مشاورات تشكيل الحكومة على باب القصر

العدالة والتنمية يطلق رصاصة الرحمة في جسد المفاوضات ويتهم الأحزاب الممانعة بالتبعية وصلت مشاورات عبد الإله بنكيران المكلف بتشكيل الحكومة إلى نقطة اللا عودة، إذ حول «بيجيدي» طاولة الحوار إلى ساحة معركة تستبيح كل الأسلحة، التي كان آخرها اتهام الأحزاب الممانعة بالتبعية وعدم الاستقلالية والارتهان بمراكز نفوذ سلطوية مرتبطة بالمال والأعمال، وبالتالي فقدان العذرية والشرعية السياسية، والمصداقية التمثيلية. ولم تقتصر جبهة المطالبين بعودة بنكيران إلى الملك بدون حكومة على العدالة والتنمية، إذ اتسعت الدائرة لتشمل الاستقلال والتقدم والاشتراكية، فقد رفع عادل بنحمزة، الناطق الرسمي باسم حزب «الميزان» شعار «لتذهب استقلالية الأحزاب إلى الجحيم»، فيما أرجع نبيل بنعبد الله أمين عام حزب «الكتاب» فشل المشاورات الانتظارية السلبية لدى الهيأت السياسية التي لم تحسم في أمر المشاركة. وأعادت الطلقة الموحدة للأحزاب الثلاثة المشاورات إلى شعار «تسليم المفاتيح» الذي رفعه بنكيران قبل شهر من اليوم، موضحا أن المفاوضات لن تستمر إلى ما بعد منتصف الشهر الماضي. وذهب خالد الرحموني عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية حد التهديد بإشعال فتيل المواجهة بين الدولة والشعب، إذ اعتبر على الموقع الرسمي لـ «بيجيدي» أن الخطورة الناجمة عن فقدان الأحزاب لقرارها السياسي، هي أن المجتمع سيضطر إما إلى النزول للشارع، أو إلى وسائط اجتماعية أخرى، مما يؤدي إلى تفشي ثقافة فقدان المصداقية التمثيلية، ويصبح معه العمل السياسي في نظر المجتمع مجالا للريع والتموقع لحيازة السلطة والنفوذ، عوض أن يكون خدمة عمومية لفائدة المواطن. واعتبر القيادي في الحزب الحاكم أن فقدان الأحزاب لقرارها السياسي، يخدم النسق الاستبدادي السلطوي المضاد للنسق الديمقراطي، وأن الاستبداد نقيض دولة الأحزاب، هو حكم القلة المتنفذة والشبكات التي لا يمر القرار فيها عبر المؤسسات التقريرية، حيث نكون إزاء مركزة السلطة وشخصنتها وازدواجيتها، بعيدا عن انسجامها، مشددا على أن بناء نسق حزبي قوي ومتماسك ومستقل القرار وله سيادة على الاختيارات والقرارات والقيادات أهم تحصينات الانتقال الديمقراطي الحقيقي، من خلال إعطاء الأحزاب القدرة على امتلاك السيادة في صنع القرارات وبناء المؤسسات وإفراز القيادات. وبخصوص الأسباب الكامنة وراء «فقدان الأحزاب السياسية لقرارها وترجيح كفة بعض المصالح دون سواها، أفتى الرحموني، بأن هناك نخبا تريد أن تتموقع سياسيا وأن تحصل على منافع ومصالح ريعية، وأن النضال الحزبي يتحول وفق هذه الصيغة، إلى استغلال الموقع السياسي لحيازة أكبر المنافع، وينتقل تدبير الأحزاب السياسية من رعاية مصالح المواطنين، إلى كسب منافع حزبية، حينها نكون أمام تدبير لعلاقة الأحزاب مع الدولة عوض ترجيح كفة الاهتمام بعلاقتها مع المجتمع». ياسين قُطيب

مشاورات تشكيل الحكومة على باب القصر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أخبار الصباح

عشرون سنة لمضرم النار في منزل أستاذ

مقالات ذات صلة