باسم “الربطة”… دُمرت حياتها

فوجئت بوجهه الحقيقي بعدما ذكرته بوعده لها وأنها تنتظر منه طفلا لقاء وتعارف ثم حب وغرام، لينقلب الأمر إلى دموع وحزن وألم وفي الأخير فراق «الشمتة». إنها أبرز المشاعر التي عاشتها سكينة (25 سنة)، قبل أن تجد نفسها ضحية «حب»، أثمر معاناة لا تنتهي. ابنة أحد الأحياء الشعبية بالبيضاء، انقلبت حياتها رأسا على عقب، بعدما وهبتها لشخص أحبته حبا صادقا، وجعلته محور حياتها. بعد أشهر من «الكلام الزوين والمعسّل»، كشّر «الحبيب المفترض» عن أنيابه، وأظهر، كما قالت سكينة، "وجهه الحقيقي". تقول الشابة، التي ما زالت تعاني تبعات قصة حب فاشلة، دمرتها نفسيا واجتماعيا، إن الشاب الذي وهبته ثقتها، خدعها وأوهمها بأنها المرأة التي كان يبحث عنها، والتي لن يتخلى عنها مهما كان الثمن، وهو الأمر الذي جعلها، باسم الحب، تنفذ طلباته دون تردد. "قال إنني سأصبح، بعد أشهر قليلة، زوجته، ولن يفرق أحد بيننا، مهما كانت الظروف، وليثبت حسن نيته، عرفني على أخته الكبرى، والتي كان يعتبرها بمثابة والدته التي فارقت الحياة"، تقول سكينة إنها كانت على علم بتفاصيل حياته العائلية والمهنية أيضا، قبل أن تضيف أنها "لم تشك في صدقه وحبه لها"، وهو الأمر الذي استغله لتنفيذ "مخططه". تتذكر سكينة الماضي، وتلملم جراحها، غير قادرة على نسيان التفاصيل الصغيرة، مؤكدة أن حقيقة "حبيبها" المرة، اكتشفتها مباشرة بعدما أخبرته أنه حان الوقت ليعقد قرانه عليها، سيما أن عائلتها تستفسرها عن سبب رفض الزواج من شخص تقدم لخطبتها "كيف كان من الممكن أن أقبل بزوج غير الذي أحببته، بعدما فقدت بكارتي، خلال المغامرات الجنسية التي خضتها معه ظنا أنه رجل حياتي؟". فمباشرة بعدما ألحت على موضوع الزواج، تغيرت معاملته لها، وصار شخصا آخر، لا يرد على اتصالاتها الهاتفية، والأكثر من ذلك يتهرب من لقائها بحجة أن مشكلا في العمل يحول دون ذلك، حتى اكتشفت أنها حامل، وفي الشهر الثاني، هنا كانت المفاجأة الكبرى"، على حد تعبير سكينة، مسترسلة "واجهته بالأمر، لكنه رفض الاعتراف بأنه والد جنيني، وقال لي بالحرف "سيري شوفي شكون باه، راه كفما مشيتي معايا غادي تمشي مع غيري". لم تستوعب سكينة ما جاء على لسان "حبيبها"، إذ ظنت، حينها، أنها في كابوس "تذكرت في تلك اللحظة، كل الكلمات الجميلة التي قالها لي ذات يوم، وكيف أقسم أنه لن يتخلى عني. تذكرت عائلتي، وكيف ستكون ردة فعلها إذا علمت أنني استغللت ثقتها "باش نجيب ليها الفضيحة". لم يبق أمام سكينة، حل سوى التخلص من الجنين، وهو الأمر الذي كان سيكلفها حياتها، لولا تدخل عائلتها في الوقت المناسب، إذ نقلت، في حالة حرجة، إلى المستشفى في الوقت الذي كانت تحاول فيه التخلص من الجنين بطرق تقليدية. من طرف واحد مؤشرات كثيرة كانت تؤكد أنها ترغب في وضع نقطة النهاية لعلاقتهما، إلا أنه كان يتجاهلها، رافضا تقبل الأمر، والتفكير في أنها من الممكن أن تتخذ قرارا من هذا النوع، سيما أنه كان "يعشقها"، وعلى استعداد أن يقوم بأي شيء مقابل أن تستمر علاقتهما. كل تصرف كانت تقوم به، كان يوسف يجد له «ألف مبرر»، فالحب أعمى بصيرته، وجعله «تحت الصباط"، ودون شخصية أمام طلباتها المتكررة، والمبالغ فيها، في الكثير من الحالات. لم يكن يوسف يرى في حبيبته "عيوبا"، كانت، في نظره "كاملة الأوصاف"، ملاكا يمشي فوق الأرض، من المستحيل أن يترك أحدا يقترب منها، إلى درجة أنه خطط للزواج منها، وتكوين أسرة معها، دون أن يفاتحها في الموضوع. دخل يوسف في حالة اكتئاب، أمام إصرارها، رغم محاولاته الكثيرة للتراجع عن قرارها، على إنهاء علاقتهما، كان من الصعب تجاوزها دون اللجوء إلى معالج نفساني. اعترفت له أمام تمسكه بها، واستعداده للقيام بأي شيء من أجلها، أنها تحب شخصا آخر، دخل إلى حياتها بالصدفة، وعجزت عن التوقف في التفكير فيه. اسودت الحياة في عيني يوسف، بعدما علم بالحقيقة المُرة، فترك الماضي، خلفه، لكن الذكريات ما زالت عالقة في ذاكرته. كل مرة يتذكر تفاصيل حب، اكتشف أنه من طرف واحد، وقصة بطلتها فتاة مازالت تحرك مشاعره، رغم مرور سنوات على لحظة الفراق. إيمان رضيف

باسم “الربطة”… دُمرت حياتها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ترامب يتراجع عن تهديداته للصين

"الكاكي" يمنع تساقط الشعر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات