حد السوالم… مشاريع التهمت الحدائق والمرافق

السلطات أوقفت التراخيص بعد اكتشافها التنصل من التزامات دفاتر التحملات يدور جدل كبير هذه الأيام بمنطقة حد السوالم التابعة لبرشيد، حول ما ينعته البعض بالفساد، كما طفت إلى السطح حروب بين منعشين عقاريين والبلدية، بعضها وصل إلى القضاء الجنحي، فيما أخرى مازالت في طور جمع الملفات وانتظار اجتماعات اللجان المختصة. «الصباح»، ولاستجلاء الحقيقة، نبشت في وثائق التعمير الممسوكة بعمالة الإقليم ونظيرتها الموجودة في أرشيف الجماعة، للاقتراب أكثر من وقود الحرب الدائرة... مشروعان للبناء حركا كل هذه الضجة، الأول يقع في مركز السوالم، والثاني غير بعيد عنه عند النقطة المسماة الثلاثين، صاحباهما يعتبران الجماعة، في شخص رئيسها، حجرة عثرة أمام إتمام الإجراءات وإنهاء ما يصفانه بالعرقلة، بينما الجماعة تتمسك، بما تعتبره شروطا إجبارية مقرونة بالمشاريع سالفة الذكر، ومن ضمنها بناء مرافق لفائدة الجماعة وتنفيذ ما قيد في دفاتر التحملات سواء في ما يخص الغرض من المشروع أو تشييد المساحات الخضراء أو التقيد بالمواصفات المشروطة حول أشغال تجهيز التهيئة، ومن ضمنها ممرات الراجلين والتقيد بالتصاميم وغيرها. العيوب التي سجلت من قبل اللجان التي زارت أوراش التجزئات وقارنت بين التصاميم وما أنجز على أرض الواقع، تكشف بالملموس، خطورة الوضع، سواء بالنسبة إلى المستثمرين أو رئيس الجماعة، فالأخير لا مسوغ يتيح له الترخيص، وإلا سيكون أمام المساءلة بسبب الخروقات الكبيرة المسجلة على المشروعين، أما المستثمران، فلا يستطيعان الرجوع إلى الوراء وهدم البناية لترك مسافات للمساحات الخضراء الملتهمة ولا استرجاع دكاكين بيعت بعد أن شيدت في مكان موصوف في التصاميم بأنه مسجد، أكثر من ذلك فحتى مقر الهلال الأحمر الموجود في أسفل المشروع المشيد بالمركز، لم ينجز على بقعة مستقلة كما هو في التصميم، بل خصص له دكان في أسفل البناية. بالعودة إلى وثائق المخالفات المسجلة في المشروعين، يظهر أن الجماعة ليست الطرف الوحيد، الذي يمتنع عن الترخيص، بل إن اللجان التي زارت المشروعين، ضمت مسؤولين في الوكالة الحضرية وفي قسم التعمير بالعمالة وغيرهم سجلت العيوب التقنية والواقعية. ففي دجنبر 2016، عقد اجتماع ترأسه العامل، وحضره ممثلو مختلف الأقسام المهتمة، وتم إبلاغ صاحب المشروع المشيد بالمركز والذي يضم ثلاثة أشطر، بمختلف العيوب المسجلة من قبل المصالح المختصة، مع تدارس اقتراحات للخروج بحل يمكن الجماعة من الحفاظ على حقوقها ويسمح في الآن نفسه بالاستجابة إلى طلب صاحب المشروع. أما العيوب المسجلة فتم حصرها في خرق التزام تخصيص الشقق للسكن في كل الطوابق، إذ تم تحويلها إلى مكاتب، وحذفت قاعة للصلاة بالطابق السفلي المخصص للمحلات التجارية توازي مساحتها عدد التجار، حسب المعدل المعمول به قانونا، علما أن المنطقة عرفت ارتفاعا كبيرا في ثمن المتر المربع، أزيد من 30 ألف درهم، ناهيك عن تخصيص بقعة مستقلة من مساحة 46 مترا مربعا وتشييد مقر للهلال الأحمر عليها كما هو مدون في دفتر التحملات، وغيرها من العيوب المتعلقة بالمساحات الخضراء. أما المشروع الثاني فبدوره مر من مراحل عديدة، قبل أن يخرج صاحبه إلى العلن ويدعي بدوره أن الجماعة عرقلته، متمسكا بمحاضر مسروقة من الجماعة نفسها قبل إتمام تعبئتها والتوقيع عليها من قبل كل الأطراف. وحرص عامل الإقليم على انتظام اجتماعات اللجنة المكلفة بإجراء عملية التسليم المؤقت للأشغال، عبر برقيات مختلفة، وعقد اجتماعات عديدة لتدارس وضعية الاستثمار ومختلف الوسائل الكفيلة بالإسراع في إنجاز المشاريع وتسهيل المساطر وفقا للاحترام التام للقوانين والأنظمة. إلا أنه وفي ثلاثة اجتماعات ضمت كل المسؤولين، سجلت العيوب نفسها، وهي عدم إنجاز ممر للراجلين عرضه 8 أمتار بالإسمنت المسلح والزليج وإنجاز الرصيف للتصاميم، وعدم إنجاز قيود الرصيف وعدم إنجاز أشغال المناطق الخضراء ناهيك عن عدم إنجاز «الحدبات». خروقات ظلت العيوب نفسها تتكرر سواء في ملاحظات اجتماع اللجنة التقنية الإقليمية أو في اجتماعات نظيرتها المحلية. وهو ما جعل صاحب المشروع يوجه رسالة في مارس من العام الماضي، يصرح فيه بشروعه منذ السابع من الشهر نفسه، في تهيئة ممر الراجلين ومختلف النقائص المسجلة في المشروع ويطالب بإيفاد لجنة التنسيق. قبل أن يوجه رسالة جديدة في أبريل من السنة نفسها، يطلب دراسة ملفه من جديد للترخيص له، وهو ما كان موضوع إيفاد لجنة إقليمية لإجراء عملية التسليم المؤقت للأشغال، إلا أن اللجنة صادفت مشكلة أخرى تتعلق بالآجال، فالترخيص المسلم للمنعش العقاري مؤرخ في 28 دجنبر 2012، أصبح لاغيا بحكم القانون، وهو ما يستلزم حسب القانون الترخيص من جديد بإحداث التجزئة وأداء الرسوم المستحقة، الشيء الذي رفضه المنعش العقاري محتجا بأن طلبه المتعلق بإجراء عملية التسليم المؤقت تم إيداعه بالجماعة قبل انتهاء مدة صلاحية الرخصة. المصطفى صفر

حد السوالم… مشاريع التهمت الحدائق والمرافق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"يوتوب" يفضح عصابتي سرقة بالخطف

كواليس العودة إلى الاتحاد الإفريقي

مقالات ذات صلة