تصاعد منسوب العصيان في دماء المغاربة

انخفاض معدل الامتثال للسلطة واحترام القانون عند جميع الفئات العمرية بما في ذلك الشيوخ كشف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقرير 2016 حول التنمية البشرية في الدول العربية تصاعد منسوب العصيان عند المغاربة في مواجهة السلطات وانخفاض معدل الامتثال واحترام القانون، عند جميع الفئات العمرية، بما في ذلك الشيوخ. وأوضحت أرقام التقرير الذي توصلت «الصباح» بنسخة منه، أن انخفاض معدل طاعة السلطة في المغرب لم يقتصر على الشباب الذين تراجع تنقيطهم من 0.8 إلى 0.4 خلال الفترة الممتدة من 2000 إلى 2013، بل امتدت العدوى لتشمل الكهول والشيوخ كذلك، فقد تجاوزت نسبة العصيان كذلك عند الذين يتعدى عمرهم خمسين سنة، إذ انتقل معدل الطاعة عندهم من 0.9 إلى 0.5 نقطة خلال الفترة المذكورة. وأرجع التقرير بعض أسباب ارتفاع الغضب في الشوارع المغربية إلى الوضع الأمني والحالة الاجتماعية، إذ سجلت بيانات التقرير الأممي أن 41 في المائة من المغاربة يعتقدون أن الوضع الأمني يزداد سوءا، وأن 35 في المائة يرون أن الأوضاع الاقتصادية تزداد تأزما، محذرا من أن مفهوم طاعة أولي الأمر أصبح أقل انتشارا بين الشباب مما هو عليه بين الأكبر سنا، وكذلك أقل انتشارا بين ذوي التعليم الجيد مما هو عليه بين غير المتعلمين. ووقف التقرير الأممي على نقطة أصبحت تميز المغاربة بين كل الدول العربية، إذ أصبح معدل الالتزام الديني عندهم هو الأعلى بالمقارنة مع مجتمعات شمال إفريقيا والشرق الأوسط، خاصة لدى فئة الشباب، إذ تجاوز مؤشر الالتزام في المغرب 10 نقاط، في حين ظل يتراوح عند المصريين على سبيل المثال بين 3 و 4 نقاط. وخلص تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي أفاد بأن معدل الالتزام الديني عند المغاربة ينخفض مع التقدم في السن عكس شعوب البلدان الأخرى، (خلص) إلى ضرورة التنبيه إلى كبر الهوة بين نسبة المغاربة الذين خرجوا إلى الشارع تنديدا واحتجاجا والذين صوتوا في الانتخابات. وتطرق المسح الأممي الشامل، الذي أجري تحت عنوان «التنمية الإنسانية العربية لـ 2016: الشباب وآفاق التنمية واقع متغير» إلى دراسة التحديات والفرص التي تواجه الشباب في المنطقة، خاصة منذ 2011، وذلك من أجل تحفيز نقاش جاد يشارك فيه الشباب أنفسهم مع الأطراف الأخرى في المجتمع حول مستقبل التنمية في المنطقة، بالنظر إلى وضع الشباب ودورهم باعتبارهم قضية محورية في هذا الوقت بالذات. وانطلق التقرير من حقيقة أن جيل الشباب الحالي يمثل أكبر كتلة شبابية تشهدها المنطقة على مدى السنوات الخمسين الماضية، إذ يكون 30 في المائة من سكانها الذين يبلغ عددهم 370 مليون نسمة، مشددا على أن البلدان العربية تستطيع تحقيق طفرة حقيقية ومكاسب كبيرة في مجال التنمية، وتعزيز الاستقرار، وتأمين المكاسب على نحو مستدام إذا تبنت سياسات تعطي الشباب حصة يستحقونها في تشكيل مجتمعاتِهم وتجعلهم محط الاهتمام، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، شريطة الاستثمار فيهم وتمكينهم من الانخراط في عمليات التنمية، أولوية حاسمة وملحة في حد ذاتها وشرطا أساسيا لتحقيق التنمية المستدامة. ياسين قُطيب

تصاعد منسوب العصيان في دماء المغاربة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحبس لمستعملي أختام مستشار متوفى

محاولة قتل شرطي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات