التطرف يغزو الملاعب الفرنسية

الأمن والاتحاد الفرنسي يدقان ناقوس الخطر ويتخذان إجراءات احترازية دقت السلطات الأمنية والاتحاد الفرنسي لكرة القدم ناقوس الخطر حول انتشار ظاهرة التطرف في ملاعب الهواة، مطالبة مسؤولي الأندية باتخاذ اللازم في حال ظهور لاعبين متطرفين. وفتحت ”فرانس فوتبول”، المجلة الفرنسية المتخصصة، في عددها الأخير هذا الموضوع، كاشفة أن الاتحاد الفرنسي يدرك تماما أن الأمر حقيقي ومخيف بل وتحول إلى ظاهرة. في ألمانيا، حسب المجلة نفسها، تم طرد لاعب من أصول تونسية من فريق ”درامستاد 98”، الممارس بالهواة، لأنه له علاقة مع جمعية ”الأنصار الدولية” المختصة في الأنشطة الانسانية وتحوم حولها شبهات بسبب ارتباطاتها خارج ألمانيا. الخطر القادم قبل سنتين، قدمت المصلحة المركزية للاستعلامات الترابية، المعروفة اختصارا بفرنسا ب SRCT، تقريرا إلى فرانسوا هولاند، الرئيس الفرنسي، من 13 صفحة، بعنوان ”الرياضة موجهة للتطرف والطائفية”. هذا التقرير/الوثيقة يقدم الكثير من سلوكيات عدد من الأندية والأفراد في عدد من الأحياء الحساسة بفرنسا، مقدمة أندية الملاكمة وكرة القدم وكمال الأجسام دليلا على الأمر. وجاء في تحقيق المجلة الفرنسية، ”إذا وثقنا في هذه الوثيقة فإن الأمر شديد الحساسية، خصوصا أن الهواة في كرة القدم لا يمكن استثناؤهم من الاستقطاب الديني والطائفي، خصوصا لفائدة المتطرفين سواء بواسطة اللباس أو الصلاة على أرضية الميدان”. ”هو أمر في غاية الحساسية، تؤكد المجلة، خصوصا في ظل ما عرفته الأراضي الفرنسية من أعمال إرهابية في الفترة الأخيرة”. مراح...الدليل محمد مراح، المتطرف الفرنسي ذو الاصول الجزائرية الذي قتل سبعة أشخاص في مارس 2012، سبق له اللعب لنادي تولوز ميراي، ما يلقي بعض الضوء على هذه الأندية الممارسة بالهواة وبالعصب المنتشرة بالتراب الفرنسي. رغم أن رئيس الفريق نفى أن يكون محمد مراح قد تحول إلى متطرف خلال وجوده بالفريق، مؤكدا أن تولوز ميراي فريق يعنى بالأنشطة الاجتماعية ولا يتلقى أي دعم خارجي. وكشف رشيد العايد ل ”فرانس فوتبول”، ”لا يمكن أن تمنع سكان المنطقة الذين يشكلون الأغلبية من أداء صلواتهم بالنادي، كما أننا بالمقابل نحتفل برأس السنة وبكافة الأعياد المسيحية رغم الامكانات المالية القليلة والتي تزيد من المشاكل الدخيلة على كرة القدم. بالنسبة إلى الفئة العمرية 15-19 سنة لدينا نقص كبير في المؤطرين، وهي الفئة العمرية التي يمكن أن تكون هدفا للمتطرفين لاستقطابهم”. الاتحاد الفرنسي يحقق توصل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم وأندية الهواة المنضوية تحت لوائه وكافة مؤطريه، دليلا من 80 صفحة يؤكد من خلاله ”المعرفة والفهم والتحذير من التطرف”. الدليل الذي أعدته وزارة الشباب والرياضة الفرنسية يشير في الصفحة 27 إلى ”اللقاء الأول لأي جهادي يمكن أن يكون في ناد رياضي أو مسجد أو جمعية أو سجن...”. ويشتغل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم مع المرصد الوطني للجانحين ومع اللجنة الوزارية للوقاية من الجنوح والتطرف، ولذلك قرر في جمعيته العمومية ل 2016 تقوية بعض تشريعاته بخصوص احترام علمانية الدولة الفرنسية. وحاولت ”فرانس فوتبول” أخذ رأي الاتحاد الفرنسي لكن الإجابة كانت واضحة ”رغم الآلاف الموجودين بملاعب الهواة لكن لم يسبق أن تم إشعارنا بأي حادث مرتبط بالتطرف حتى في منافسات كرة القدم المصغرة”. ألمانيا تطرد لاعبا تم طرد أنيس بن هاتيرا من فريق ”درامستاد 98”، الممارس بالهواة، لأنه له علاقة مع جمعية ”الأنصار الدولية” المختصة في الأنشطة الانسانية التي تحوم حولها شبهات بسبب ارتباطاتها خارج ألمانيا. وأثير الأمر نفسه في بريمن حيث يوجد مركز لإيواء اللاجئين، وبهذا الخصوص تقول فيريتا ويتزيل، معالجة بالمركز ”كان هناك أشخاص يرغبون في التطرف لكن حاولنا معهم بالحوار لأن في مثل هذه الحالات يجب أن تفتح نقاشات لإعادتهم إلى جادة الصواب”. ورغم أن هناك حالات قليلة، تؤكد ”فرانس فوتبول”، في ألمانيا إلا أن السلطات هناك تبقى حذرة جدا، خصوصا أن نقابة اللاعبين الألمان اعترفت بوجود حالات لبعض اللاعبين الذين حاولوا الالتحاق ببعض الجماعات السلفية. الكلمة لعلم الاجتماع قام ميدريك شابيتو، باحث ومهتم بالظاهرة ببحث حول فهم ميكانيزمات التطرف في عالم الرياضة بجامعة ساباتيي بتولوز، والذي أكد من خلاله على ضرورة الاستعجال في بحث هذه الظاهرة وإمكانية وجود هذا الخطر من عدمه. وأكد ل ”فرانس فوتبول”، ”يجب بحث هل انتقلنا من الطائفية الرياضية الجمهورية إلى الطائفية الدينية، وهي المرحلة الأخيرة قبل التطرف”. ويصر ميدريك شابيتو على إحداث وكالة للأمن الرياضي ”من أجل تحديد مخاطر التطرف الرياضي ووضع الهياكل الخاصة بالتربية والتكوين”. ترجمة: أحمد نعيم أرضية خصبة للتطرف يجمع المختصون على أن التطرف وجد أرضية خصبة لانتشاره في الأحياء المنعزلة ما جعل الكثير من شباب الضواحي من الجالية المسلمة، أو من الفرنسيين الذين اعتنقوا الإسلام يسافرون إلى سوريا بهدف الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والمعروف اختصارا باسم ”داعش” ما يعني أن الفكر الجهادي المتشدد بات يشكل فعلا تهديدا مباشرا لفرنسا وأوربا داخليا. وهو ما دفع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إلى الإعلان عن خطة مستعجلة تستهدف إعادة تأهيل وهيكلة الأحياء السكنية الهامشية في ضواحي المدن الفرنسية ذات الكثافة السكانية المهاجرة والمسلمة، من بينها أحياء توصف بالساخنة في الضواحي الباريسية ضمن خطوة تسعى من خلالها الحكومة إلى إعادة الاعتبار لسكان هذه الأحياء. وتبلغ الميزانية المرصودة للمشروع نحو خمسة ملايير أورو خطوة أولى، على أن تتبعها خطط مماثلة ليصل مجموع المبالغ الإجمالية المرصودة نحو عشرين مليار أورو سيجري استثمارها على مراحل عدة. وترمي الخطة إلى إعادة هيكلة وتأهيل نحو 200 حي سكني تصنفها السلطات ضمن دائرة الأحياء السكنية الساخنة والملتهبة، التي تعاني خللا في البنية الحضرية، وهي الأحياء ذاتها التي تشير إليها وسائل الإعلام الفرنسية باستمرار كلما تعلق الأمر بحياة الجالية المسلمة والمهاجرة.

التطرف يغزو الملاعب الفرنسية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الوداد بخنيفرة للانفراد بالزعامة

جامعة الكرة الحديدية تقدم حصيلتها

مقالات ذات صلة