سلطـات البيضـاء تمحـو “اشنيـدر”

القوات العمومية نفذت قرار إفراغ 180 أسرة وسط إغماءات وبكاء النساء والأطفال تواصلت عمليات إفراغ 180 أسرة بحي اشنيدر بالحي الحسني بالبيضاء، طيلة صباح أول أمس (الثلاثاء)، وسط احتجاجات السكان، الذين وجدوا أنفسهم في وضعية تشرد، وهدر مدرسي لأبنائهم، بعد تنفيذ حكم قضائي ابتدائي بالإفراغ. وقال أحد السكان، أجليت أسرته من البيت الذي أقامت فيه منذ 1955، وتوارثه الأبناء عن الآباء، إن المتضررين عولوا على الحكم الاستئنافي، الذي حدد زوال اليوم نفسه للنطق به، غير أن عمالة الحي الحسني استنفرت القوات العمومية لتنفيذ القرار الابتدائي، وإجلاء الأسر وهدم المنازل. واستعانت السلطات بسيارة قطر لإبعاد سيارة أوقفها بعض السكان في عرض الشارع، لمنع تنفيذ قرار هدم المنازل وإجلاء السكان، كما طوقت عشرات عناصر التدخل السريع المنطقة السكنية التي تضم 60 بيتا، وفرتها شركة خاصة في البناء والعقار لعمالها. وحسب أحد المتضررين، فإن الحي "لم يبن بشكل عشوائي، بل هي منازل وفرتها الشركة لعمالها، ووعدتهم بتمليكهم إياها، غير أنها باعت العقار الذي تزيد مساحته عن ستة هكتارات إلى ابنة وزير سابق دون علمهم". وأرجع السكان احتجاجاتهم، رغم تعويضهم ببقع أرضية بجماعة أولاد صالح تصل مساحتها إلى 84 مترا مربعا، إلى إلزامهم بالمساهمة بمليونين ونصف مليون سنتيم، إضافة إلى البحث عن مقاولين شركاء يهتمون ببناء البيت لهم، "منذ هذه اللحظة سنعيش في الشارع، ليس لنا ملاذ، كان عليهم على الأقل أن يوفروا لنا بديلا إلى غاية حل مشكل الإيواء، أو تعويضنا ماليا، في ظل غلاء أسعار كراء الشقق"، يقول أحد السكان، مضيفا أن ممثليهم طالبوا مرارا بالجلوس إلى طاولة الحوار مع مالكة العقار، غير أن السلطة رفضت ذلك، واعتبرتهم محتلين. من جهته تحدث متضرر آخر عن معاناة آبائهم أمراضا مهنية نتيجة عملهم في ظروف غير صحية، مضيفا أن أغلبهم توفي قبل التقاعد نتيجة إصابتهم بأمراض خطيرة، وأنهم عاشوا على أمل أن تملكهم الشركة البيوت التي أقاموا فيها، "لكنها باعت العقار بثمن بخس ودون استشارتهم، إذ لو اقترحت عليهم آنذاك أداء هذا الثمن لاقتنوها لأنفسهم، عوض العيش على أمل كاذب". ووعدت مالكة العقار في العقد الذي أبرمته مع الشركة بتعويض السكان، غير أن "اقتناءها بقعة أرضية لفائدتنا بأولاد صالح لم يكن تعويضا مناسبا، نظرا لعوز أغلبنا، وعدم قدرتنا على البحث عن بديل بعد تنفيذ قرار الإفراغ". وشرعت السلطات في عملية تنفيذ قرار هدم 60 منزلا باشنيدر الحي الحسني، في وقت مبكر، إذ بدأت بهدم محل لتموين الحفلات، ثم بيت رئيس جمعية اعترض بشدة على العملية، قبل أن تواصل العملية وسط بكاء النساء وإغماءات بعضهن، فيما نفذت بعض الأسر القرار من تلقاء نفسها قبل تدخل القوات العمومية لإجلائها. ضحى زين الدين

سلطـات البيضـاء تمحـو “اشنيـدر”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إحباط تهريب 3 مهاجرين سريين لسبتة

الحبس لمروج مخدرات بشيشاوة

مقالات ذات صلة