الانهيـار يهـدد 18منـزلا بشفشـاون

إيواء الأسر المتضررة وهدم ثلاثة منازل استحال إصلاحها بسبب انجراف التربة عشرات المواطنين يتجمعون هنا وهناك عند مدخل حي عين حوزي بشفشاون، الذي شهد خلال الأيام القليلة الماضية انجرافا للتربة، ما نتج عنه انهيار أجزاء من منازل وظهور شقوق وتصدعات خطيرة بأخرى. مظاهر الانهيارات والتصدعات مرسومة على واجهة عدد من المنازل، وحتى الطريق الجديدة لم تسلم بدورها من التصدع بنقط متفرقة، مما يصعب معه التنقل على متن السيارة، لتضطر إلى الترجل والمشي للوصول إلى الحي المنكوب. بعض المنازل فارغة بعد أن أخلاها سكانها، وأخرى يحاول أصحابها إصلاح ما يمكن إصلاحه، ولو باستعمال الإسمنت والرمل لرأب التصدعات، حتى لا تستمر المياه في غمر الجدران، في انتظار تدخل المصالح المختصة. الوضع منذر بكارثة في حال لم يتم اتخاذ الإجراءات المستعجلة، وإن كان الحل مستعصيا بالنسبة إلى بعض المنازل التي تضررت بشكل كبير، تم هدم ثلاثة منها لأنها أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على محيطها، بعد إجلاء سكانها. يستقبلك السكان المتضررون عند زيارة حيهم، بوجوه حزينة، بعضهم غادر بيته، ولاذ بحضن الأقارب، وبعضه يخشى أن ينهار بيته، ويترقب ذلك في أي لحظة، وبعضهم الآخر باشر الإصلاحات، بعد معاينة السلطات لبيته، وتأكيد أن الأضرار غير كبيرة. فيما أخذت الصدمة أصحاب المنازل التي هدمت كلية لإعادة بنائها من جديد، بعد تعذر إصلاحها أو ترميم شقوقها. وهنا يقول محمد الطوبي، فاعل جمعوي، وعسكري سابق، إن الإنذار كان واضحا منذ 2010 حينما ظهرت أولى الشقوق ببعض المنازل، وبدأت الهوة تتسع بينها شيئا فشيئا حتى قاربت المتر بالنسبة إلى بعضها، قبل أن تعود الانهيارات الأرضية مجددا بشكل كبير. تتزاحم شهادات المتضررين، كل واحد منهم يقدم مشكلته على مشكلة الآخر. كل واحد منهم يحاول تقديم أسباب لهذه الانهيارات والتصدعات، إلى درجة تصبح فيها هذه الأسباب متناقضة، فتارة يحملون التساقطات المطرية الغزيرة المسؤولية، وتارة ينتقلون إلى عدم صلاحية التربة في المنطقة التي بني عليها الحي، وتارة يحملون المتلاعبين بمواد البناء وزر نكبتهم. يتحدث المتضررون دفعة واحدة، لتختلط كلماتهم، قبل أن يتدخل عبد الكريم الحضري، أحد أبناء المدينة، ليؤكد بصوت جهوري أسكت الجميع، أن المنطقة معروفة من زمان بأنها «مرجة مائية»، إذ تمتد أسفلها عيون مقبلة من الجبال المجاورة، مضيفا أن «الأرض غير صلبة، ويوجد حي عين حوزي بمنطقة منحدرة عند سفح الجبل، وهو ما سهل انجراف التربة خاصة مع التساقطات المطرية الأخيرة، وما تجمعه أراضي المنطقة من مياه باطنية، مما جعلها تتدحرج مهددة المنازل والمحلات التجارية". وفي شهادات متفرقة لسكان الحي، أوضح بعض المتضررين أن منازلهم غدت مهددة بالانهيار ولا يمكنهم الاستمرار فيها، مطالبين السلطات والجماعة بالتدخل العاجل لحل مشاكلهم، بهدف إنقاذ منازلهم والحي ككل، خاصة في ظل استمرار الانجرافات التي تعرفها الأرض. وكشفت مصادر"الصباح"، أن جميع المنازل الموجودة في حي عين حوزي بنيت بتراخيص انفرادية، إضافة إلى ذلك، أنها لم تحترم الشروط التقنية، رغم اعتراض سلطات الوصاية عليها، حيث أن الكثيرين لم يحترموا تلك التراخيص من خلال بناء طبقات فوق العدد المسموح به. وأفرغت حوالي 20 أسرة منازلها والتحقت بمنازل أخرى في ملكيتها، أو ملكية أقارب لهم في انتظار حل المشكل، فيما كشفت مصادر مطلعة لـ "الصباح"، أن مشكل الإيواء كان يخص أسرتين فقط، أرملة وبناتها وشيخ وحيد، تم تدبر أمريهما وتم إيواؤهما مؤقتا بمنازل كراء. وارتباطا بذلك، شهد مقر عمالة شفشاون، صباح الجمعة الماضي، اجتماعا رسميا لمسؤولين ورؤساء المصالح المختصة لدراسة الموضوع والبحث عن حلول له. وعلمت «الصباح» من مصادر خاصة، أن عامل الإقليم وجه تعليمات صارمة إلى بعض المسؤولين، مطالبا بالتدخل العاجل للبحث عن حلول حقيقية، مستعينا في ذلك بمكتب دراسات مختص وبعض الخبراء، الذين أكدوا استعدادهم لإيجاد حلول عملية للمشكل القائم. وأفادت المصادر ذاتها، أن حي عين حوزي يعاني مشاكل تسرب المياه المقبلة من الجبال المجاورة، وتسببت التغييرات، التي عرفها الحي في وقوع تجمعات مائية أسفل الأرض غير الصلبة، قبل أن تنجرف لأنها مجرد أراض طينية سهلة الانجراف بفعل المياه. ويعاني سكان حي عين الحوزي هذه الأيام حربا نفسية، بسبب أخبار انهيار المنازل، واحتجوا كثيرا على السلطات المحلية، بسبب ما يصفونه بالتأخر في معالجة الخطر الذي يهدد أرواحهم. يوسف الجوهري (موفد الصباح إلى شفشاون)

الانهيـار يهـدد 18منـزلا بشفشـاون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تكريم شينياتسوكاموتو وكياروستامي

الوزراء يغيبون عن حفل العشاء الملكي

مقالات ذات صلة