فضاءات للمتعة وتجريب الحظ ومرتع للمهربين وتجار المخدرات لتبييض أموالهم تستقطب قاعات القمار المرخصة، أو"السرية" مزيدا من "الجماهير" تلهث، كل ليلة، على كسب رهان الأوراق و"الفيتشات" الرابحة، متحلقين حول طاولات «البلاك جاك" و"الروليت" وبـ"بوكر" و"تكساس هولدم" و"فيوفر"، أو متسمرين قرب آلات وماكينات الحظ (السلوت) و"تكساس هولد" و"كينغ كونغ"، أو متابعين أنامل فتيات «الديلر" التي تتحرك بخفة في كل الاتجاهات، ومعها قلوب تنبض بقوة، خوفا من الخسارة. الجلبة لا تهدأ في أغلب كازينوهات طنجة ومراكش وأكادير والجديدة وبعض الفنادق والنوادي المصنفة، أو داخل الشقق والفيلات المعدة لهذا الغرض بالبيضاء وفاس ومكناس، أو في الضيعات وضواحي المدن بعيدا، عن أعين رجال الأمن والدرك والمتلصصين. منذ سنوات، كان المقامرون يجتهدون كثيرا في إخفاء «بليتهم"، ويتجهون خلسة إلى الأماكن المخصصة لذلك في حرص شديد خوفا من افتضاح أمرهم، أما اليوم، فأضحى القمار مصدر مباهاة بين عدد من المغاربة، لا يخجلون في استعراض أسماء الكازينوهات التي يرتادونها داخل المغرب وخارجه، وأنواع اللعب التي يتقنونها، وقيمة الأموال التي «ينفقونها" كل ليلة. وأضحى القمار، بهذا الشكل، جزءا من نمط حياة التي لا تكتمل إلا بضخ أموال طائلة في ماكينات الحظ و"السويرتي" وفوق طاولات الورق لتجريب متعة الربح والخسارة معا وسط أجواء وفضاءات يحكمها قانون التنافس والتباهي والمزايدة في ما بين المقامرين. في العشر سنوات الأخيرة، انضافت إلى هذه الشريحة، فئة أخرى من المغاربة من صنف «محدثي النعمة" الذين اكشتفوا بالصدفة أنهم «أغنياء" بضربة حظ بفضل الاستثمار في العقار، أو الفلاحة والصيد البحري، فأبوا إلا أن يلعبوا اللعبة كاملة، ثم صنف آخر من لصوص المال العام أو الخاص وتجار المخدرات والتهريب والاقتصاد غير المهيكل الذين يجدون في فضاءات القمار فرصة لتبييض أموالهم وتنظيفها من القذارة، في أفق استثمارها من جديد. يوسف الساكت