اختلالات “قاتلة” تنفجر في وجه الوردي

وفاة طفل بسبب أدوات جراحية غير معقمة بخريبكة أياما بعد حلول لجنة تفتيش من الرباط وجه الائتلاف المغربي للصحة والبيئة وحماية المستهلك، أمس (الثلاثاء)، في تقرير توصل به الحسين الوردي، وزير الصحة، اتهامات ثقيلة لوزارته ومصالحها بإقليم خريبكة، على خلفية اختلالات «قاتلة» يعيشها مستشفى الحسن الثاني، آخرها وفاة طفل، أول أمس (الاثنين)، بسبب «الإهمال»، وأبرزها استعمال أدوات غير معقمة، سببت تعفنات لمستفيدين من عمليات جراحية». ويأتي ذلك، حسب الائتلاف، رغم أن وزارة الصحة قامت، بتدخل منه، بإيفاد لجنة لتقصي الحقائق عبر مرحلتين، «وقفت على جميع الخروقات» المرصودة وتأكدت من صحتها، غير أن «الوضع أصبح أكثر تأزما وتحول من كارثي إلى خطير»، وتعاظمت الأحوال السيئة و»الويلات» بالمستشفى. وآخر ضحايا الوضع، وفق ما كشفه تقرير لكوثر فلاح، طبيبة الجراحة العامة بالمستشفى، وجهته إلى وزارة الصحة، أمس (الثلاثاء)، وتتوفر «الصباح» على نسخة منه، طفل تطلب علاجه من ورم في المعدة، إجراء عملية جراحية، غير أن الطبيبة رفضت المغامرة، بعدما اكتشفت أن أدوات القيام بالعملية غير معقمة. ولم تتردد الطبيبة، في تضمين تقريرها، تفاصيل مكالمات هاتفية أجرتها بمسؤولي المصالح الصحية بالإقليم، وعلى رأسها مندوب الوزارة، طيلة الفترة الممتدة من الواحدة زوالا، إلى غاية الرابعة والنصف، لمطالبتهم بالتدخل والإسراع بإيجاد أدوات معقمة، لكنها لم تنجح، إلى أن توفي المريض بحلول الخامسة مساء. وتزامنت الوفاة بسبب الإهمال، مع صدور تقرير الائتلاف، الذي شدد على أنه عوض أن يكون لحلول لجنة تفتيش من وزارة الصحة، أثر إيجابي على أحوال المستشفى، صار سيف العقاب مسلطا على كافة الأطر، التي «كشفت النقاب عن خروقات إدارة المستشفى أمام أعضاء لجنة التفتيش». أما مظاهر الاختلال الخطيرة، فقد حددها الائتلاف في استمرار «إغلاق المجمع الجراحي»، وإصابة مرضى «أجريت لهم عمليات مستعجلة بتعفنات»، ومواصلة تكليف عامل بإحدى شركات الحراسة الخاصة، بتسيير «مستودع الأموات»، و»انعدام الأدوية بقسم المستعجلات»، ما يجعل المرتفقين يقتنونها من الخارج. وتضم لائحة مظاهر الأزمة في المستشفى الإقليمي لخريبكة، وفق المصدر نفسه، استمرار قسم الولادة، في العمل «دون مسير»، واستعمال «وسائل وأدوات غير معقمة»، ما يساهم في «انتشار العديد من الأمراض الخطيرة منها السيدا والتهاب الكبدي الفيروسي». أما النفايات الطبية، وفق التقرير الذي توصلت به «الصباح» من الائتلاف، «فرغم تعاقد المستشفى مع شركة متخصصة في هذا الشأن مقابل مبلغ مالي مهم»، يتم «نقلها بطريقة تقليدية، وتمر وسط المستشفى، وتشكل تهديدا للمرضى والعاملين». وأرجع الائتلاف، الذي يضم أطرا طبية وفعاليات نقابية ومدنية بخريبكة، السبب الرئيسي للاختلالات، إلى تهاون من جانب إدارة المستشفى في أداء مهامها، إذ لم يتردد في اتهام مدير المستشفى بالتفرغ للعمل في القطاع الخاص، «طبيب شغل» متعاقد مع شركات، «وتسيير شؤون المستشفى بالهاتف». وفي هذا الصدد قال الائتلاف: «إن المدير يرتبط بأكثر من 10 اتفاقيات كطبيب شغل مع عدد من الشركات، منها التي تتوفر على فروع بعيدا عن خريبكة، الشيء الذي يسائل مشروعية الاتفاقيات، إذ لا يجب أن تتجاوز ثلاثة، ويجب أن تعقد تحت إشراف الوزارة الوصية على القطاع». وأضاف الائتلاف، في صك اتهاماته لإدارة المستشفى، بالقول إن مساكن وظيفية في المستشفى «تحولت إلى عيادات لفحص العمال التابعين للشركات المتعاقد معها»، وهو ما ينضاف إلى ما سبق للطبيبة المكلفة بصيدلية المستشفى أن فجرته في شكاية لها، حول «أخذ الدواء المخصص لمرضى وتقديمه لعمال الشركات المتعاقد معها من قبل مسؤولي المستشفى». امحمد خيي

اختلالات “قاتلة” تنفجر في وجه الوردي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سجين يدير شبكة لترويج "إكستازي"

التحقيق في اتهام دركيين بالتعذيب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات