“براكة” وبقرة لتمويل الحملة

مرشح منح 40 مليونا لمشعوذ ودخل السجن وآخر ضبطت بحوزته تميمة من رصاص لا تخلو الانتخابات التشريعية المغربية من طرائف كثيرة تحمل في طياتها تعبيرا عن واقع الحال المر الذي عاشه ومازال المواطنون المغاربة يعانون جراء حدوث أمور مذهلة أثناء خوض الاستحقاقات الانتخابية منذ تسعينات القرن الماضي إلى الآن. وشاءت الأقدار أن يترشح صحافي شهير بإقليم تاونات بعد أن أشار عليه الراحل إدريس البصري بحمل ألوان الاتحاد الدستوري في 1998. وكانت المفاجأة حينما اجتمع الصحافي وبعض زملائه في المهنة وتفتقت عبقريتهم على تنظيم تجمع خطابي يرأسه القيادي في الاتحاد الدستوري جلال السعيد، رئيس مجلس النواب ومحمد الفاسي وزير الإسكان الأسبق. وكانت الأمور ستكون عادية لو أقيم التجمع وسط المدينة، لكن الصحافيين تخوفوا من ردود الفعل، ولأنهم لا يعرفون المواطنين الذين سيساندونهم، قرروا نقل التجمع بعيدا عن وسط المدينة بحوالي 40 كيلومترا، مدعين أن عامل الإقليم مناهض لهم وداعم للأعيان، فاضطروا إلى كراء الخيم، وسيارات النقل المزدوج لنقل الذين سيصفقون ويزغردون أثناء إلقاء القياديين خطاباتهم، وبعد انتهاء الحفل غادروا جميعهم رفقة جلال السعيد، والوزير الفاسي في موكب رسمي، دون أن ينتبهوا إلى أنهم لم يؤدوا ما عليهم لأصحاب الخيم والذين آزروهم، ولسائقي سيارات النقل المزدوج الذين هاجموهم بعد مرور يومين على عقد التجمع وحصلوا على مستحقاتهم. وحصل أن اعتقد أحد الأشخاص بالقنيطرة أنه سيفوز في الانتخابات، فماكان له إلا أن رهن منزله القصديري، وباع بقرته الحلوب وعجلها لكي يصرف المال على حملته الانتخابية التي ستدخله إلى مجلس النواب، وعندها سيسترجع ما صرفه. لكن صاحبنا تعرض لصدمة كبيرة بإعلان خسارته أمام أحد الأعيان الذي فاز رفقة أصدقائه الذين حصلوا على رضاه قبل أن يترشحوا بخلاف صاحبنا الذي طلبت منه زوجته التطليق للضرر، وحصلت عليه ليجد نفسه مشردا بلا منزل ولا أسرة وبدون بقرة. وصرخ أحد المرشحين الذين رسبوا في سلا في 1993، « أعباد الله» حسبت صوتي وصوت مراتي و2 ولادي، ولكن الضروبة شكون كلاها» وسط 400 شخص حضروا لزردة انتخابية كبيرة، فيما صرخ مرشح باسم حزب التجمع الوطني للأحرار في 1983 بحي عين الشق « وا المعارضة عندي حتى في الدار» لأنه أحصى 3 أصوات، فيما إخوته الأربعة صوتوا ضده. ورسب شخص صرف 40 مليون سنتيم على مشعوذ إبان الحملة الانتخابية في 2002، لكنه عوض أن يرفع دعوى قضائية ضده بتهمة النصب والاحتيال، ارتأى عدم تشويه سمعته، والاعتقاد أن منافسه استعان بسحرة أقوى. لكن منافسه الفائز انتخابيا بفضل مشعوذين حسب اعتقاده، تعرض للسخرية أثناء حضور جلسة الافتتاح التي يرأسها الملك في الجمعة الثانية من كل شهر أكتوبر، إذ رن نظام الإنذار لجهاز سكانير كل مرة يمر منها من بوابة مجلس النواب، في إطار التفتيش الأمني، فطلب منه رجال الأمن نزع حزامه وبلغته، وساعته اليدوية، وكل مرة يسمع نظام الإنذار. وحينما طلب منه رجال الأمن دخول قاعة التفتيش بإزالة ثيابه، رفض محتجا أنه ممثل الأمة، ليجد نفسه مرفوعا بسواعد رجال الأمن، الذين اكتشفوا أن سبب أزمته، هو أنه يحمل معه حجابا مصنوعا بمعدن الرصاص، فسخروا منه. وحينما تم إحياء مجلس المستشارين بالتنصيص عليه دستوريا في 1996، ومنح العضوية للبرلمانيين لمدة تصل إلى 9 سنوات ، قرر أحد أعيان حزب الحركة الشعبية ببني ملال، تقديم استقالته بمجلس النواب التي لم يبق على انتهاء ولايته سوى سنة واحدة، للتقدم لانتخابات مجلس المستشارين. ولضمان فوزه حمل معه حقيبة بها 400 مليون سنتيم وما أن شرع في توزيع الأموال على كبار الناخبين، حتى وقف عليه رجال الأمن الذين اعتقلوه في حالة تبلس وأدين بالحبس وأداء غرامة وذعيرة، وبذلك فقد مقعده بمجلس النواب لمدة سنة المتبقية على انتهاء ولايته، وفقد مقعده بمجلس المستشارين ل9 سنوات، و400 مليون. أحمد الأرقام

“براكة” وبقرة لتمويل الحملة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال سارق سلاح ناري بالناظور

حقيبة مشبوهة تستنفر أمن طنجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات