يوم وصف النظام رجال التعليم بأشباه المثقفين!

كثيرا ما توعد الملك الراحل المعلمين في خطاباته بلغة قاسية ردا على أدوارهم الطليعية في المعارك السياسية لم تكن العلاقة ودية دائما بين رجال التعليم والنظام، في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، فكثيرا ما اتهم التنظيمات النقابية للقطاع التعليم بالمسؤولية عن العنف والتحريض على الاحتجاج والإضرابات الوطنية. في خطاباته الموجهة إلى الشعب، لم يتردد الملك الراحل في تحميل «المعلمين» تداعيات الإضرابات والاضطرابات التي كانت تشتعل في المغرب بين الفينة والأخرى، وإن كان هذا الحراك تغذيه مطالب اجتماعية ومشاكل اقتصادية، تجد لها في النقابات والأحزاب المعارضة، حينها، حاضنا يضفي عليها طابعا سياسيا موجها ضد النظام. في خطابه الذي تلا أحداث 19 يناير 1984، لم يتردد الملك الراحل في التوجه مباشرة إلى رجال التعليم، محملا إياهم مسؤولية الدعوة إلى الاحتجاج وإنزال التلاميذ إلى الشارع في سياق زمني اتسم ببدء تطبيق سياسة التقويم الهيكلي. يومها خاطب الحسن الثاني رجال التعليم بنبرة تهديد ووعيد بعبارة «أقول للأساتذة إنهم معروفون وهم من يحرضون على الإضراب والخروج إلى الشارع. يجب على الأساتذة أن يعرفوا أنه في المستقبل يجري عليهم القانون، وأن المروج لأكاذيب أو القائم بأعمال من شأنها الإخلال بالأمن العام، سيعامل أقسى المعاملة، وقد بدأ دحر بعضهم». اللغة التي استعملها الملك الراحل في مواجهة المعلمين جاءت محملة بالقسوة، ومليئة بالرسائل إلى جهات أخرى تكلفت بتنفيذ الباقي، بمتابعة آخرين بتهم منها التحريض والإخلال بالنظام العام والعنف ضد السلطات العمومية. لم يتردد الحسن الثاني في وصف رجال التعليم بأشباه المثقفين، ففي تصريح لجون دانييل مدير مجلة «نوفيل أوبسرفاتور»، على خلفية أحداث 23 مارس 1965، أكد الملك أنه لا يريد تعليم شعبه على يد أناس أصبحوا معارضين لنظام حكمه من ثوريين يساريين وغيرهم على السواء. كانت مواجهة الملك لأحزاب المعارضة، في تلك المرحلة، مواجهة مباشرة مع قطاع واسع من رجال التعليم الذين شكلوا دعامة أساسية لهذه الأحزاب باعتبارهم النخبة المتعلمة في البلاد. شكلت نضالات رجالات التعليم ضغطا كبيرا على الدولة، وكثيرا ما تصدت هذه الفئة للسياسات التي نهجتها الحكومة حينها، وتهدد عدد منهم الطرد والتشريد غير أنهم ظلوا متمترسين خلف قناعاتهم في طليعة الجماهير والفئات السوسيومهنية المناضلة. عشية أحداث مارس 1965، التي وقعت بالدار البيضاء وأججتها مذكرة لوزارة التربية الوطنية، أرادت تكريس الانتقاء في متابعة الدراسة، باشتراط «ألا يتوجه إلى السنة الرابعة من الثانوي سوى التلاميذ القادرين على متابعة الدراسة في إحدى الشعب المتخصصة من السلك الثاني، أما البالغون سن 18، حسب المذكرة، فلا يمكنهم ولوج السلك الثاني من الثانوي والوصول إلى الباكلوريا . هذه القرار الإقصائي أجج الوضع ودفع العديد من الأسر التي كانت ترهن كل آمالها على تعليم أبنائها إلى الخروج إلى الشارع والالتحاق بمظاهرات 23 مارس 1965، التي سقط فيها ضحايا من التلاميذ ورجال التعليم والأولياء. في بلاغ لوزارة الأنباء، في تلك الفترة، تحدثت الدولة عن هوية الفاعلين الأساسيين في «الانتفاضة»، بالقول «إن بعض المعلمين المنتمين لتنظيمات سياسية ونقابية قد عملوا على تحريض تلاميذ المدارس الثانوية على القيام بمظاهرات تكتسي صبغة العنف والتخريب، وأن التلاميذ توجهوا نحو الشوارع الرئيسية، ولوحظ أن عناصر لا تمت إلى هذه المدارس بصلة وتجاوزت سنين الدراسة قد أعدت سلفا للانضمام إلى المظاهرات وقيادتها». بعدها سيخرج الملك الراحل، الحسن الثاني، لإثارة اسم المعلمين مرة أخرى، متوجها إلى الأساتذة بالقول «إنه من عادة الرجال وعادة المثقفين بالخصوص أن تكون لهم الشجاعة الكافية للتعبير عن أفكارهم، لا أن يستغلوا التلاميذ، ولا أن يتستروا وراء الأطفال». واختتم كلامه بوصف رجال التعليم بأشباه المثقفين، مضيفا «أقول لكم إنه لا خطر على أي دولة من الشبيه بالمثقف ، وأنتم أشباه المثقفين ..وليتكم كنتم جهالا». إحسان الحافظي

يوم وصف النظام رجال التعليم بأشباه المثقفين!

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ساكنة حي سيدي أيوب بمراكش عاشت ليلة إجرامية بامتياز استخدم فيها الرصاص وهذه تفاصيلها

عنبي: من "راس الدرب" إلى القسم

مقالات ذات صلة