع له. الكل وقف مشدوها بعد افتتاحه إلى درجة أن من صعد من المسؤولين إلى المدرجات نزل وهو يشعر بالدوار من الانحدار الشديد للمدرجات. فتح ملف المشكل وتحدث الكثيرون عن صفقات ب 13 مليار سنتيم لكن بعد ذلك تم إغلاق الملف إلى غير رجعة، وكأن لسان حال من كلفوا بالملعب يقول ”كم حاجة قضيناها بتركها”، رغم أن المهندس الذي تكلف بإعادة تهيئته من كبار المهندسين الذين صنعوا تحفا في البيضاء، الفرنسي دومينيكو باسكيانو. بكاء فونتين بداية الألفية الجديدة، شهدت حضور جوست فونتين في زيارة إلى الملعب الذي شهد إبداعاته قبل أن يغادر إلى فرنسا، لكن هذه الزيارة تحولت إلى ما يشبه المأتم، بعد أن اختلطت دموع الذكريات الجميلة مع دموع الحسرة على حال الملعب. تذكر فونتين الكثير من اللحظات الجميلة والرائعة خصوصا الفوز الكبير الذي حققه ”الياسام” على الوداد في نهائي تاريخي لكأس شمال إفريقيا والهدف الذي سجله في المباراة في الدقائق الأخيرة. لاعب آخر، بكى وهو يتلمس طريقه إلى مدرجات الملعب، أرماند كابريرا، الذي لعب إلى جانب فونتين في ”الياسام” وإلى جانب البطاش والشتوكي وأقصبي، في المنتخب الوطني، لأنه ربما كان يعتقد أن الملعب الذي شهد ابداعاته سيحوله المغاربة إلى متحف، لكنه وجده مكانا لتجمع الحمام. ملف مغلق قبل أشهر، حاول مسؤولون بولاية البيضاء أن يفتحوا ملف ”سطاد فيليب” مجددا خصوصا بعد أن قرر مجلس المدينة إجبار المقاطعات على الاعتناء بالذاكرة البيضاوية في كل المجالات. زاره مسؤولون ووقفوا على أن أرضيته التي تحولت إلى مشتل لكل أنواع العشب بل إن أحدهم تفاجأ لوجود نبتة ”النعناع”، كما تأكدوا من أن هناك مشاريع تدر دخلا مهما للبعض في كل جنباته من مقاه وقاعة أفراح وموقف سيارات ومقرات. استبشر الكثيرون خيرا لهذه الزيارة لكنها لم تتكرر وكأن مسؤولي الولاية يؤمنون أيضا بمقولة ”كم حاجة قضيناها بتركها”. حل الهدم بعد سنوات النسيان والتهميش اقترح البعض أن يتم هدم هذه المعلمة الرياضية، خصوصا أنه لا مشاكل للمغاربة مع الهدم، ليتدخل الكثيرون مطالبين بإعادة الاعتبار للملعب عوض التفكير في هذا الحل. بعض الذين فكروا وعرضوا الفكرة أحد الولاة السابقين للعاصمة الاقتصادية خصوصا بعد تزايد الانتقادات حول الملايير التي صرفت عليه. البعض أيضا فكر في أن ما تم عرضه حول هدم الملعب مجرد دعابة قبل أن يتأكد الأمر، لكن بعدها مباشرة تم سحب الفكرة وتم الحديث حينها على أن الفكرة الاساسية هي تحويله إلى متحف. إعداد: أحمد نعيم لاعبون أبدعوا في الملعب هيريرا…الظاهرة هو قبل كل شيء ابن المغرب بالنظر إلى أنه حضر إلى البيضاء وهو طفل صغير من العاصمة الأرجنتينية بوينس أيريس، ليتحول بعد ذلك إلى معشوق لمحبي نادي الصخور السوداء ”روش نوار” و الراسينغ الرياضي البيضاوي ”الراك”، اللذين لعب لهما لسنين طويلة. يوم سادس أبريل 1950، زار هيلينيو هيريرا المغرب مدربا لأتلتيكو مدريد بعد أن قضى سنوات متنقلا بين عدد من الدول الأوربية، لمواجهة المنتخب الوطني الذي كان معززا بأمير حديقة الأمراء عبد الرحمان بلمحجوب وبالثلاثي المرعب للوداد الرياضي ”عبد السلام وإدريس والشتوكي”. المباراة، التي حضرها ولي العهد الأمير مولاي الحسن، انتهت بفوز المنتخب الوطني بهدفين لهدف. بوسكاس…العملاق هو من بين أعظم اللاعبين الذين مروا عبر تاريخ كرة القدم العالمية. في 1953 قاد المنتخب الهنغاري إلى سحق المنتخب الانجليزي بملعب ويمبلي بستة أهداف لثلاثة، ما خلف حينها ضجة كبيرة. بعدها بسنة عاش ذلك اللاعب الموهوب احباطا كبيرا بعد أن انهزم في المباراة النهائية لكاس العالم أمام المنتخب الألماني. وبعد المونديال بسنتين وبالضبط يوم 30 دجنبر 1956 زار بوسكاس المغرب وخاض مباراة رفقة فريقه هونفيد الهنغاري أمام ائتلافي الوداد و”الراك”. وانتهت المباراة بفوز أصدقاء بوسكاس بسبعة أهداف لأربعة. سيردان...العاشق للمغرب ولد الملاكم مارسيل سيردان في سيدي بلعباس بالجزائر في 1916، وبدأ مسيرته وهو في الـ 17 من العمر وراح يراكم الانتصارات مباراة بعد أخرى، أولا في المغرب، ثم في فرنسا، واشتهر بلكماته المباشرة بيسراه التي حقق بفضلها الكثير من انتصاراته الـ 61 بالضربة القاضية. وأحرز بطولة فرنسا للوزن ما دون المتوسط عام 1938 فبطولة أوربا 1939، وبعدها بطولة فرنسا للوزن المتوسط 1945 فبطولة أوربا 1947، وتوج ألقابه ببطولة العالم 1948 بفوزه على الأمريكي طوني زايل بالضربة القاضية في جيرزي سيتي بالولايات المتحدة وبات معبودا لشعب بأسره. وفي 16 يونيو 1949، خسر لقبه العالمي أمام جاك لاموتا في ديترويت، بعد إصابته بجرح في كتفه اليسرى منذ الجولة الأولى، ومند ذلك الوقت جعل هدفه الأوحد استعادة هذا اللقب. وقد خاض في مسيرته 123 مباراة، فاز في 119 منها، بينها 61 بالضربة القاضية، وخسر الباقي. قليلون من يعلمون أن مارسيل سيردان أبدع في ملعب فيليب في الملاكمة وفي كرة القدم باعتباره كان لاعبا مهاريا في نادي ”إيديال” البيضاوي، الذي كان مقره بحي بوركون. فونتين…الهداف 14 ماي 1953، سيبقى موشوما في تاريخ جمهور الوداد الرياضي الذي تنقل إلى ملعب فيليب لمتابعة نهائي كأس إفريقيا الشمالية بين اتحاد العاصمة والفريق الأحمر. المباراة انتهت بفوز الفريق الجزائري بهدفين لصفر. وتكونت تشكيلة الفريق الأحمر من سي محمد وأحمد والبطاش وعبد النبي ولحبيب والحفاري والهجامي وزعار وإدريس وبلحسن وغوميز، في الوقت الذي ضمت فيه تشكيلة الفريق الجزائري الهداف التاريخي لنهائيات كأس العالم جوست فونتين. وجوست فونتين من مواليد 18 غشت 1933 بمراكش، هو هداف كأس العالم 1958 برصيد 13 هدفا وهو الرقم القياسي الذي ما زال مستمراً إلى اليوم.

سطاد فيليب… المنسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قرقيبو: لم أتزوج سعد رمضان

بطولة الهواة تؤجل مباراة كتالونيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات