العالمية تأكل أبناءها

تغييرات المدربين وصفقات فاشلة للاعبين حولت النادي إلى أرنب سباق كان 21 دجنبر 2013، حدثا تاريخيا للرجاء، رغم الخسارة بهدفين لصفر أمام بطل أوربا بايرن ميونيخ الألماني. خرجت الملايين في كل المدن المغربية تهلل بهذا الإنجاز، وقتها أقسم الجميع أننا أمام قفزة تاريخية للرقي بكرة القدم، لكن ما حدث للرجاء في ما بعد، اعتبر كارثة. كانت بوادر ما بعد المونديال توحي أن الرجاء وجد ضالته نحو تكوين فريق قوي بكل المواصفات، لاعبون من الطراز العالي، ومدرب محنك في شخص التونسي فوزي البنزرتي، رغم الخروج المذل من عصبة الأبطال الإفريقية أمام حوريا كوناكري الغيني. وقع الرجاء بعد المونديال على إياب بطولة ناجح، ونجح في تقليص فارق 16 نقطة عن المغرب التطواني، بل ذله بخماسية تاريخية، جعلت حسم اللقب يتأجل إلى الدورة الأخيرة، قبل أن تحسمه تطوان في ظروف "غامضة" حسب جميع الرجاويين، بل والبنزرتي نفسه. كانت أول الأخطاء عدم التجديد للبنزرتي، لقيادة الرجاء في الموسم الموالي، بحجة أنه طالب بمبالغ مالية كبيرة، وحل محله الجزائري عبد الحق بنشيخة، كما احترف ألمع نجوم الفريق وعلى رأسهم محسن متولي، وعوضوا بانتدابات "فاشلة" وبالملايين، وبعد دورات معدودة استقال بنشيخة لتدخل الرجاء مرحلة الفوضى والعشوائية. ستعيش جماهير الرجاء حالة صدمة وذهول، وهي ترى فريقها يتهاوى في صمت، فتدخل المكتب المسير لامتصاص هذا الغضب، ووعد الجماهير بلقب البطولة، ساخرا من الغريم الذي كان يحتل الرتبة الأولى في ترتيب البطولة، أنه مجرد "أرنب سباق". الثقة العمياء للمسيرين بضمان اللقب، بناء على اتفاق "سري" كما روج الرجاويون، جعلتهم يراهنون على ورقة مدرب فقد بريقه وهو البرتغالي جوزي روماو، الذي نجح في كسب مباريات في البداية، حولت الوهم إلى حقيقة مؤقتا، قبل أن يستفيق الجميع على مسلسل من الإخفاقات، وصل مداه بـ"مهزلة" سطيف الجزائرية، بعد خروج مذل من عصبة الأبطال، وانتهى باحتلال الصف التاسع في البطولة الوطنية. حاول مكتب بودريقة تصحيح الوضع، بعد انتقادات عديدة، إذ راهن هذه المرة على المدرسة الهولندية بالتعاقد مع رودي كرول، وعقد صفقات بمبالغ خرافية، منها صفقة الثلاثي الغاني أسامواه ومحمد أوال وياكوبو، المثيرة للجدل، والتعاقد مع أنس الزنيتي لحراسة مرمى الخضر، لكن تبقى صفقة يوسف القديوي وأحمد جحوح، أكثر إثارة للجدل، بعد أن تم جلبهما بمليار سنتيم لكل واحد، رغم أن الفريق لم يستفد من خدماتهما في ما بعد. كانت البداية موفقة، أول قطرة غيث كأس شمال إفريقيا بفريق طعم بالشباب، حدث أعاد للجماهير الرجاوية فرحتها وتنبؤها بعالمية جديدة، لكن بعد الخروج المذل من كأس العرش على يد الفتح الرباطي، سيجد كرول نفسه خارج أسوار القلعة الخضراء، ويدخل الفريق مجددا سلسلة من الهزائم. استنجد بودريقة برشيد الطاوسي وعزيز الخياطي لإنقاذ الموسم الرياضي، تحت تبرير "الانفتاح" على الأطر الوطنية. كانت البداية صعبة، وهزائم متتالية، لكن مع توقف البطولة بعد نهاية الشطر الأول والتعاقد مع النيجيري "بابا توندي" وإعادة ابن بلده "أوساغونا" وضم كوشام من الدفاع الجديدي، تم تصحيح الأخطاء، وعاد الفريق للواجهة، فنافس بشدة على اللقب لكن الأمتار الأخيرة خانته، فضاع اللقب ومركز يؤهله للمشاركة الإفريقية. غادر بودريقة الرجاء، وحل محله سعيد حسبان، بعد أن رفض الجميع تحمل المسؤولية. أول خطوة قام بها إعفاء الطاوسي والخياطي من قيادة الرجاء، واستنجد بامحمد فاخر. استبشر الرجاويون بعهد جديد يقطع مع سنوات العشوائية والفوضى في التسيير، إلا أن خرجات حسبان الإعلامية في بداية مهامه وحجم الأزمة، فرملت "انطلاقة الرجاء". فجأة فجر اللاعبون فضيحة مدوية بأنهم لم يتسلموا مستحقاتهم والتي تقدر بالملايين من المكتب السابق، منهم من قاضى الرجاء أمام "فيفا"، في حين هدد آخرون بمغادرة الفريق. رد فعل حسبان جاء واضحا، بأنه لا يملك المال ولن يسدد ديونا تورط فيها بودريقة، لتشتد الحرب بين حسبان وبودريقة، ما زالت مستعرة إلى اليوم. مصطفى لطفي

العالمية تأكل أبناءها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الوفا يتهم موظفي الوزارة بخيانة الوطن

نتائج وترتيب البطولة بعد الدورة 16

مقالات ذات صلة