القانون المغربي لا يعترف بهم

غفران محام بالرباط قال إن سكوت المشرع يفتح باب الاجتهادات التي تظل محافظة قال عمر غفران محام بهيأة الرباط، إن المتحول الجنسي غير معترف به في القانون المغربي، لأنه صامت عن التطرق إلى هذه القضية إذ لم يحسم في أمرهم وبالتالي فإن باب الاجتهاد القضائي مفتوح. وأضاف غفران في اتصال هاتفي مع «الصباح"، أن القاضي المغربي عندما تعرض عليه إحدى حالات المتحولين جنسيا فإنه ينطلق من تركيبة المجتمع المغربي المحافظة ومبادئ الدين الإسلامي، خاصة المذهب المالكي الذي يعتمده المغرب. وأشار المتحدث نفسه إلى أن مدونة الأسرة هي الأخرى تحيل على المذهب المالكي بالنسبة إلى المسائل التي لم يتم التطرق لها في المدونة، مضيفا «عندما نتحدث عن قضية الإرث في حالة المتحولين جنسيا لا يطرح فيها أي إشكال لأن الفقه المالكي لم يتطرق في ما مضى إلى المتحول جنسيا، فيما تطرق فقط إلى مسألة الخنثى، لأنه في ذلك الوقت لم تكن هذه العمليات تجرى، وهو ما يجعل المتحول الجنسي في منأى عن أي إشكال يخص الإرث، لأن القانون لا يعترف به وبالتالي فإن الذي كان ذكرا قبل تحوله سيرث إرث الذكر، فيما الأنثى سترث إرث الأنثى وإن تحولت جنسيا". وبالنسبة إلى حالة الراقصة نور التي تعتبر نموذجا مهما في طرح إشكالية المتحولين جنسيا وتعارضهم مع القانون المغربي، بعدما رفضت المحكمة تغيير اسمها وظلت في نظر القانون رجلا اسمه نور الدين، كشف المحامي بهيأة الرباط أنها تقدمت بطلبها ثلاث مرات لتغيير اسمها الشخصي لكن طلبها كان يواجه بالرفض، مشيرا إلى أن الوضع الحقيقي لنور هو أنها أنثى بعدما ثبت ذلك جينيا، وكانت تعاني فقط مشكلا خلقيا يتعلق بجهازها التناسلي لكن تم تداركه لتصبح بذلك أنثى بجميع المواصفات المتعارف عليها. وأوضح غفران أنه بالنسبة للقانون فالقاضي الذي حكم برفض طلب نور، هو قاض تربى وترعرع في بلد مسلم، فكان من الطبيعي أن يكون حكمه منطلقا من المرجع الديني. وشدد المحامي على أنه يجب احترام الحرية الشخصية للأفراد ما لم تتعارض مع مبادئ وقيم المجتمع المغربي المنتمي إلى الأمة الإسلامية. وأشار المتحدث ذاته إلى أن نور هي إنسانة تشعر أنها أنثى جينيا سواء بالنسبة للصوت أو في جميع الطباع التي تتميز بها الأنثى عن الرجل، ولهذا كان على القضاء خاصة بعد إجراء الخبرة الجينية الاستجابة لطلبها ويرفع عنها الحرج الذي تعيشه في حياتها اليومية، إذ تجد مشاكل مع رجال الأمن عندما يرون أنها أنثى حقيقية في الوقت الذي يجد في وثائقها أنها رجل اسمه نور الدين وبالتالي يجعلها ذلك في حرج دائم وحالة تعارض وتشرذم وجودي رغم أنها أنثى بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وأكد عمر غفران محام بهيأة الرباط، أنه لحد الساعة لا يتضمن القانون المغربي أي جديد قي قضية المتحولين جنسيا، «وهو ما يفتح الباب لاجتهادات القاضي الذي يراعي الخصوصية المغربية لكي لا يصدر أحكاما قد تثير ضجة خاصة مع وجود التيارات المحافظة، وبالتالي تظل دار لقمان على حالها ويبقى هؤلاء المتحولون جنسيا الذين يحملون جينات أنثوية يعانون في صمت في ظل مجتمع محافظ وفي ظل سكوت المشرع المغربي في التطرق لهذا الموضوع". محمد بها المغرب جنة المتحولين جنسيا قبل عشر سنوات كتبت "باري ماتش" على لسان أحد الفنانين الكبار "المغرب كان جنة حقيقية للتحول الجنسي في الستينات، لقد سافرت إلى البيضاء وبعد مدة قليلة تحولت إلى أنثى بفضل جورج بيرو". يتعلق الأمر بالدكتور جورج بيرو، الفرنسي الذي اشتغل سنوات طويلة بالجزائر، قبل أن يقرر الاستقرار بالدار البيضاء، بعد أن جرى طرده منها بسبب عمليات الإجهاض التي كان يقوم بها، بسبب وجود قوانين تمنعها بفرنسا ومستعمراتها حتى بداية السبعينات. اختار الدكتور الفرنسي، الاشتغال بعيادة فال دانفا بشارع فرانكلين روزفلت بالبيضاء، التي كانت مملوكة لطبيب بلجيكي، قبل أن تتحول إلى ملكية فرنسي (جون أورادو)، إذ بدأ نسج حكاية عمليات التجميل، بعدها سيتنقل إلى عيادة "لوبارك" بشارع الحسن الثاني، التي اشتغل فيها لأكثر من أربعين سنة قبل أن يتوفى بالمحمدية، بعد أن وجد غارقا تحت يخته. قام الدكتور بيرو بالكثير من عمليات التجميل، إضافة إلى تحويل الجنس، التي تخصص فيها كثيرا، وصلت إلى 800 عملية جراحية كللت كلها بالنجاح. وتصل شهرة المغرب حدودا لا توصف خصوصا في عمليات المتحولين جنسيا، والتي بدأها الفرنسي ذاته. العملية لم تكن تدوم أكثر من ساعتين ونصف لكن النتائج تكون كبيرة، إلى درجة أن كثرة العمليات وبسبب السعر أيضا "خمسة آلاف فرنك فرنسي" فرضت على بيرو المبيت في العيادة وبعدها بسنتين قرر أن يحول قبوها إلى بيت له. يقول أحد المغاربة الذين عايشوه لفترة طويلة بعيادة "فال دانفا" "كان وحش عمليات لم يكن ينام إلا ساعات قليلة ليعود بعدها لبرمجة العمليات. الكثير من النجوم العالميين خاصة الفرنسيين كانوا يأتون إلى بيرو من أجل تغيير الجنس وكان هو في الموعد". ويضيف الطبيب المغربي "عايشته لفترة قبل أن يقرر الرحيل إلى عيادة أخرى، لقد كان خبيرا فريــدا من نوعه ولقد استطاع أن يغير نظرة الكثيرين إلى عمليات التجميل...لقد كان فنانا". أحمد نعيم

القانون المغربي لا يعترف بهم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بلمختار يحقق في دقيق فاسد بالمطاعم

ثلاثة أسئلة: الإلكترونيات تسبب العزلة

مقالات ذات صلة