“أوبـر”… فـي انتظـار التقنيـن

بلقزيز: تسجيل 12 ألف سائق 500 منهم نشيطون في البيضاء يصر مسؤولو خدمة «أوبر» التكنولوجية على رفض كل الاتهامات الموجهة إليهم بشأن العمل بدون ترخيص في نقل الزبناء ومنافسة قطاع سيارات الأجرة الذي انتفضت نقاباته ضد نشاط تعتبره نوعا من النقل السري، تحت غطاء «أوبر». رغم الاحتجاجات التي نظمها سائقو الطاكسيات في يناير الماضي، ودخول سلطات الولاية على الخط، من خلال قرارها وضع شكاية ضد «أوبر»، إلا أن مسؤولي الخدمة بالمغرب يصرون على اعتبار نشاطهم يشكل قيمة مضافة للاقتصاد، إذ يساهم في تطوير خدمة النقل والمساهمة إلى جانب باقي القطاعات من طاكسيات وطرامواي وحافلات من أجل تلبية حاجيات المواطن أمام الضغط الكبير الذي بات يعرفه التنقل داخل العاصمة الاقتصادية. 10 آلاف فرصة جديدة للمقاولين الذاتيين أكدت مريم بلقـــــزيــــــــــــز، مســؤولــــــــــــة منصة «أوبر» التكنولوجية، الموجــــــودة بالمغرب، منذ صيف 2015، أنها لا تشكل منافسة لقطاع سيارات الأجرة، لأن دورها يقتصر على لعب دور الوسيط بين الزبون والمقاولين الذاتيين من أصحاب السيارات، الذين يختارون العمل مع «أوبر» مقابل الانخراط في المنصة، مضيفة أن «أوبر» لا تملك سيارات، ولا تؤجر مستخدمين، ويقتصر دورها على الاستفادة من الطفرة التكنولوجية وجعلها في خدمة المواطن، ضمن ما أصبح يعرف اليوم بـ»المدن الذكية»، والتي يسعى المغرب إلى الاستفادة منها. وسعت بلقزيز مصحوبة بمسؤولة التواصل في الخدمة بمنطقة «مينا» خلال ندوة صحافية نظمتها الأسبوع الماضي بالبيضاء، إلى الدفاع عن جدوى المشروع من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدة أن هدف «أوبر» الإسهام في التنمية من خلال خلق 10 آلاف فرصة جديدة للمقاولين الذاتيين. ورغم الحرب التي واجهتها الخدمة بعد إطلاقها في البيضاء من قبل مهنيي الطاكسيات، تصر المسؤولة العامة للشركة على اعتبار حصيلة سنة ونصف سنة من إطلاق التجربة مشجعة، وتعكس القيمة المضافة التي حملتها لقطاع النقل، حيث أطلقت خدمة «أوبر للحركة»، وهي منصة موجهة لمساعدة المدن على فهم أفضل لبيئة النقل الحضري وتطوير البنيات التحتية وإطار عيش السكان. وكشفت بلقزيز أن الخدمة تضم حاليا 12 ألف سائق مسجل، 500 منهم نشيطون، وأزيد من 140 ألف زبون من داخل المغرب وخارجه، 15 ألف منهم زبناء نشيطون، يفضلون خدمتها، وهي إحصائيات، تقول بلقزيز، تعكس أن المغرب اليوم يعتبر أحد أكثر الأسواق تحفيزا لـ»أوبر» في القارة الإفريقية. ورغم الجدل الذي أثارته الخدمة، واعتبارها من قبل المهنيين والسلطات «غير قانونية»، تصر بلقزيز على اعتبار نشاطها مجرد خدمة تكنولوجية، تتماشى مع التوجهات الملكية لفائدة عصرنة القطاع، حيث توفر قيمة مضافة من خلال أربعة التزامات تهم خلق الفرص الاقتصادية، والمساهمة من موقع الشريك في السلامة الطرقية والعمومية، ودعم النشاط السياحي، والإسهام في تطوير التنقل الحضري المستدام، عبر تشجيع التحول الرقمي لقطاع النقل، وتقليص حجم القطاع غير المنظم. وتدافع المسؤولة الأولى عن الخدمة التي أثارت وما تزال الكثير من الجدل في أوساط المهنيين والسلطات، عن مزايا المنصة التكنولوجية «أوبر»، والتي تساهم في توفير مصادر جديدة للدخل لفائدة الآلاف من المواطنين من مختلف الفئات، تطمح إلى خلق فرص اقتصادية متوسطة الأجل، لأكثر من 10 آلاف شخص على الصعيد الوطني، 3000 منهم في البيضاء، دون التأثير على مهن أخرى من اقتصاد النقل، في إشارة إلى مهنيي الطاكسيات. المطالبة بدفتر تحملات قالت بلقزيز إن قطاع النقل بات في حاجة إلى مراجعة للقوانين المتقادمة التي تنظمه، والتي لا تساير التطور الديمغرافي، والضغط الذي بات يواجه المدن الكبرى في حجم الدارالبيضاء، من أجل تنظيمه وتأهيل شروط السلامة والحد من حوادث السير، وتمكين الزبون من خدمات نقل متطورة، وحماية شركائها في المنصة من التهديدات التي تلاحقهم، من قبل مهنيي الطاكسيات، مؤكدة أنها تنتظر من السلطات الحكومية، خاصة وزارتي الداخلية والنقل الانكباب على هذا الملف، في إطار السعي إلى تدبير النقل بالمدن، من خلال الاستفادة من التكنولوجيا، على غرار العديد من العواصم العالمية، مثل سان فرانسيسكو وباريس ولندن التي أكدت الدراسات بشأنها، أن خدمة «أوبر» لم تؤثر سلبا على قطاع الطاكسيات، بل استمر الإقبال على جميع أنواع النقل، بسبب الطلب الكبير والمتزايد عليه، خاصة في أوقات الذروة في المدن الكبرى، معتبرة أنه قطاع مكمل وليس منافسا لوسائل النقل الأخرى. الخدمة تدعم السياحة دافعت مسؤولتا «أوبر» عن دور الخدمة في دعم النشاط السياحي وتيسير تنقل السياح، من خلال التكنولوجيا، حيث تعتبر المنصة في الوقت الراهن إحدى وسائل النقل الأكثر تقديرا والأكثر ملاءمة للسياح، لأن الشركة تقدم خدمات عالية الجودة، مع جميع الميزات التي يبحث عنها السائح، من خلال تطبيق معروف عالميا، وسهل الاستخدام مع خيار الدفع الإلكتروني الموحد. وقدمت بلقزيز بالأرقام والمعطيات أن سياحا من 67 جنسية استخدموا الخدمة بالمغرب، لأن وجودها يطمئن السياح، ما يؤهل "أوبر" لتكون فاعلا حقيقيا في الميدان. 25 % لفائدة الشركة وضعت الشركة نظاما للإدماج، عبر نظام المقاول الذاتي، الذي فسح المجال أمام فئات واسعة من الشباب الذين يعانون البطالة والنساء والمتقاعدين، الذين يتوفرون على سيارات، لنقل الزبناء المنخرطين في شبكة المنصة التكنولوجية، من خلال لعب دور الوساطة، وهي العملية التي ساهمت في رفع دخل العديد من الأسر. وكشفت مريم بلقزيز أن «أوبر» تعتمد على تكنولوجيا تتيح ضمان سلامة الركاب قبل وأثناء وبعد كل رحلة بشكل لم يكن ممكنا من قبل، من خلال تمكين الزبون من الاطلاع على المعلومات حول السائقين، وتتبع مسارهم في الوقت الحقيقي على الخريطة، ومشاركة رحلته مع أقاربه وتقديم ارتساماتهم إلى السائق. ويخضع السائقون الشركاء في «أوبر» للاختيار الذي يشترط عدم التوفر على سوابق، وتملك سيارات في وضعية جيدة، مقابل اقتطاع نسبة 25 في المائة من كلفة الرحلة لفائدة «أوبر»، مقابل خدمة المنصة، التي تسهر على ضمان سلامة الركاب مع إمكانية تنقيطهم، من قبل الخدمة التكنولوجية التي توفرها مصلحة الدعم «أوبر» المتوفرة على مدى 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع. المفاوضات مستمرة أكدت مريم بلقزيز، رفقة مسؤولة التواصل بالشركة في منطقة «مينا» أن اللقاءات متواصلة مع سلطات ولاية البيضاء، من أجل توضيح الأمور أكثر، وإقناع كل الأطراف بأهمية المشروع، ودوره في تطوير خدمة النقل، والقيمة المضافة التي توفرها أوبر في جميع المناحي الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية. وأوضحت مسؤولتا الشركة جوابا على أسئلة الصحافة، أن «أوبر» باعتبارها الرائدة عالميا في تقديم هذه المنصة، ستواصل العمل من أجل تقنين القطاع، وتعديل القوانين، بما يمكن من خلق فرص شغل وتطوير الخدمة بالبيضاء والمدن الكبرى مستقبلا، مؤكدة أن المعركة تتطلب المزيد من الصبر والتحسيس بأهمية هذه الخدمة التي تتوفر على شروط السلامة والأمن، وتوفر مداخيل إضافية في علاقات شغل مرنة توفر بشهادة إحدى المستفيدات من الخدمة، دخلا قارا يتراوح بين 4000 درهم و 6000 في الأسبوع مع أداء مضمون. برحو بوزياني

“أوبـر”… فـي انتظـار التقنيـن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أطلقوا سراح تعويضاتنا المرضية

مصرع مغاربة رميا بالرصاص بإسبانيا

مقالات ذات صلة