لاعبون تراجع مستواهم

السلامي مدرب الرديف قال لـ "الصباح الرياضي" إنه ينفذ تعليمات رونار وملتزم ببرنامج الإدارة التقنية قال جمال السلامي، مدرب المنتحب الرديف، إنه يشتغل وفق إستراتيجية واضحة المعالم، سطرتها الإدارة التقنية الوطنية، وبتنسيق مع الناخب الوطني هيرفي رونار، المسؤول الأول والأخير عن المحلي والأولمبي والأسود. وكشف السلامي في حوار أجراه معه "الصباح الرياضي"، أنه أشرف إلى حدود الساعة، على عشرة معسكرات تدريبية للمنتخب المحلي، وتبين له أن الجميع يشتغل في اتجاه واحد، ألا وهو مصلحة المنتخب الأول، وفق الإستراتيجية التي سطرتها الإدارة التقنية. وأفاد السلامي أن الهدف في البداية كان هو استغلال مواهب المنتخب الأولمبي الذي كان يشرف عليه الإطار الوطني حسن بنعبيشة، وتأهيلها للدفاع عن قميص المنتخب الأول، إلا أنه للأسف تراجع أداء بعض اللاعبين وفقدانهم الرسمية داخل الأندية، دفعا الإدارة التقنية إلى تغيير برنامجها وتوسيع قاعدة الاختيار، التي بدأت تشمل لاعبين من مواليد 1988و1989 و1990و1991، من بينهم الحارس الرجاوي أنس الزنيتي. ورفض السلامي التعليق على لائحة الأسود التي كشفها الناخب الوطني الثلاثاء الماضي، واكتفى بالتعليق على غياب الحافيظي، الذي اعتبره إيجابيا لمنحه فرصة المشاركة رفقة المحلي في المباريات الإعدادية، لأطول فرصة ممكنة، بدل الجلوس في كرسي احتياط الأسود. وعن المواجهة الحاسمة أمام الفراعنة، في غشت المقبل، لحساب الدور المؤهل لمنافسة "الشان"، أفاد السلامي أنها ستكون مباراة قوية، بالنظر إلى تقارب مستوى المنتخبين، وحرصهما على حضور العرس القاري المحلي، مبرزا قدرة أشباله على تجاوز هذا الدور وحضور النهائيات. وفي ما يلي نص الحوار: أين وصلت استعدادات المنتخب الرديف؟ شكل المعسكر الأخير العاشر بالنسبة إلي المحليين، وطبقا لإستراتيجية الإدارة التقنية، حققنا جزءا من الأهداف، المتمثلة في إعطاء الفرصة لأكبر عدد من اللاعبين، حسب المعايير المحددة آنفا. وما هي هذه المعايير؟ التركيز على لاعبي المنتخب الأولمبي الذي كان يشرف عليه الإطار الوطني حسن بنعبيشة، رغم أنه لم يبلغ الأولمبياد، إلا أنه كان يضم عناصر ممتازة بإمكانها ارتداء قميص المنتخب الأول، لذلك ركزنا في البداية على جيل من اللاعبين من مواليد 1993 و1994 لا يسع المجال لذكر أسمائهم. لكن هؤلاء اللاعبين غابوا عن "الكان" الأخير... مع توالي المعسكرات لاحظنا أن البعض منهم تراجع مستواه وفقد رسميته داخل النادي الذي يدافع عن ألوانه، وكان ضروريا تغيير الإستراتيجية، وتوسيع قاعدة الاختيار، وباتفاق مع هيرفي رونار أصبحنا ننادي على لاعبين من قبيل أنس الزنيتي، وعبد الغني معاوي، وآخرين منحناهم الفرصة لتأكيد أحقيتهم في الدفاع عن الألوان الوطنية. هناك من يؤاخذ عليكم تهميش بعض اللاعبين الموهوبين بسبب سنهم المتقدم... صحيح أن عنصر الكفاءة من يحدد اختيار اللاعبين، لكن إذا كان سن اللاعب أصغر يكون الأمر أفضل. هناك من ينتقد المنتخب الرديف ويعتبره وسيلة لإهدار المال العام... (مقاطعا) أبدا، هي فرصة للاعب المحلي لخوض أكبر عدد من المباريات الدولية، والاحتكاك مع منتخبات كبيرة، وتأهبا للالتحاق بالمنتخب الأول، والأمثلة عديدة. محطة المحلي فرصة للاعبي البطولة لمواجهة السنغال وإفريقيا الوسطى وبوركينافاسو، خصوصا إذا حضرت هذه الدول بمنتخباتها الأولى، لذلك أقول إنها مناسبة للاحتكاك وكسب المزيد من التجربة. ما مدى استفادة اللاعبين من تجمعات المنتخب الرديف؟ أعتقد أن لاعبي البطولة الوطنية الحاليين محظوظون، وعليهم استغلال هذه الفترة، والاجتهاد أكثر، لتأكيد أحقيتهم في الدفاع عن الألوان الوطنية، والسعي وراء الحلم الكبير بارتداء قميص المنتخب الأول، وليست هناك مناسبة أفضل من الانتماء في البداية للمنتخب المحلي، الذي سيفتح لهم أبواب الأسود، ومن ثمة البحث عن فرصة للاحتراف. هل تنسقون مع الناخب الوطني في هذا الموضوع؟ بطبيعة الحال، لأنه المسؤول الأول والأخير عن منتخبات الأول والمحلي والأولمبي، طبقا للعقد الذي يربطه بالجامعة، هذا طبعا كله يتم تحت إشراف الإدارة التقنية في إطار عمل تكاملي هدفه الأساسي تدعيم الفريق الأول. ما رأيك في اختيارات رونار الأخيرة؟ لا يمكنني أن أتدخل في اختيارات الناخب الوطني، فهو أدرى بشؤونه، وأعتقد أنه أثبت للجميع نجاعة رؤيته في أمم إفريقيا الأخيرة، رغم الغيابات الكثيرة، وهذا يعني أن البديل كان جاهزا، وهذه مهمتنا المتمثلة في إعداد الخلف. ألم تتفاجأ بغياب المحليين عن تشكيلة الأسود؟ هناك حضور أزارو، المهاجم الواعد، وكذلك بنشرقي، المتألق في صفوف الوداد، وأعتقد أن استبعاد الحافيظي في آخر لحظة، كان بدافع إعطائه فرصة المشاركة رفقة المحلي، ومتابعة عطاءاته في مباريات قوية، بدل الجلوس في كرسي احتياط المنتخب الأول، لأن اسمه ورد فعلا في اللائحة الموسعة، وهذا لن ينقص من قيمته في شيء، لأنه لاعب واعد، ومن بين أفضل اللاعبين محليا. هناك حديث عن إمكانية مشاركة المغرب بالمنتخب الرديف في تصفيات أمم إفريقيا 2019، خصوصا بعد انسحاب مالاوي من المنافسة... ليست لدي فكرة حول الموضوع، لكن إذا قرر المسؤولون ذلك، فنحن جاهزون وسأكون سعيدا بخوض أكبر عدد من المباريات في ظروف قارية، لكن القرار سيبقى بيد الناخب الوطني والإدارة التقنية، لكنها تبقى فكرة جيدة على العموم. هناك إمكانية تنظيم "الشان" بالمغرب إذا ما سحبت المنافسة من كينيا، هل تحبذ هذه الفكرة؟ أنا مع تجهيز المنتخب الذي أشرف على تدريبه وإعداده لأي تظاهرة أينما كانت، وهذه مهمتي، غير ذلك لا يهمني ولا يمكنني بناء منتخب على التكهنات، وتفكيري الآن منصب على المواجهة الحاسمة ضد الفراعنة في غشت المقبل، وغير ذلك سيتشتت تركيزنا وسندخل في باب التكهنات، وهذا ليس في صالح المجموعة. على ذكر هذه المواجهة، هل بإمكان المنتخب الرديف تجاوز نظيره المصري؟ لم لا، نتوفر على لاعبين في المستوى، وبطولتنا ليست أقل شأنا من الدوري المصري، وإذا طبق اللاعبون التعليمات، أكيد أننا سنحقق الهدف، وسنتأهل إلى "الشان" إن شاء الله. أقصد أن المنتخب المصري مشكل بنسبة كبيرة من لاعبي المنتخب الأول لأن الفراعنة لا يعتمدون بشكل كبير على المحترفين... إضافة إلى أن لديهم بطولة قوية، رغم الظروف الأخيرة، إلا أننا لا نقل شأنا، أعتقد أن مباريات مصر والمغرب عبر التاريخ تميزت بالندية والتنافس الحاد، وهذه المواجهة لن تخرج عن القاعدة، وستكون الغلبة للأفضل، والأكثر استعدادا بدنيا وتقنيا وخصوصا ذهنيا. هل ستوسع قاعدة الاختيار، وهل هناك لاعبون تضعهم تحت المجهر؟ الباب سيظل مفتوحا في وجه كل المجتهدين، والذين تتوفر فيهم الشروط التي وضعتها الإدارة التقنية، ونوجه الدعوة لحوالي ثلاثين لاعبا في ثلاث مباريات إعدادية التي سنخوضها في مارس الجاري، وسنختبر جميع اللاعبين تقريبا، وسنشكل منتخبين لخوض المباراتين الأوليين، قبل أن نتوجه إلى السنغال لمواجهة أسود التيرانغا، بخليط من التشكيلتين، وهذه مناسبة أكثر من مواتية بالنسبة إلى اللاعب المحلي لإبراز إمكانياته، وإثارة انتباه الناخب الوطني، لذلك قلت إن اللاعب المحلي الحالي محظوظ وأمامه العديد من الفرص لبلوغ المنتخب الأول. ما رأيك في مستوى البطولة، وهل هي قادرة على إنجاب لاعبين جيدين باستطاعتهم تقديم الإضافة للمنتخب؟ يجمع كل المتتبعين للشأن الكروي ببلادنا، أن مستوى البطولة تطور بشكل ملموس في المواسم الأخيرة، وهذا راجع لعدة عوامل، أهمها تطور البنية التحتية، وجودة فضاءات الممارسة، إضافة إلى تنظيم في المستوى، الذي بات يحترم المعايير الدولية. تنقصنا بعض الأشياء البسيطة للرقي بالمستوى إلى درجة أفضل، لكننا مقتنعون بما هو متوفر لحد الساعة، بطولتنا من بين الأقوى قاريا، بقليل من الجهد سنكون أفضل إن شاء الله. وماذا عن الأندية المشاركة في المنافسة القارية؟ هذا عامل إيجابي يخدم مصالح المنتخب. الأندية الوطنية باتت تبلغ أبعد نقطة ممكنة في المنافسة القارية، وهذا يخدم مصالح المنتخب واللاعبين على حد سواء، لأنهم يكتسبون خبرة وتجربة، ويحتكون مع لاعبين أقوياء البنية، ومندفعين في تدخلاتهم وهذا يخدم مصالحنا. الموسم الماضي بلغ الوداد الرياضي، والفتح الرياضي، الدور نصف النهائي في الكأسين القاريتين، وأتمنى أن يتكرر المشهد ذاته هذا الموسم، ونرى الأندية الأربعة في دوري المجموعات، ولم لا الفوز بالمنافسة. أجرى الحوار: نورالدين الكرف في سطور الاسم الكامل: جمال السلامي تاريخ الازدياد: 6 أكتوبر 1970 بالبيضاء الطول: 183 سنتمترا المهمة: مدرب المنتخب المحلي سبق له تدريب: الرجاء الرياضي والدفاع الحسني الجديدي وحسنية أكادير والفتح الرياضي لعب: للأولمبيك البيضاوي والرجاء الرياضي وبيسكتاش التركي والمغرب الفاسي ألقابه: البطولة رفقة الأولمبيك البيضاوي1995، وكأس العرب 1993 و1994 رفقة الفريق نفسه، وبطولة المغرب رفقة الرجاء الرياضي سنوات 1996 و 1997 و1998 ، وعصبة الأبطال الإفريقية وكأس الأفرو آسيوية 1997، رفقة الفريق ذاته، ووصيف بطل تركيا ولعب نهائيا للكأس في ثلاثة مواسم بقميص بيسكتاش. بورتري المتوازن جمال السلامي، أو أبو مريم، كما يحلو لأعز أصدقائه مناداته، من الأطر الوطنية الشابة، التي شقت طريقها بكل ثبات نحو عالم النجومية. ففي ظرف وجيز أثبت السلامي جدارته في مجال التدريب، وأينما حل وارتحل ترك بصماته واضحة المعالم، وكان وراء اكتشاف العديد من اللاعبين سواء في الرجاء أو في جميع المحطات التي تلت. أبو مريم من اكتشف الثلاثي متولي وأولحاج وأوحقي في القلعة الخضراء، وكان وراء انتشال العديد من اللاعبين من جحيم الهواية، واسألوا الحداد وأزارو عن الموضوع. مسيرة السلامي لم تكن مكللة بالورود، إذ كان من الصعب عليه الجمع بين ممارسة هوايته المفضلة، ودراسته التي كان متفوقا فيها إلى حد بعيد، وكان ذا ميول علمية، وحصل على باكلوريا علوم رياضية، وما أدراك ما العلوم الرياضية. قاوم رغبة والدته، التي كانت تريده أن يستكمل دراسته، ويدخل أكبر المعاهد العلمية، وواصل مسيرته الكروية رفقة "المرحوم" الأولمبيك البيضاوي، ليكون في الأخير من المحظوظين الذين عايشوا فترة الاندماج مع الرجاء، وتلك حكاية أخرى... انضباطه وأخلاقه داخل الميدان وخارجه، قادته إلى الاحتراف على أعلى مستوى، وخاض تجربة محترمة ضمن العملاق التركي بيسكتاش. تواضعه وتفانيه في العمل قاده إلى الإدارة التقنية الوطنية، ليتقلد مهام تدريب أبناء البطولة. السلامي من المدربين الذين لا يتسرعون في اتخاذ القرارات، ولا يحب أن يمتطي القطار وهو قريب من المحطة الأخيرة، بل يحب أن يركبه من نقطة البداية، لذلك تراه دقيق الاختيار للأندية التي يشرف على تدريبها بكل ثقة. صاحب مشروع رياضي، وليس من مدربي طوارئ، وهم كثيرون في أيامنا هاته... السلامي نموذج للشاب المغربي المتفوق في جميع المجالات، فنجح في الجمع بين حياته المهنية والأسرية... في عقده الخامس، نضج السلامي وأصبح يميز بين الهواية التي مارسها في بداية مساره، والاحتراف الذي يدق أبواب كرة القدم الوطنية، وانصهر في مشروع الإدارة التقنية، لكن بشخصية قوية ومؤثرة...

لاعبون تراجع مستواهم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ضغوط ومخاوف عجلت باعتزال بنعطية

70 طلبا للمشاركة في طواف المغرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات