العطاوي يكتب.. الدمى الانتخابية

قريبا، يصبح المغرب المنتج الأول عالميا لمختلف أنواع الدمى. تروي كتب التاريخ أن المغاربة أول من استعمل الدمية أو «المونيكا»، فطالما كانت «الشيرا» ، وهي دمية صُنعت من ثوب بال محشو جيدا في بعضه البعض، رمزا للتقاليد المغربية الأصيلة.. فكيف لا نستعيدها ونصدرها إلى الخارج! «الشيرا» دمية من الثوب، في زمن كان صنع البلاستيك رجسا من عمل الشيطان، فكانت تستعمل في لعبة تدور حول فريقين من عشرة لاعبين لكل فريق، ويتنافسان، دون لمس الدمية باليد، حينها يقضي سكان الدوار ساعات يداعبون الدمية، ثم يتوجهون إلى النوم من شدة العياء، دون اصطحاب دميتهم إلى الفراش... إنه زمن «الشيرا» الطاهرة. «الشيرا»، الآن، غاضبة جدا من شقيقاتها، ففي البداية تخلى عنها المغاربة، وعُوضت بدمى بلاستيكية لا تفارق الأطفال في عاشوراء، ثم مُسخت فزاعة مضحكة في الحملات الانتخابية، وأجساد بلاستيكية تلقب ب»الجنسية» يخصص لها مكان في السرير، بحثا عن الرعشة.. ياربي السلامة. حذرت «الشيرا» من دمى عاشوراء، فمسلسل التنازلات لا يتوقف، قبل أن تشنق نفسها هما، حين علمت بوجود شقيقات لها يمارسن الدعارة، ويعرضن مع السلع في درب عمر، وتمارس عليهن «الرذيلة» بعض خضوعهن لعمليات التجميل ليشبهن جميلات العالم. قيل، والله أعلم، إن «الشيرا» الجنسية من ابتكار «الشينوة»، وهي فرية، فآلاف عشاقها المغاربة يؤكدون أنها مغربية قحة، حتى أن أخبار نهديها وقوامها الممشوق ووجها المليح وشعرها الأحمر والأشقر، أصاب الحملة الانتخابية بالبوار، قبل أن يتدخل الأمن وينفي شائعات وصولها إلى درب عمر، فهدأت نزوة الجميع وعادوا إلى زوجاتهم وخليلاتهم مع نكدهن الجميل. «الشيرا» أصبحت، الآن، دمية انتخابية «تُبهدل» في الحملات الانتخابية، فزعماء الأحزاب لا يرون في الناخبين سوى دمى صالحة للاستغلال مدة 15 يوم فقط، حينها ينزلون من أبراجهم العالية، ويتخلصون من كبريائهم وغرورهم للقاء الناخبين، قبل الاختفاء عن الأنظار. حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، مثلا، جال أسواق فاس ليصافح الدمى الانتخابية، فقبل رأس ميكانيكي، وأصبح حلاقا في «ريوس اليتامى»، وتناول «البيصارة» والاسفنج والشاي ووجبات غذائية عديدة تعجز أشد المعد صلابة على تحملها، حتى أنك تشك أن شباط يملك رحى في بطنه تجهز على الأخضر واليابس. مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة والقيادي بحزب العدالة والتنمية، ظهر فجأة في دائرة سيدي بنور بإقليم الجديدة، سعيدا مع دماه وهو يسكب الماء من «خابية» في أحد الأسواق الشعبية. إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ظهر يمتطي دراجة نارية بعد نهاية ندوة صحافية، وفي صورة أخرى تجول بأحد الأسواق الشعبية التابعة لإقليم الصويرة وأكل «الهندي». أما كريم غلاب، مرشح حزب الميزان بدائرة ابن مسيك بالبيضاء، فقد ابتسم، أخيرا، مستسلما لمقص حلاق. أنصار نبيلة منيب في الفيدرالية الديمقراطية للشغل بحثوا عن الدمى داخل حمام شعبي، فاختلط صوت «صوتوا على الرسالة» بصراخ «اطلقوا السخون»، فخرج الأنصار ووجوههم محمرة، ليس خجلا، ولكن من شدة الحرارة. ولأن الحملة مستمرة، فإن إدريس لشكر مازال يتكتم عن صوره النادرة، وعبد الإله بنكيران يُسجل دموعه في قرص مدمج، حتى لا يضطر إلى النحيب مجددا، وموزار، عفوا مزوار، ينتظر وصول أحيدوس من أجل الرقص والعزف.... مع استثناء وحيد أن الوزير مامون بوهدود لا أحد يعلم مكان وجوده. خالد العطاوي

العطاوي يكتب.. الدمى الانتخابية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عيضة يطلق "يا بوي"

المغرب ضيف شرف معرض الكتاب بالقاهرة

مقالات ذات صلة