الانتفاضة الثانية لكاريان سنطرال

قاطنون غاضبون من بطء مسطرة الترحيل احتلوا مرفقا عموميا ورفضوا المغادرة إلى حين تسوية ملفاتهم عادت عقارب الساعة إلى نقطة الصفر بكاريانات عمالة عين السبع الحي المحمدي، بعد انقضاء خمس أشهر من حملات «الهدم الكبرى» التي تعبأت لها حشود من القوات العمومية وعشرات الجرافات والتراكسات لتنفيذ ما يسمى «أحكام قضائية» لإفراغ مجمعات البراريك بكاريان سنطرال والقامرة والنحيلية وجزء من كاريان زرابة. وانتظر سكان الكاريانات، وعددهم أكثر من 500 أسرة، الذين وثقوا بوعود السلطات الإدارية، أكثر من خمسة أشهر لتنفيذ ترحيل سلس إلى مساكنهم الجديدة بمشروع الهراويين والرحمة وباقي مشاريع السكن الاجتماعي الأخرى المخصصة لهم، قبل أن يفاجؤوا أنهم وقعوا ضحايا مؤامرة انتهت بهدم براكيكهم ورميهم إلى الشارع. أول أمس (الثلاثاء)، انتفض السكان وعزموا على التوجه جماعيا إلى مقر مقاطعة عين السبع، حيث يوجد باشا المنطقة، وفي نيتهم تنظيم اعتصام مفتوح إلى حين فرض حوار جدي مع السلطات الإدارية على أرضية ما يسمونه مطالب مشروعة. واقتحم أكثر من 60 قاطنا بكاريان سنطرال والقامرة وزرابة والنحيلية، تتقدمهم مجموعة من النساء، صباح اليوم نفسه مقر المقاطعة، واعتصموا ببهوها، رافعين شعارات تطالب من عامل مقاطعات الحي المحمدي عين السبع ووزارة الداخلية فتح تحقيق في التلاعبات التي مست مشروع ترحيل القاطنين، ونكت المسؤولين المحليين بوعودهم، بعد مرور خمس سنوات على تنفيذ قرارات الهـــــــدم. وحاصرت عناصر القوات المساعدة والتدخل السريع مقر المقاطعة لمنع خروج المعتصمين من المقر، إلى حين وصول مفوض قضائي لتدوين حالة اقتحام مرفق عمومي واحتلاله وعرقلة العمل به. وفي وقت اتهم الباشا السكان بخرق قانون التظاهر والاحتجاج وإحداث الفوضى في إدارة عمومية، أكد السكان أن السجن أرحم من العيش في وضعية اجتماعية شاذة، بعد أن حرموا مساكنهم وتم الزج بهم في منازل الكراء، دون بصيص أمل في استكمال إجراءات تنقيلهم إلى المشاريع البديلة. ورفع المعتصمون عقيرتهم باحتجاجات صاخبة وسط مقر المقاطعة سمعي دويها في الخارج، كما تحدث بعضهم عن حالات اجتماعية خاصة وعائلات مركبة من عدد من الأسر وجدت نفسها فجأة في الشارع. وقال محتجون إن الباشا (المحاور الأساسي باسم السلطات الإدارية) قدم لهم وعودا بتسوية وضعياتهم، بعد أيام من تنفيذ قرارات الهدم، وطلب منهم التوجه للاستقرار في بيوت للكراء إلى حين الانتهاء من الإجراءات. وأكد هؤلاء أن الانتظار تجاوز أياما وشهورا لتصل المدة الآن إلى خمسة أشهر ظل فيها القاطنون يترددون على مقر المقاطعة دون أن يظفروا بنصف جواب. وأوضح السكان أنهم وقعوا ضحية مؤامرة وصفوها بالدنيئة، حين وثقوا بوعود السلطات الإدارية قبيل تنفيذ عمليات الهدم، مؤكدين أن هذه الثقة كلفتهم كثيرا من المعاناة، من قبيل تشريد أسرهم في بيوت صغيرة للكراء يدفعون ثمنها من جيوبهم، والتماطل في تسجيل أسمائهم ضمن لائحة المستفيدين، سواء تعلق الأمر بالمستفيدين من بقعة، أو نصف بقعة. واستعاد المعتصمون شريط ذكريات سيئة، حين فوجئوا بمئات الجرافات مرفقة بأعوان السلطة والسلطات العمومية تهدم البيوت فوق رؤوسهم، وما ترتب عن ذلك من وضعيات نفسية واجتماعية وخيمة، خصوصا بالنسبة إلى الأطفال الذين مازالوا يتذكرون ذلك إلى اليوم. وليس سكان الكريان من يطالبون بإعادة الإيواء بمعايير واضحة، بل أغلب أصحاب المحلات التجارية الذين يطالبون باستفادة نزيهة، حتى يغادروا المكان. فقرب الكريان كانت هناك عدة محلات يستغلها أصحابها لبيع الحبوب، الآن بعد قرار الترحيل استفادوا من محلات في منطقة الهراويين، يقولون إنها ضيقة وصغيرة ولا تستوعب تجارتهم التي تعتبر موردهم الوحيد، ناهيك عن قلة الرواج بالمناطق السكنية الجديدة، مقارنة مع حي كان «ينغل» بالزبناء والرزق. يوسف الساكت

الانتفاضة الثانية لكاريان سنطرال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الإضراب عن الطعام طلبا للعلاج

40 % من السعر ضرائب

مقالات ذات صلة