الاهتمام بالشباب سلاح كسب المعركة ضد التطرف

نائب عمدة فيرساي: "داعش" متفوق بتعامله الأفقي مع الشباب بتوفير إجابات عن الوجود لقيت المائدة المستديرة حول "كيف يمكن كسب معركة التطرف؟"، اهتماما خاصا من قبل الشباب المشاركين، وانتهت بإجماع على أن التنمية والاهتمام بالشباب والإشكالات الهوياتية التي تؤرقهم، من أفضل الأسلحة لكسب المعركة ضد التطرف. ويأتي ذلك، سيما أن عجز البرامج الاجتماعية، وجاذبية الإجابات السطحية حول الوجود التي تقدمها التنظيمات المتطرفة للشباب المحبط، وعدم قدسية الحياة في الفكر الجهادي، هي أبرز دافع إلى ركوب موجة التطرف من قبل الجيل الجديد. وفي هذا الصدد، لم يتردد فرنسوا غزافيي، النائب الشاب لعمدة بلدية فيرساي بفرنسا، في انتقاد الأفكار السائدة داخل المجتمع الفرنسي والعقلية التقليدية، التي لا تمنح للشباب حريتهم ومعرفة ذواتهم وذوات الآخرين، ولام بشدة نمط المجتمع الاستهلاكي الذي "تغلغل في الدول الغربية معززا فكرة أن حرية الشخص تنتهي عند حرية الآخر، ما خلق هوة بين الأفراد وجعلهم متباعدين". وأضاف المتحدث، مؤكدا، أن "تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بات في الواقع، الوحيد الذي يقترح تعاملا أفقيا مع الشباب في فرنسا، ويمنحهم فرصة لمعرفة إجابات حول الأسئلة الوجودية: من أنا ومن أين جئت؟"، مستغلا بذلك "هشاشة الجيل الجديد والفراغ الثقافي والروحي الذي يميز العديد من المجتمعات التي تجتاز أزمة هوية". ووافق محمد شيراني، خبير مستشار في مجال الوقاية من التطرف الديني، رأي نائب عمدة فيرساي، بتـأكيده أن أكبر مشكل يتهدد الشباب ويدفعهم إلى مسارات التطرف والانحراف هو ذلك الشرخ الهوياتي الذي يعانون منه، إذ "غالبا ما يطرح الشباب الذين أتابعهم أسئلة تتعلق بعلاقتهم بالمجتمع والإرث الذي يجمعهم به". وعاد المتحدث نفسه، إلى استطلاع للرأي أنجز حديثا بفرنسا، وفيه أن 28 % من الشباب من ديانة إسلامية، يعبرون عن مشاعر مناهضة للعلمانية ومبادئ الجمهورية الفرنسية بسبب معاناتهم من مشاكل هوياتية وإشكالات بدون أجوبة، وفي ظل حظوظ تنموية سيئة، إذ أثبتت الدراسة نفسها أن أغلبهم غير متعلمين ويعيشون في الهوامش، فوجدوا مسارات التطرف والتنظيمات الجهادية تنتظرهم بالأحضان. ولعل ما يساعد التنظيمات الجهادية في استثمار أزمات الشباب، هو أنها لا تقيم أصلا أي أهمية للحياة، إذ أكد ادريس جيدان، الصحافي والفيلسوف والكاتب، في مداخلته أن الخطير في الفكر الجهادي بأنه ينهل من ثقافة لا تقيم أية أهمية لقدسية الحياة. أما عبد الله ترابي، الصحافي والخبير في العلوم السياسية، فقد نبه إلى مسألة مهمة، وهي أن الأشخاص الذين يتبنون الفكر الجهادي "لا يمثلون الإسلام، لكنهم في المقابل ليسوا أجانب عن هذه الديانة". ويتمثل الاختلاف، حسب ترابي، في الطريقة التي تتم بها قراءة النصوص الدينية، فالتنظيمات الجهادية تعتمد أسلوبا خاطئا، إذ تتعمد التغاضي عن السياق الثقافي والتاريخي الذي جاءت فيه النصوص الدينية التي تستند عليها اليوم في تبرير أعمالها. إلى ذلك، تميزت المائدة المستديرة، باستحضار الإستراتيجية الشمولية التي يعتمدها المغرب في محاربة كل أشكال التطرف، إذ ترتكز على الدمج بين المخططات والعمل في كافة المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية، وتطرق المتدخلون إلى قرار مراجعة البرامج التعليمية وتكوين الأئمة. وشدد المشاركون على أن التطرف، عامة، يتمظهر في عدة أشكال، ولا يخضع لتعريف محدد، لافتين إلى أن خيوط التطرف تنسج بداية عن طريق الانزواء، ثم تحديد العدو المحتمل، مرورا بمرحلة التمثل، ومن ثم اكتساب الآليات والأدوات الضرورية للانتقال إلى الفعل. قالوا أزولاي: المغرب يغذي التنوع أكد أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك، والرئيس المؤسس لجمعية "الصويرة موغادور" ، في كلمته الافتتاحية لأشغال المنتدى، أن "الفضاء المتوسطي يواجه اليوم تحديات تعود لحقب سالفة"، مسجلا أن المغرب والصويرة بشكل خاص "يعدان أرضا تغذي التنوع على المستوى الثقافي والحضاري". وأضاف أندري أزولاي، أن الذاكرة الجماعية المغربية تتغذى من ذلك التنوع، فشدد على أننا بلد يعيش فيه الناس "على نحو جماعي ولا أحد يمكنه أن ينكر هذه الحقيقة". غيرولت: التطرف يهدد انسجامنا قال جون فرانسوا غيرولت، سفير فرنسا بالمغرب، لمناسبة افتتاحه المنتدى رفقة أندري أزولاي، مستشار الملك، أن الحاجة اليوم، هي تكوين شبكة متوسطية للشباب من أصحاب القرار، يتم تحفيزهم على الانخراط والمشاركة في النقاش العمومي المتعلق بالجيل الجديد. ويأتي ذلك، حسب السفير الفرنسي لدى الرباط، بالنظر إلى أن حوض المتوسط يتعين أن يكون فضاء للبناء المشترك من أجل ازدهار شعوبه، سيما أمام تحديين رئيسيين، هما "التطرف الذي يهدد انسجام وتماسك مجتمعات حوض البحر الأبيض المتوسط" والمشكلات المتعلقة بالتغير المناخي . بيرتون: التقائية الأفكار تماهى جون مارك بيرتون، مستشار التعاون والعمل الثقافي والمدير العام للمعهد الفرنسي بالمغرب، مع مستشار الملك، ومع سفير بلاده بالرباط، بشأن حتمية إتاحة فرصة الحوار بين قادة المستقبل في ضفتي المتوسط. وفي هذا الصدد، قال بيرتون، إن منتدى الصويرة السنوي، يأتي لتوفير "إمكانية إرساء الالتقائية على مستوى الأفكار والخروج بتوصيات حول قضايا تعتبر ذات أولوية بالنسبة لشمال وجنوب المتوسط على حد سواء". وأكد المتحدث نفسه، أن الانتقال بالمنتدى من مستوى "مغربي-فرنسي"، وجعله هذه السنة متوسطيا، يأتي ليؤكد أن المغرب وفرنسا، يضعان علاقتهما المتميزة رهن الإشارة للتقريب بين بلدان البحر الأبيض المتوسط. امحمد خيي (موفد الصباح إلى الصويرة)

الاهتمام بالشباب سلاح كسب المعركة ضد التطرف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

12 سنة لمعتديين على ضابطي شرطة

مفتشو سطات يرثون المدرسة العمومية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات