مغاربة يرفعون شعار “عيش وما تحضيش”

كسروا كل القيود بسبب المتطلبات الاقتصادية للزواج تشير نتائج الإحصاء العام الأخير للسكان والسكنى، إلى استقرار متوسط سن الزواج في الوسطين القروي والحضري، بدرجات متفاوتة، عند 31 سنة بالنسبة إلى الذكور، و25 سنة لدى الإناث، الأمر الذي يؤكد تنامي التوجه المجتمعي المتسامح مع التأخر في الزواج، وتحريره هذا القرار من بعض الأعراف والمعتقدات، التي ينسجم هواها مع الموروث الديني والتقليدي، إلا أن العامل الاقتصادي، يظل حاسما في تغيير بوصلة المغاربة، إذ يفترض الولوج إلى مؤسسة الزواج، التوفر على قدرات مالية معينة، تتيح تغطية تكاليف المسكن والمأكل والملبس، وهي النفقات التي لا يستطيع أغلب الشباب تأمينها اليوم، خصوصا مع استقرار معدل البطالة عند 9 %. بعيدا عن الأرقام، تظل الظروف الاقتصادية على الأرض غير مشجعة على اتخاذ قرار الزواج، إلا أن هذه الظروف لا تعني بدرجة كبيرة فئة معينة من المغاربة، ممن اختاروا التحرر من القيود الدينية والمجتمعية في تدبير علاقات جنسية، ليس شرطا أن يؤطرها الزواج، فمفهوم مثل «الكونكيبيناج»، ما فتئ يترسخ في أذهان بعضهم، وصارت العلاقة بين شخصين يقطنان منزلا واحدا، مرتبطين بعلاقة جنسية خاصة، ومستقلين ماليا عن بعضهما البعض، مظهرا عاديا بالنسبة إلى ذوي الفكر «المتفتح» ودعاة الحريات الفردية، باعتبار أن هذا المفهوم يتعين تقنينه في المغرب على غرار فرنسا، التي تعد منجم القوانين والتشريعات المغربية الأول. نادية، إطار بشركة متعددة الجنسيات بالبيضاء، اختارت تدبير مشاريعها المستقبلية بعيدا عن القيود الدينية والمجتمعية التي تحرسها أسرتها، وتفرض عليها الالتزام بها، إذ تتحدث عن قدومها صغيرة إلى العاصمة الاقتصادية لاستكمال دراستها الثانوية من قرية صغيرة نواحي بني ملال، قبل أن تتحول رحلة العلم إلى مسار حياة حافلة في المدينة، أنهت خلالها دراستها الجامعية، والتحقت بتجارب مهنية في عدة شركات، ثم استقرت في وظيفتها الحالية. الفتاة التي لم يتجاوز عمرها حين أطلت على المدينة 17 سنة، انتقلت إلى 35 سنة، «في غفلة من الزمن»، حسب تعبيرها. وتحكي الشابة النحيفة، كيف أحست باستقلاليتها منذ حصولها على أول عمل، إذ سارعت فورا إلى اكتراء شقة، والخروج من بيت العائلة الذي كان يؤويها طيلة سنوات، وهي اليوم تدرس خيارات الارتباط طويل المدى، في علاقات متعددة مع رجال، موضحة أن تحسن ظروفها الاقتصادية، ساعدها في بلوغ مرحلة من النضج، تتجاوز الزواج المبكر وملازمة البيت، إلى تأسيس مستقبل مهني، مؤكدة أن العلاقة الجنسية، صورة من صور العلاقات الإنسانية، ولا يتعين بالضرورة وضعها في إطار التزام مكتوب، ذلك أن الزواج قرار مصيري، ويفترض بالمرء مراكمة عدد كبير من التجارب قبل أخذه. حديث الشابة «الكازاوية» يضمر تصريحا بممارسة العلاقات الجنسية الرضائية، الأمر الذي لن يعجب المغاربة، خصوصا الذكور منهم، بسبب هاجس العذرية، الذي يظل شرطا قائما، لا يستقيم الزواج من دونه، وهو الأمر الذي علقت عليه سمية، اختصاصية تجميل في منتجع صحي وسط البيضاء، بسخرية، «واش الواحد كيتزوج على ود الشخصية ولا على جلدة ديال اللحم»، موضحة أن الأسواق تحفل بأغشية البكارة الصينية، وبالتالي لن يدرك هذا الزوج، أن زوجته سبقته إلى علاقات جنسية عديدة قبل الزواج، مثل ما فعل هو تماما، وبالتالي فالعذرية تظل شأنا خاصا بالمرأة، لا يتعين أن يحتكره الرجل، الذي يفترض أن يطالبها بما يرتبط بشخصيتها وسلوكها عند تدبير العلاقة الزوجية. «غير أن الشرقي لا يرضى إلا بأدوار البطولة»، مقطع من قصيدة لشاعر المرأة نزار قباني، يلخص إلى حد كبير نظرة الرجل للعذرية، إذ تمثل بالنسبة إليه دليلا قاطعا على عفاف المرأة، وعدم توفرها على سوابق جنسية قبل تعرفها عليه، وهو الأمر الذي يتوافق مع هوى خالد، شاب، يرفض فكرة الارتباط بشابة، لها تجارب جنسية سابقة، موضحا أن القيود الدينية والمجتمعية، تدين ممارسة الجنس خارج إطار الزواج، وتحاكم بدرجة أولى الإناث المتورطات في مثل هذا النوع من العلاقات. بدر الدين عتيقي

مغاربة يرفعون شعار “عيش وما تحضيش”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مصرع أربعة أشخاص بطنجة

الإبعاد للإرهابي الإيطالي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات