سلاح الضغط بالمهاجرين ينقلب على الجزائر

النيجر تنتفض ضد ابتزاز بوتفليقة وتساند عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي قطفت الجزائر، ثمارا عكسية من عملية الضغط وا لابتزاز، التي شنتهاعلى جارتها النيجر، بترحيل 400 مهاجر ولاجئ إليها بغرض دفعها إلى مواصلة التزام الحياد في معركة عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وفي سباق انتخاب رئيس جديد لمفوضية الاتحاد الإفريقي المرتقب يناير المقبل. وحدث ذلك، بأن سارعت النيجر، التي كانت قبل أسابيع ضمن لائحةدول لا تعترف بـ”بوليساريو” لكنها لم توقع على توصية مساندة عودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي،السبت الماضي، إلى إعلان إشادتها بعودة المغرب، وترحيبها به في المنظمة الإفريقية، من أجل تعزيز العمل الإفريقي المشترك. ويكشف التوقيت الذي اختارته النيجر لإعلان موقفها، ممثلا في لحظة وصول وتسلم المساعدات الإنسانية التي أمر جلالة الملك محمد السادس، الخميس الماضي، ببعثها لها وإلى المهاجرين المطرودين من الجزائر، بأنها التقطت إشارة المغرب، بأنه واع بعقيدة الابتزاز التي تحكمت في قرار الجزائر، ولن يتخلى عن النيجر، ما عجل بتحررها من الضغط الجزائري وإعلان مساندة المغرب. وأعلن قرار النيجر، من قبل محمد بوشا، الوزير المنتدب لدى وزير الفلاحة وتربية الماشية، بقوله عقب مراسم استقبال أول شحنة من المساعدات الإنسانية العاجلة التي أرسلها المغرب للمهاجرين المتحدرين من جنوب الصحراء والذين تم ترحيلهم نحو النيجر، إن “المملكة المغربية لا يمكنها أن تكون خارج العمل المشترك لإفريقيا”. وشدد المتحدثلى “حق المغرب في استعادة مقعده داخل الاتحاد الإفريقي”، وهي الاستعادة التي “ستساهم بكل تأكيد في تعزيز التعاون والعمل الإفريقي المشترك”، وفي زمن تعد فيه “إفريقيا مدعوة، أكثر من أي وقت مضى إلى الاتحاد من أجل تدعيم العمل الاقتصادي والاجتماعي ورفع التحديات الحالية والمهمة للغاية”، من قبيل الإرهاب، الذي “لا يمكننا مكافحته إلا بالتوحد ومساعدة بعضنا البعض”. ويشكل موقف حكومة النيجر، ضربة قاضية للجزائر، التي سعت من وراء ترحيل 1400 لاجئ ومهاجر إلى ولاية أكاديز بالنيجر، الضغط عليها، وفق ما كشفه، سابقا، لـ”الصباح”، الموساوي العجلاوي، من مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط. فبالنسبة إلى الخبير المتخصص في الشؤون الإفريقية، كانت عملية الترحيل الفجائي وغير المبرر للمهاجرين واللاجئين من الجزائر، جزءا من عملية ابتزاز وضغط، تقوم بها الجزائر ضد الدول المجاورة لها، من أجل حملها على معاكسة رغبة المغرب في العودة إلى الاتحاد الإفريقي، ولدفعها إلى التصويت على الكينية أمينة محمد، مرشحة محور الجزائر لمفوضية الاتحاد الإفريقي، ضد مرشح المغرب وحلفائه، عبد الله باتيلي، وزير خارجية السينغال السابق. وبدا المغرب، منذ الوهلة الأولى، واعيا بخلفية الضغط والابتزاز اللذين تحكما في ترحيل الجزائر للمهاجرين إلى النيجر، فدخل على الخط، ووجه إشارة على أن بلادنا، متضامنة وستعين النيجر على معالجة الوضع، فكانت البداية بصدور أوامر ملكية بمنح مساعدة عاجلة لفائدة المطرودين من الجزائر والموجودين في هشاشة قصوى بالنيجر، بهدف “مساعدتها على مواجهة وضعية استثنائية قد تعرف تطورا إنسانيا مأساويا”. يشارإلى أن معركة انتخابات المفوضية الإفريقية، حاسمة في جهود المغرب من أجل استعادة مقعده في الاتحاد الإفريقي، فهي على غرار المفوضية الأوروبية، تمثل الجهاز التنفيذي للاتحاد الإفريقي، تسيطر عليها الجزائر وجنوب إفريقيا، وتتكون من رئيس ونائب للرئيس، وثمانية مفوضيات فرعية، تعتبر المطبخ الفعلي لقرارات القمم الإفريقية، ومن أبرزها مفوضية مجلس السلم والأمن الإفريقي، وهي الأهم، لأنها معنية بالصراع وإدارته والتوصل لحلول لمشاكل الصراع في القارة ومكافحة الإرهاب. امحمد خيي

سلاح الضغط بالمهاجرين ينقلب على الجزائر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفكيـك عصابـة "القرقـارات"

بان كي مون يفتعل أزمة مع المغرب قبل رحيله

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات