مهنيون يعلنون احتضار مهرجان مراكش

اختتم دورته 16 بفوز صيني ونقاشات القفطان و "التنورة" القصيرة تطغى على الدورة اختتم مهرجان مراكش الدولي للفيلم، فعاليات دورته 16، السبت الماضي، بفوز الفيلم الصيني «المتبرع»، بالنجمة الذهبية للمهرجان، وهو من إخراج زونغ كيوو. وهو التتويج الذي يأتي وسط انتقادات واسعة من صحافيين ونقاد ومتتبعين للشأن السينمائي، حول مستوى الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان هذه السنة، والتي لا ترقى، حسب قولهم، إلى مستوى العرض في مهرجان دولي يحترم نفسه. «الصباح» تعرض في الورقة التالية حصيلة عامة للدورة 16 من المهرجان، والتي اعتبرها الكثيرون «أفشل» دورة في تاريخه. بإعلان المهرجان الدولي للفيلم بمراكش جائزته الكبرى السبت الماضي التي حصل عليها الفيلم الصيني «المتبرع»، يكون قد أسدل الستار على فعاليات دورته 16، التي غاب عنها الحديث عن السينما، وتم التركيز بدل ذلك على نقاشات هامشية حول ملابس عارضات الأزياء ومدى توفق الممثلات في المرور على البساط الأحمر، ومعارك جانبية حول سعد لمجرد وبطاقات الدعوات إلى سهرات المهرجان «الباذخة»، وهي النقاشات التي كانت حاضرة دائما في الدورات السابقة، لكنها، هذه السنة، طغت على دورته 16، التي مرّت بشكل باهت، واعتبرها الكثير من المتتبعين والعارفين بالمهرجان منذ بداياته، أنها «أفشل» دورة في تاريخه. "عمّي"... "شوهة" الدورة 16 كانت أقوى لحظات الدورة 16، الليلة المغربية، التي تم خلالها تكريم الفنان الفكاهي عبد الرحيم التونسي، المعروف بعبد الرؤوف، وذكرى المخرج الراحل عبد الله المصباحي، وهي الليلة التي كانت مؤثرة جدا، وعرفت حضورا مكثفا للجمهور الحاضر في المهرجان، عكس باقي الأيام الأخرى، التي ظلت مقاعد قاعة قصر المؤتمرات فيها فارغة، واضطرت إدارة المهرجان إلى إدخال الجمهور ب»البادجات»، لملء القاعة. ولم يفهم عدد كبير من المتتبعين لفعاليات المهرجان منذ سنوات، السر وراء برمجة «فيلم» مثل «عمي» لنسيم عباسي، لا يرقى إلى مستوى العرض، لا في القاعات، ولا في مهرجان دولي يحترم نفسه، خلال الليلة ذاتها لتكريم عبد الرؤوف، خاصة أنه الفيلم المغربي الوحيد الذي وقع عليه الاختيار للعرض في المهرجان، (إلى جانب فيلم «دالاس» لمحمد علي المجبود الذي اختير للعرض بتقنية الوصف السمعي للمكفوفين وضعاف البصر)، في الوقت الذي قال صارم الفاسي الفهري، نائب الرئيس المنتدب لدى مؤسسة المهرجان ومدير المركز السينمائي المغربي، في حوار مع «الصباح»، إن الأفلام المغربية التي تقدمت إلى العرض خلال الدورة 16 لم تكن في المستوى، وإن السينما المغربية دخلت اليوم مرحلة الكيف ولم تعد تهتم بالكم. وهو ما يطرح الكثير من الأسئلة من قبيل هل يعتبر الفاسي الفهري فيلم «عمّي» في المستوى؟ وهل يدخل بالنسبة إليه في إطار «الكيف»؟ وما هي مقومات الجودة التي رآها في هذا «الفيلم» ليقع عليه الاختيار للعرض في المهرجان دون باقي الأفلام الأخرى المغربية؟ إضافة إلى السؤال الكبير والعريض: كيف يسمح المركز السينمائي المغربي بدعم مثل هذه النوعية من الأفلام التي تشوه السينما المغربية وتعتبر وصمة عار في تاريخها؟ تكريم ذكرى المخرج الإيراني الكبير عباس كياروستامي، صديق المهرجان، لم تقل قوة وتأثيرا على الجمهور، خاصة حين ألقى ابنه أحمد كياروستامي، قصيدة شعر من ديوان والده الراحل، وكذلك ليلة تكريم السينما الروسية والسوفياتية، التي حضرها وفد كبير وهام من صناع السينما من منتجين ومخرجين وممثلين وكتاب سيناريو وأدباء، في حين ظلت باقي ليالي المهرجان، داخل قصر المؤتمرات، باردة، ودون أهمية تذكر، سواء لدى الجمهور العادي، أو لدى المهتمين بالشأن السينمائي. وفي الوقت الذي وجه المهرجان دعوته للممثلة المصرية يسرا وابنة بلدها المخرجة إيناس الدغيدي، الوجهين المألوفين منذ سنوات في المهرجان، يطرح تساؤل كبير حول لماذا لم يفكر المنظمون في تخصيص تكريم للفنان المصري الكبير الراحل محمود عبد العزيز، الذي يتمتع بشعبية كبيرة في المغرب وفي العالم العربي ككل، بحضور وفد صغير يمثل السينما المصرية، وهو ما كان بإمكانه أن يشكل نقطة ضوء وإشعاع كبير للدورة. (أن يكرم مهرجان القاهرة السينمائي محمود عبد العزيز لا يعني أن مهرجانات أخرى ليس لديها الحق في ذلك، لأن رأفت الهجان ملك للعالم العربي ككل، وليس لمصر وحدها). غاب النجوم وكثر الطفيليون من جهة أخرى، طغت «نقاشات» السجادة الحمراء على الدورة 16 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بداية بفساتين منى فتو الضيقة وتنورة سناء عكرود القصيرة، وليلى حديوي التي ارتدت فستانا لكريستوف غيلارمي، سبق أن ارتدته ممثلة أخرى في دورة سابقة، و»بنت الملاح» الممثلة رجاء بن سالم، التي ارتدت سروالا منزليا داخليا تحت قفطانها، أثار الكثير من السخرية والضحك ب»فيسبوك»، قبل أن تخضع لعملية «رولوكيغ» بعدها، وهو ما كان يجب أن تفكر فيه إدارة المهرجان منذ البداية، قبل انتشار «الشوهة» على المواقع الاجتماعية. «السجادة الحمراء»، التي يمرّ منها كل من هبّ ودبّ، وكلّ ليلة، تعتبر مرآة المهرجان أمام العالم، خاصة في ليلتي الافتتاح والاختتام. وقد كانت هذه السنة خير تعبير عن الحال الذي وصل إليه هذا المهرجان، بعد أن غاب عنها النجوم والشخصيات المهمة، وتكاثر عليها الطفيليون. الشيء نفسه ينطبق على سهرات المهرجان، التي كانت قبل سنوات، فرصة يلتقي فيها الجميع، منظمون وإعلاميون وإدارة وممثلون وشخصيات هامة، يتمكنون خلالها من تعزيز علاقاتهم وتبادل بطاقاتهم المهنية ومناقشة الكثير من الأمور في أجواء يطغى عليها الاحتفال والمتعة والاسترخاء، بدل التشنج وتبادل التهم والانتقادات، فأصبحت، خلال الدورات الأخيرة، فضاء يختلط فيه بعض ضيوف المهرجان الذين لا علاقة لهم بالسينما من قريب أو بعيد، همهم الأساسي هو شرب «كويسات» مجانا و»التضبار». وهم حاضرون بقوة طوال مدة المهرجان، لا يفعلون شيئا سوى النوم نهارا والمرور على البساط الأحمر مساء و»التقصار» ليلا، وهو ما يطرح التساؤل حول من يفرضهم في المهرجان وعلى أي أساس تتم دعوتهم إليه كل سنة خلال الدورات الأخيرة، في حين يقصى العديد من المهنيين من الحضور؟ موت سريري... هل من منقذ؟ السؤال الذي يطرح اليوم نفسه بقوة وإلحاح، بعد انتهاء الدورة 16 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، والتي لا نبالغ إن قلنا إنها أظهرت أن التظاهرة الفنية، التي يريد لها الجميع الاستمرارية، وبقوة، أصبحت تحتضر. هو هل سيمر المهرجان في دورته المقبلة إلى مرحلة الموت السريري أم أنه سيخضع إلى علاج بالصدمات الكهربائية يعيد إلى قلبه النبض من جديد؟ تساؤلات أخرى عديدة تفرض نفسها اليوم. ألم يحن الوقت لتعيد إدارة المهرجان وبعض كبار مسؤوليه النظر في رؤيتهم وتقييمهم للأمور؟ أليسوا محتاجين اليوم إلى نقد ذاتي، خارج الحسابات الضيقة التي أوصلت المهرجان اليوم إلى ما هو عليه؟ أليس من الحكمة البحث عن أفكار جديدة تنعش المهرجان وتعيد إليه الحيوية؟ أليس من الأجدى أن يستعمل المهرجان سلطة المال لجلب أفلام جديدة ومشاهير الفنانين والشخصيات ويخصص للفائزين جوائز مالية مثلما تفعل مهرجانات أخرى؟ ثم لماذا لا يلجأ المهرجان إلى خدمات مهنيين ومثقفين ومهتمين بالشأن السينمائي لاستشارتهم وأخذ آرائهم ومنحهم الكلمة لقول ملاحظاتهم بصراحة وأخذها بعين الاعتبار وإدماجهم بشكل مباشر ووضع الثقة فيهم؟ ماذا سيخسر القائمون على هذا المهرجان لو جربوا ذلك؟ إنه يدخل اليوم قاعة الإنعاش وجميع المحاولات من أجل إنقاذه أصبحت مشروعة. أمير علمت "الصباح" أن عددا من المنتجين الأمريكيين الذين زاروا مهرجان مراكش في دورته ال 16، تمت دعوتهم للعشاء، إلى جانب بعض نظرائهم من المغاربة، من بينهم كريم أبو عبيد وخديجة العلوي، من طرف الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان، وذلك بمقر إقامته بالعاصمة الرباط، وذلك لمناقشة العديد من المواضيع المتعلق بالسينما ومن بينها تصوير الإنتاجات الأجنبية في المغرب. اللقاء نفسه، حضره مدير القطب العمومي ونائب الرئيس المنتدب فيصل العرايشي، وغاب عنه صارم الفاسي الفهري، نائب الرئيس المنتدب ومدير المركز السينمائي المغربي، مما يطرح سؤالا حول سبب غياب الأخير، رغم أنه الأقرب، بحكم منصبه، لحضور اللقاء والنقاش حول السينما. صحافة من النقط المضيئة خلال الدورة ال 16 من المهرجان، اعتماد مؤسسته على خدمات وكالة متخصصة في العلاقات مع الصحافة، تتميز بمهنيتها، رغم أنها تشرف للمرة الأولى على حدث كبير بحجم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. الوكالة، التي تديرها سناء سميج، توفقت بشكل كبير في احتواء الصحافيين بجميع متطلباتهم، وحرصت على إرضاء جميع المنابر الصحافية الكبرى، وكانت تجيب على جميع الاتصالات والاستفسارات بشكل مباشر وسلس. مهنية الوكالة وكفاءتها جعلت العديد من المتطفلين والمرتزقة والمحسوبين على الصحافة، يشنون حملة شرسة عليها وصلت حد وضع صورة مديرتها على "فيسبوك"، وكيل الشتائم لها واتهامها بإقصاء المراكشيين رغم أنها ابنة مراكش في الأصل. كواليس أمن بالغ المنظمون في الإجراءات الأمنية وفرض المراقبة على مداخل الدخول والخروج من الفضاء الخاص بقصر المؤتمرات حيث تقام فعاليات الدورة ال 16 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إذ انتقلت إلى الفضاءات المجاورة له، مما أزعج وأثار غضب الكثير من الصحافيين والفنانين وجمهور المهرجان. إعلاميون حضروا مؤتمر "الكوب 22" الذي احتضنته مراكش أخيرا، أكدوا أن الإجراءات الأمنية كانت أقل، رغم أن الحدث كان أكبر، ومن تنظيم الأمم المتحدة على "سن ورمح". عبد الرؤوف تعاملت إدارة فندق "موفنبيك" بطريقة غير لائقة مع طلبات الفكاهي عبد الرؤوف وعائلته، مكرّم الدورة ال 16، إذ منعت عنهم وجبات الغداء والعشاء رغم أن مؤسسة المهرجان تتكلف بجميع مصاريف إقامتهم في الفندق، على حساب المهرجان. أدجاني منعت الممثلة الفرنسية، المكرمة في الدورة ال 16 من المهرجان، من التقاط صور لها أثناء تنظيم المائدة المستديرة، وذلك تفاديا لظهورها بشكل غير لائق. وحرصت أدجاني، خلال حفل التكريم، على وضع شعر مستعار يغطي الكثير من ملامح وجهها الذي كانت حقن "البوتوكس" ظاهرة عليه، كما بدت على ملامحه علامات الشيخوخة. حديوي حرصت عارضة الأزياء والممثلة ليلى حديوي، كما هي عادتها في جلب الأنظار إليها، على توزيع صور لها لجمهور المهرجان، ليرفعها أثناء مرورها على السجاد الأحمر ويهتف باسمها. حديوي، حرصت أيضا، على أن يكتب اسمها براقا على شاشة ملهى "سو" ترحيبا بها في آخر ليلة من المهرجان، إذ بمجرد دخولها ظهرت على الشاشة عبارة "مرحبا بك ليلى حديوي. شكرا لأنك معنا"، وهو ما لم يسبق أن فعلته نجمات وفنانات أشهر منها تعودن على حضور حفلات الملهى نفسه، لكنهن لسن خبيرات في كيفية الترويج لأنفسهن والتسويق لصورتهن. هشكار تعرض المخرج كمال هشكار، لتقريع من صارم الفاسي الفهري، نائب رئيس المهرجان ومدير المركز السينمائي، بسبب ارتدائه "جينز" أثناء مروره ذات ليلة على البساط الأحمر للمهرجان. الفهري اعتبر أن ارتداء "الجينز" نوع من عدم الاحترام للمهرجان، مع العلم أن فرنسيا من "البروتوكول" وقف لتحية الأمير مولاي رشيد، وهو يرتدي "تي شيرت"، مما أثار غضبه. نورا الفواري

مهنيون يعلنون احتضار مهرجان مراكش

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف متهمين بقتل تاجر مخدرات بأزمور

مهندس متهم بالارتشاء أمام استئنافية فاس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات