مقتل مرداس… جريمة بين الخيانة والغدر

استمرار الأبحاث بالاستماع إلى دائرة معارف الهالك للفصل بين علاقاته وعداواته تسابق مختلف الأجهزة الأمنية الى حدود ظهر أمس (الثلاثاء) الزمن لفك لغز جريمة قتل عبداللطيف مرداس، عضو المكتب السياسي للاتحاد الدستوري، وبرلماني باقليم سطات، إذ استمعت طيلة أول أمس (الاثنين) الى بستاني كان مكلفا بتهيئة ضيعة في ملكية الضحية بجماعة سيدي عبدالكريم (دائرة بن أحمد)، فضلا عن استماعها إلى شخص آخر يتحدر من إحدى قبائل امزاب، كان يقوم بأعمال خيرية في دارة الفتاة التي كان مرداس، يترأس قيد حياته جمعيتها، ووضعته رهن تدابير الحراسة النظرية لوجود مذكرة بحث ضده، بالإضافة الى استماعها إلى مسؤولين ومنتخبين سياسيين. ولم تتمكن الجهة المكلفة بالبحث من الوصول الى خيط يقودها الى الكشف عن جريمة قتل الضحية أمام منزله بزنقة بنغازي بحي كاليفورنيا بالبيضاء. ورغم استماعها إلى عدد من الأسماء والأشخاص لم تستطع فك شفرة جريمة قتل رميا بالرصاص، تناسلت معها الخيوط، ما جعل الشك يبتدئ باحتمال دفاع الجاني أو الجناة عن الشرف، وقادت إلى وضع شاب رهن تدابير الحراسة النظرية وحجز سلاح ناري في ملكية والده، قبل أن يقرر الوكيل العام للملك باستئنافية البيضاء رفع الحراسة النظرية عنه، وأمر الضابطة القضائية بمواصلة البحث لفك لغز جريمة مازالت الى حدود ظهر أمس (الثلاثاء) تطرح أكثر من علامة استفهام. وعجلت واقعة قتل مرداس بالرصاص بالكشف عن معطيات شخصية للرأي العام بعدما كان يتداولها فقط سكان ابن أحمد وبعض أصدقاء الضحية، خصوصا أن العائلة التي جرى الاشتباه فيها كانت تعد إلى وقت قريب من العائلات التي ترتبط مع الهالك بعلاقات «جيدة»، إذ اشتغل الى جانب والد الشاب لدى عائلة أمهال، وولجا عالم السياسة من بابه الواسع، وواصل الضحية تسلق سلالم عالم السياسة والانتخابات ليحصل على عضوية المكتب السياسي للاتحاد الدستوري وتطأ قدماه قبة البرلمان ومجلس جهة الشاوية ورديغة سابقا ومجلس البيضاء سطات حاليا. مسار متشعب لم تستطع معه عناصر الشرطة الوصول بسرعة إلى الحقيقة، خصوصا بعدما تداول أصدقاء المشتبه فيه الأول أشرطة على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد أن الشاب كان موجودا بابن أحمد يشاهد مقابلة في كرة القدم ويتناول معهم أكلة خفيفة بمحلبة بالمدينة، وكانت وحدها مباراة الريال مدريد شاهدا على عدم وجود المشتبه فيه وقت وقوع الجريمة بالبيضاء. قرارممثل سلطة الاتهام برفع الحراسة النظرية عن ابن صديق مرداس طيلة سنوات، عقد من مأمورية البحث، وجعل الشكوك تتجه نحو احتمال تورط شبكة دولية في الجريمة، ما جعل عناصر الشرطة تبحث في سجل سفريات الضحية نحو الخارج وعلاقته ببعض الأشخاص، الشيء الذي دفع إلى إعادة الاستماع إلى زوجته لمرات كثيرة. وقائع جعلت الجهات المكلفة تطرح مجموعة من الفرضيات، سيما أن الضحية كانت تربطه علاقات بشخصيات نافذة في مجالات مختلفة، كما كان يتردد على إسبانيا ودول أخرى، وشمل البحث مسارات سيارته والمسافة التي قطعتها منذ استعمالها الأول من قبل الهالك، وغيرها من الأشياء التي يمكن أن تفيد في البحث، لكن الى حدود ظهر أمس (الثلاثاء) مازالت جريمة قتل مرداس لغزا محيرا. ونسج الهالك علاقات بمنطقة ابن أحمد، مع المواطنين وأعيان القبيلة، عبدت له الطريق للترشح لأول مرة للانتخابات التشريعية خلال 2007، وتمكن من الظفر بمقعد برلماني برمز «الحصان»، بعدما نافس كبار الشخصيات وصقور الانتخابات ومهندسيها، وأضحى اسم مرداس معروفا لدى أبناء الشاوية، وظل يشغل مهمة نائب برلماني إلى حدود 2011، واستطاع الظفر بمقعد لولاية ثانية لكن طعنا انتخابيا جعل المجلس الدستوري يحرمه من الاستمرار فيه. لم تشكل عملية تجريده من الصفة البرلمانية حجر عثرة أمامه، إذ استطاع مواصلة مسار تمثيله لأبناء امزاب من داخل المجلس البلدي والإقليمي، وظل يشغل المنصبين معا إلى حدود الانتخابات الأخيرة، حيث استطاع الظفر بمقعد داخل مجلس النواب باسم حزب الاتحاد الدستوري، بالإضافة الى حصوله على مقعد داخل المجلس الجهوي للبيضاء سطات ومستشارا جماعيا ببلدية ابن أحمد، لكن رصاصات الغدر أوقفت طموحاته، في انتظار أن تفك عناصر الشرطة لغز الجريمة الشنعاء التي اهتز لها الرأي العام الوطني. سليمان الزياني (سطات)

مقتل مرداس… جريمة بين الخيانة والغدر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فتيات ضمن شبكة للنصب عبر فيسبوك

أخبار الصباح

مقالات ذات صلة