كندا تبرئ المغربي من ارتكاب مجزرة المسجد

اعتبرته شاهدا على العملية التي ارتكبها يميني متطرف وأحد الموتى مغربي بائع لحوم خرجت أجهزة الأمن الكندي، مساء أول أمس (الاثنين)، عن صمتها إزاء وضعية محمد بلخضر، المواطن من أصل مغربي، الذي اعتقلته وصرح ضباط فيها للإعلام الدولي أنه متهم، فقالت رسميا إنه مجرد شاهد على العملية، ليكون بذلك آلكسندر بيصونيت، المواطن الكيبيكي، المتهم الوحيد بارتكاب الهجوم المسلح، الذي قضى فيه من أصل مغربي وجزائريان وتونسي وغينيان. وفيما برأت الشرطة الكندية الشاب المغربي، تقرر رسميا، في المقابل، توجيه 11 تهمة متعلقة بـ»القتل العمد» إلى الشاب الكندي، البالغ 27 سنة، على خلفية الهجوم، الذي اعتبرته السلطات والشعب الكندي، عملا إرهابيا، راح ضحيته ستة قتلى، وثمانية جرحى، من أصل 40 مصليا استهدفهم الهجوم، الذي يحمل مرتكبه، قناعات يمينية متطرفة تعادي المسلمين والأجانب. ويدرس المتهم الذي اعترف للشرطة بأفعاله وسلم نفسه لها بالاتصال برقم الطوارئ محددا وجوده فوق قنطرة بالمدينة لحظات قليلة بعد تنفيذه الهجوم، بشعبة العلوم السياسية في جامعة «لافال» القريبة من المركز الثقافي الإسلامي بكيبك، مسرح الحادث الدموي، الذي توفي فيه المغربي عز الدين حسن (57 سنة)، وكان يعيش في كندا منذ 30 سنة ويملك محل جزارة قرب المسجد. وبالموازاة مع توجيه الاتهام إلى آلكسندر بوصينيت، الذي يناصر مد اليمين الشعبوي المتطرف بالدول الغربية، يواصل فريق مختلط من 80 رجل أمن ينتمون إلى أجهزة الشرطة الفدرالية والدرك الملكي الكندي، تحقيقاتهم المعمقة في القضية، سعيا وراء تحديد كافة ملابسات الحادث وارتباطات المتهم الرئيسي. وفيما يعني ذلك، إمكانية اعتقال أشخاص آخرين، علما أن المسجد المستهدف سبق أن كان موضوع عملية استفزاز عنصري في رمضان، تمثلت في تدنيسه برأس خنزير من قبل مجهولين، كشفت الصحافة الكندية، بعد تحليل حسابات المتهم الرئيسي في شبكات التواصل الاجتماعي، أنه طالما عبر عن أفكاره اليمينية المتطرفة، وأبدى مساندة وإعجابا بدونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، ومارين لوبين، زعيمة الجبهة الوطنية واليمين المتطرف بفرنسا. وقامت السلطات الكندية بتعامل غير مسبوق لدولة غربية مع حادث إرهابي يرتكبه اليمين المتطرف ضد المسلمين، فأكد عمر لبشريت، الصحافي المغربي المقيم بكندا، في تدوينات بـ»فيسبوك»، إن الرسالة والصورة، التي عكستها اللقاءات الرسمية لمسؤولي كندا بعد الحادث، «كانت واضحة ومؤثرة ومليئة بالمشاعر»، من خلال «اصطفاف كافة الاحزاب والمسؤولين والهيئات والأديان وراء مواطنيهم المسلمين وممثلي الجمعيات الإسلامية، قطعا للطريق أمام خطاب التقسيم والاستقطاب والتبشير على حساب مأساة المسجد». وشدد المتحدث من قلب الحدث، على أن قرارات الرئيس الأمريكي الجديد والعملية الإرهابية ضد مسجد كيبك، «حركت موجة عارمة من التضامن والالتفاف والتعاطف مع المسلمين، وهو تعاطف واحتضان، كانت الجاليات والمواطنون المسلمون في أمس الحاجة إليه، بعد سنوات من الشك والريبة اتجاههم، والتهجم أحيانا، إثر العمليات الإرهابية التي شنتها داعش والقاعدة عبر العالم». وتأتي تلك التطورات، في وقت أعربت فيه دول ومنظمات دولية عن إدانتها للهجوم الذي استهدف المسحد، فقال الرئيس الفرنسي في تغريدة على تويتر: «أدين بأشد العبارات الهجوم الشنيع الذي استهدف مسجدا في كيبك»، معتبرا أن «الإرهابيين أرادوا ضرب روح السلم والانفتاح لدى سكان كيبك»، وأيده جون مارك أيرو، وزير خارجيته، بدعوته إلى «التصدي للكراهية والهمجية». وتنضاف التصريحات الفرنسية إلى أخرى سابقة أدلى بها جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي، في بيان له، أول أمس (الاثنين)، لم يتردد فيها في تصنيف الاعتداء، عملا إرهابيا، فقال إن الحكومة «تدين هذا الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسلمين موجودين في مكان عبادة وملاذ»، معبرا عن «التعازي الحارة إلى عائلات وأصدقاء القتلى»، وتمنيات «الشفاء العاجل للجرحى». امحمد خيي

كندا تبرئ المغربي من ارتكاب مجزرة المسجد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

استنفار بسبب لباس الدرك الملكي بمراكش

الأرصاد الجوية تحذر المغاربة من "ميني تسونامي" اليوم

مقالات ذات صلة