بان كي مون يفتعل أزمة مع المغرب قبل رحيله

عاد الأمين العام الأممي، المنتهية ولايته، إلى افتعال أزمة سياسية جديدة مع المغرب قبل رحيله. وأقحم بان كي مون اسم المغرب في انتقاداته الموجهة إلى أعضاء مجلس الأمن بسبب الخلافات التي وقعت بين الأعضاء بشأن عدد من القضايا الدولية المعروضة على المجلس. وتحدث الأمين العام عما وصفه بـ”غياب موقف موحد” بخصوص ما حدث مع الرباط حينما قررت طرد أعضاء البعثة الأممية (قوات المينورسو) من الصحراء وفشل أعضاء المجلس في استصدار موقف موحد كان يريده بان كي مون أن يحمل إدانة صريحة للمغرب، ويدفع في اتجاه تبني بلاغ شديد اللهجة ردا على ترحيل أعضاء قوات المينورسو. وفي سياق سعيه لانتقاد المغرب مجددا، أشار بان كي مون في بيان له، إلى أن غياب مواقف موحدة لمجلس الأمن، كما حدث في قضية الصحراء، قد تكون له عواقب كبيرة، مضيفا أن قوة المجلس تكمن في وحدته، قائلا إن “مجلس الأمن يصبح أقوى عندما يكون متحدا”، ذلك أن السياق الذي وردت فيه هذه التصريحات، وربطها بالمغرب يجعلها اتهامات مباشرة يحاول من خلالها الأمين العام المنتهية ولايته، الالتفاف على المسببات الحقيقية لاندلاع أزمة بعثة المينورسو، وذلك بعد أن تورط شخصيا في تفجيرها على خلفية تصريحات لا مسؤولة وغير محايدة وصف فيها سيادة المغرب على أراضيه في الأقاليم الجنوبية بـ”الاحتلال”، وهي العبارة التي حاول جاهدا تصحيحها تارة بالادعاء أنها صدرت في لحظة تعاطف مع ما يعيشه سكان المخيمات، وتارة أخرى بتحميل فريقه مسؤولية ما وقع باعتباره غير ملم تماما بملف نزاع الصحراء. ويلمح بان كي مون إلى فشله في استصدار قرار يضغط على المغرب، في قضية عودة الشق المدني لقوات البعثة الأممية إلى الصحراء، إذ انقسم أعضاء مجلس الأمن حول المقترح الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية، وتضمن عبارات شديدة اللهجة ضد الرباط بسبب أزمة المينورسو، إلا أن فرنسا تدخلت بقوة من أجل تلطيف لغة البيان واقترحت بديلا متوازنا، ينص على تمديد بعثة الأمم المتحدة سنة إضافية وعودة أعضائها، بموجب القرار 2285، علاوة على رفع المدة الخاصة بترتيبات عودة المينورسو، من شهرين إلى ثلاثة أشهر، وتفادي عقوبات ضد المغرب إذا لم يستجب لمطلب العودة، بالإضافة إلى إشادة صريحة بتقدم حقوق الإنسان في حواضر الصحراء المغربية. ويبدو أن الأمين العام الأممي قصد إثارة أزمته مع المغرب، من أجل إثارة مسؤولية أعضاء مجلس الأمن في هذه النازلة، رغم أن الاتفاق بشأن عودة قوات المينورسو إلى الصحراء دخل حيز التنفيذ. إلا أن هذه التصريحات تخلو من أية أهمية بعد انتخاب أمين عام جديد للأمم المتحدة، وهو البرتغالي أنطونيو غوتيريس، الذي يدرك جيدا كواليس نزاع الصحراء، من موقعه السابق مفوضا أمميا لشؤون اللاجئين، إذ كان أول من أثار قضية إحصاء اللاجئين في مخيمات تندوف، وهو المقترح الذي أثار غضب السلطات الجزائرية، إذ رفضت علانية إحصاء فوق ترابها، واعترضت على منحهم وثائق هوية تثبت صفتهم لاجئين. إحسان الحافظي

بان كي مون يفتعل أزمة مع المغرب قبل رحيله

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سلاح الضغط بالمهاجرين ينقلب على الجزائر

خنزير يهاجم فنانا شعبيا بتاونات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات