“الكوتشينغ”… أسعار خيالية وفراغ قانوني

ثمن الحصة يبدأ من 200 درهم ليتجاوز مليونا لمدة لا تتعدى ساعة في ظل "الستريس" والضغط اليومي الذي أصبحنا نعيشه، سواء في العمل أو بالمنزل، وفي ظل المشاكل التي أصبحنا نعرفها سواء على المستوى المهني أو الشخصي أو في علاقاتنا مع الآخر، أصبح اللجوء إلى استشارة نفسية أو إلى خدمات "كوتش"، ضرورة ملحة، لمن استطاع إلى ذلك سبيلا. وفي الوقت الذي يجد البعض أن موضة "الكوتشينغ" مجرد ترف في مجتمعات مثل مجتمعنا المغربي، ما يزال المواطن فيه يتعارك يوميا من أجل "طرف ديال الخبز"، ومضيعة للوقت والمال، يؤكد عدد من "الكوتشات" الذين حاورناهم في الملف التالي، أن تخصصهم أصبح مسألة طبيعية، وأنهم لا يختلفون في ذلك عن الطبيب أو المحامي أو غيره من المهن. أما الزبائن، فبعضهم لا يجد غضاضة في دفع مليون سنتيم مقابل استشارة "كوتش" لحل أو تجاوز مشكل لديه. تعددت التخصصات و"الكوتشينغ" واحد... من الشخصي والأسري مرورا بالمهني والإداري والمدرسي وصولا إلى "الكوتشينغ" المالي، ليشمل جميع مناحي الحياة، في غياب أي إطار قانوني ينظم المهنة أو يحدد أسعار الحصص أو يميز بين "كوتش" ودجال. في الملف التالي، محاولة للتعرف على هذا التخصص، ورصد بعض مشاكله، من خلال محاورة العديد من المختصين في المجال واستعراض إحدى الحالات. قراءة ممتعة. نورا الفواري خطوات للتعرف على المعنى الحقيقي للزواج نصيح قال إن نسبة نجاح العلاقة الزوجية واستمرارها بالاعتماد عليه يصل إلى 90 % الوصول إلى السعادة في الحياة الزوجية، وإعادة الاستقرار إليها، يدفع الكثير من الأزواج إلى التوجه إلى مراكز وعيادات "كوتش"، التي كانت حكرا، قبل سنوات على الفئات "الراقية" في المغرب، وقبل ذلك، لم تكن متوفرة. ولأن الحياة الزوجية لا يمكن أن تخلو من مشاكل، رأى هؤلاء الأزواج، سيما الذين فشلوا في الوصول إلى الحلول، رغم تشبثهم ببعضهم البعض، أن اللجوء إلى "كوتش"، سيمكنهم من تذوق طعم الاستقرار مرة أخرى، وتجاوز كل ما عكر سعادتهم. في هذا الصدد، قال عبد القادر نصيح، إن نسبة نجاح العلاقة الزوجية واستمرارها بالاعتماد على "الكوتشينغ"، تصل إلى 90 في المائة، مشيرا إلى أنه، يحول، في حالات كثيرة، دون وصول الأزواج إلى الطلاق، ويكون السبب في عودة الاستقرار إلى العلاقة. وأضاف نصيح في حديثه مع "الصباح"، أن "الكوتشينغ" العائلي أو الاجتماعي، يهدف بشكل خاص إلى توعية الأشخاص، بألا وجود للفشل في الحياة ، باعتبار أنها مدرسة لا بد لأي شخص فيها من تعلم تفاصيل جديدة، وأن النجاح، هو تحقيق السعادة والوصول إليها. وأفاد نصيح ان "الكوتشينغ" يمكن الأزواج من التعرف على المعنى الحقيقي للزواج، إذ أن نجاحه يتوقف على "تدبير المشاكل التي يمكن أن يقع فيها الأزواج خلال حياتهم اليومية"، مسترسلا "كثيرون يعتقدون أن الزواج هو إنجاب الأطفال والأكل والشرب، دون التفكير في أهمية تدبير المشاكل، مع الأخذ بعين الاعتبار أن اختيار الزوج للزوجة لابد أن يعتمد على ثلاث نقط، أولها التفاهم الفكري، بنسبة 60 في المائة، والتفاهم العاطفي بنسبة 30 في المائة، والتوافق الجنسي بنسبة 10 في المائة". وقال المتحدث ذاته إن أغلب الأزواج أضحوا يهتمون ويؤمنون بثقافة "الكوتشينغ"، سيما أمام ارتفاع عوامل الإصابة بـ"الستريس" والتوتر، موضحا أن الكثير منهم أضحوا يبحثون عن السعادة داخل منازلهم بالاعتماد على "كوتش". وأوضح أنه من أجل مساعدة الأزواج على تجاوز مشاكلهم، يفتح "الكوتش " النقاش مع الرجل أو المرأة، دون وجود الطرف الثاني، وذلك من أجل اكتشاف شخصيته وطبعه وأيضا بعض تفاصيل ماضيه، سيما التي لها علاقة بعائلته والمقربين منه، إلى جانب طريقته في حل المشاكل، ورد فعله، في بعض المواقف. وفي المرحلة الثانية من الحصص الخاصة بمساعدة الأزواج للوصول إلى السعادة، يأتي دور الطرف الثاني، ليطرح عليه الأسئلة ذاتها، وتحديد طريقته في حل المشاكل التي تواجهه، علما أن الأسئلة التي توجه للمرأة، يهدف منها الوقوف على أدق التفاصيل، التي قد يكون الرجل لا علم له بها، ولها علاقة بماضيها وعلاقاتها السابقة قبل الزواج، والتي تؤثر على علاقتها بزوجها وتعاملها معه. وأضاف انه من خلال أجوبة الطرفين، تتضح الصورة "للكوتش "، وفي هذه المرحلة يتمكن من تقديم النصائح لهم، مع تحديد نقط الضعف والقوة لكل طرف، مشيرا إلى أن نجاح "الكوتشينغ"، في تجاوز الأزواج مشاكلهم ، يعتمد على الأخذ بنصيحة "الكوتش"، والإيمان بأن لكل مشكل حل. إيمان رضيف

“الكوتشينغ”… أسعار خيالية وفراغ قانوني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لا يجب أن يكون "الكوتش" معنيا بقصة الزبون

البحث عن الفعالية المالية

مقالات ذات صلة