المؤسسة تعرف إقبالا كبيرا من قبل سكان دار بوعزة تمنح مدرسة الموضى للموسيقى بدار بوعزة بضواحي البيضاء، الفرصة لمحبي وهواة الموسيقى بالمنطقة للتعلم وتفادي عناء التنقل إلى وسط البيضاء. وتتميز المدرسة عن غيرها، بتخصيص أستاذ لكل طالب، حرصا على أن تكون الإفادة أكبر، لأن جمع الطلبة في قسم واحد يمكن أن يتسبب في تضييع فرصة التعلم للبعض الآخر... إعداد: محمد بها تصوير (أحمد جرفي) وأنت تتجول بدار بوعزة ضواحي العاصمة الاقتصادية، لا بد أن تثير انتباهك يافطة مكتوبا عليها مدرسة الموضى للموسيقى، قد تتساءل في البداية كيف يمكن أن تضم المنطقة مدرسة للموسيقى خصوصا أنها معروفة بالبحر والسياحة والفلاحة، إلا أنه بمجرد القيام بجولة استطلاعية لمرافق المؤسسة ستفاجأ أنها لا تقل أهمية عن باقي المعاهد الكبرى التي تزخر بها البيضاء. تقريب الموسيقى من المواطن تأسست مدرسة الموسيقى بدار بوعزة في 2004، من أجل منح الفرصة لمحبي وهواة الموسيقى بالمنطقة للتعلم وتفادي عناء التنقل إلى وسط البيضاء. وفي هذا الإطار قال محمد الموضى، مدير مدرسة الموضى للموسيقى بدار بوعزة، إن الأسباب التي جعلته يؤسس المدرسة، رغبته في تجنيب المواهب عناء التنقل إلى وسط العاصمة الاقتصادية، ورغبة في منح الفرصة للساعين لتعلم أبجديات الموسيقى والذين تمنعهم المسافات البعيدة وقلة ذات اليد من تحقيق حلمهم في ولوج ميدان يهذب النفوس. وأضاف الموضى في حديث مع «الصباح»، «لهذا قررت أن أنشئ مدرسة للموسيقى بدار بوعزة من أجل تقريب خدمة دراسة الموسيقى لمن يرغب في تعلمها، واقتنيت الآلات الموسيقية وكل ما يمكن أن يحتاجه المتعلم». وبخصوص المصاعب التي واجهته في البداية، قال المتحدث نفسه «كان لزاما علينا إدخال عدة تغييرات على بناية المدرسة وترميم بعض مرافقها بعد تحويلها من بيت للسكن إلى مؤسسة للتعليم، كما أن المشكل الذي واجهنا في البداية كان الطريق الصعبة لولوج المدرسة من قبل سيارات المتعلمين وذويهم». وبشر الأستاذ محمد الموضى الراغبين في التسجيل بمدرسته الموسيقية أن مشكل الطريق غير المعبدة نحو مؤسسته، قد صار من الماضي بعد قرار رئيس جماعة دار بوعزة تعبيدها، ما دامت مشروعا هادفا يساهم في فك العزلة عن المنطقة السياحية ويزيد من إشعاعها لدى الراغبين في الاستقرار بها أو القدوم من وسط العاصمة الاقتصادية لممارسة أنشطتهم وهواياتهم المفضلة. وأشار الموضى إلى أن مؤسسته تتوفر على أساتذة مشهود لهم بالكفاءة تخرجت على يدهم أسماء وازنة في سماء الفن. أستاذ لكل طالب تضم المدرسة مستويات دراسية تتوزع ما بين المستوى الأول والعاشر، وتبتدئ المرحلة الأولى باختيار الطالب الآلة التي يرغب في التخصص فيها سواء الباتري أو البيانو أو العود أو القيتار وغيرها، ليتم تلقينه السولفيج الذي يهم جميع الآلات من أجل مساعدته على فك رموز الموسيقى. وتتميز مدرسة الموضى للموسيقى بدار بوعزة، عن غيرها، بتخصيص أستاذ لكل طالب، حرصا على أن تكون الإفادة أكبر لأن جمع الطلبة في قسم واحد يمكن أن يتسبب في تضييع فرصة التعلم للبعض الآخر، خصوصا منهم من يخجل في طرح أسئلة عالقة أمام زملائه. وتفتح المدرسة أبوابها في وجه الراغبين في متابعة دراسة الموسيقى في أكتوبر، وتكون الحصص الدراسية خلال الأربعاء والسبت والأحد، فيما يختتم الموسم الدراسي خلال يونيو بالإعلان عن النتائج. وأشار مدير مدرسة الموضة للموسيقى بدار بوعزة، إلى أن الدراسة تختتم بإجراء امتحان لاختبار مدى استيعاب الطلبة لما تلقوه في المدرسة، وتعلن النتائج في حفل آخر السنة الذي يشكل فرصة أخرى للطلبة لاستعراض قدراتهم أمام عائلاتهم وضيوف المؤسسة. وتعرف مدرسة الموسيقى إقبالا كثيفا من الراغبين في تعلم أبجديات هذا الفن، سواء منهم المغاربة والأجانب، إذ بينما كان طاقم «الصباح» يقوم باستطلاع مرافق المؤسسة، التقى عددا كبيرا من الراغبين في التسجيل للموسم الدراسي الجديد، ومن بينهم تونسية حرصت على إتمام دراستها لمجال الموسيقى بمدرسة الموضى. وكشفت الطالبة التونسية، المقيمة بدار بوعزة أنها قررت استئناف تعلم العزف على آلة العود، بعدما توقفت عن ذلك إثر قدومها للاستقرار في المغرب، مشيرة إلى أن وجود مدرسة الموضة للموسيقى وقربها من مقر بيتها شجعها على استئناف موهبتها وعدم تضييعها هواية أحبتها منذ الصغر. وأوضحت المتحدثة نفسها أن السبب الذي جعلها توقف دراستها لآلة العود كان بعد المسافة بينها وبين المعهد الموسيقي الموجود بوسط البيضاء، مشيرة إلى أنها عندما علمت بوجود مدرسة بدار بوعزة قررت المجيء للتسجيل بها حتى لا تضيع ما فاتها من حصص دراسية. فضاء مناسب للتعلم ومن بين ما يزيد من تشجيع سكان المنطقة سواء منهم الأغنياء أو المنتمون إلى الطبقة المتوسطة على التسجيل بمدرسة الموضى للموسيقى أنها تتميز عن غيرها بتوفيرها الظروف المساعدة على التعلم، من بينها بعدها عن صخب وضجيج السيارات والمارة نظرا لموقعها وسط الطبيعة وهو ما يمنح الطالب فرصة اختيار المكان المناسب لتطبيق ما تعلمه في الحصة النظرية. ورغم أن مدرسة الموضى للموسيقى تنتمي إلى التعليم الخصوصي، إلا أن الجانب الربحي لا يظل الهدف الرئيسي لمديرها الحاج الموضى الذي قال إنه لا يهمه الجانب المالي بقدر ما يسعى إلى نشر ثقافة الفن النبيل وسط المنطقة باعتبارها تهذب النفوس وتساهم في تخريج أسماء فنية يمكن أن تعطي للساحة الفنية الشيء الكثير، مضيفا « ولا ننسى أن الفراغ الذي تعرفه المنطقة بعد انتهاء فصل الصيف، وما يمكن أن ينجم عن ذلك رغبة شباب المنطقة في محاربة الملل بوسائل أخرى غير مشروعة من بينها الارتماء في أحضان المخدرات، لذلك قررت أن أمنح الفرصة لمن يرغب في تعلم الموسيقى ويتخصص في نوع منها من أبناء العائلات المعوزة مجانا ودون مقابل، حتى لا أحرم المواهب والطاقات الشابة من بلوغ هدفها الأسمى مادام العائق الوحيد الذي يصادفها لتحقيق حلمها لا يزال هو الإمكانيات المالية». ويراهن مدير مدرسة الموضى للموسيقى بدار بوعزة على خبرته التي تزيد عن 30 سنة، وطاقم الأساتذة الأكفاء الذين يدرسون بكبريات المعاهد الموسيقية إضافة إلى الاعتماد على ما تعلمه أبناؤه الذين تتبعوا مسار والدهم في عالم الموسيقى، على أن يشكل مشروعه إضافة نوعية للراغبين في الاحتراف في عالم الموسيقى سواء عبر التدريس أو الانضمام إلى إحدى الفرق الفنية الكبرى في المغرب.