الدمى الجنسية تغزو الأسواق

خبر بيعها للعموم استنفر الداخلية والمهربون يسوقون الرديئة منها ومواقع إلكترونية عالمية خصت المغاربة بعروض فريدة أقام خبر تسويق الدمى الجنسية الأرض ولم يقعدها. الكل يتساءل عن حقيقة عرض هذا المنتوج للبيع في الأسواق علنا، دون الحاجة إلى تداوله في الخفاء مثل باقي المحظورات والسلع الممنوعة قانونا، والمجرم حيازتها أو استخدامها. من يتذكر واقعة صاحب أول "سيكس شوب" بالمغرب قبل سنوات قليلة، يعرف جيدا أن السلطات لن تسمح برواج مثل هذا النوع من السلع، إذ قضت المحكمة حينها بإدانة صاحب متجر الأدوات الجنسية بثمانية أشهر حبسا نافذا و غرامة قدرها 10 آلاف درهم. انتشر خبر تسويق الدمى المعلومة في سوق درب عمر الشهير بالبيضاء مثل النار في الهشيم، وسرعت وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة "فيسبوك" و"واتساب" تداول الخبر، ما استنفر المصالح الأمنية المختلفة، التي سيرت حملة تفتيش لمحلات ومتاجر السوق، لكن دون جدوى، اختفت الدمى وفسحت المجال لاجتهاد المحققين، الذين انطلقوا في اقتفاء أثر هذه المنتوجات، التي تحوم الشكوك حول تهريبها من قبل تجار صينيين، وترويجها إلى زبناء بناء على الطلب. "ليس من رأى كمن سمع"، مقولة يصدق الاستعانة بها اليوم، لوصف حالة الفضول التي استبدت بالعموم، حين ذاع خبر بيع الدمى الجنسية في الأسواق، إذ تسابقت الأنامل ترقن وتستفسر محركات البحث عبر الأنترنت، لغاية الاستيضاح حول هذا النوع من الأدوات الجنسية، وصور ومقاطع فيديو تكشف عن أصناف منه. الشكل يوحي بدمية تكاد تنطق من دقة التصنيع، التي ركزت على إضفاء الواقعية على مجسم من "السيليكون"، مصمم ليحل محل الشريك في العلاقة الجنسية، ويساعد على بلوغ الذروة وإشباع الرغبات. علما أن هذه الدمية تأتي بجسم كامل مع الوجه، أو مجرد الحوض مع بعض الأعضاء، مثل المهبل والشرج والفم والقضيب من أجل التحفيز الجنسي، وفي سياق تحقيق المتعة المنشودة، تتوفر هذه الدمى بمزايا، تتمثل في أجزاء قابلة للاهتزاز، وأخرى قابلة للنقل والتبادل. البحث عن إبرة الساعة تشير إلى العاشرة صباحا. منبهات السيارات وصياح الباعة والحمالين، شكلت نوتات سمفونية مزعجة، لا يطيق سماعها إلا الغارقون في حب درب عمر، ذلك السوق الشهير، الذي يشبع لذة الشراء لدى النساء قبل الرجال. في البيضاء والكل في البيضاء، يدرك أن السوق يبطن أكثر مما يظهر، والبحث عن منتوج معين يفترض التجول والتدقيق بعناية في معروضات "القيساريات" والزوايا و"الفراشات"، لغاية العثور على الغرض المنشود، فيما يزداد الأمر تشويقا، إذا تعلق باقتناء دمية جنسية، إذ حفز خبر تسويقها في المنطقة بعض الباحثين عن جديد المتعة، وهو الأمر الذي علق عليه حفيظ بائع متجول، بالقول، إنها "المرة العاشرة التي أسأل فيها اليوم عن مكان بيع الدمى الجنسية، وما أعرفه تحديدا، أنها ممنوعة وغير قانونية، وعناصر الأمن فتشت عنها في جميع المحلات". البحث عن الدمية الجنسية مثل البحث عن إبرة في كومة قش، فمحلات الألعاب لاذ أصحابها بالصمت خوفا من المتابعة، بعد أن زارتهم القوات المساعدة وعناصر الأمن الوطني مع بداية الأسبوع، لغاية التحقق من خبر بيع هذا النوع من الأدوات الجنسية، إذ شنوا حملة استمرت من ظهيرة الاثنين الماضي إلى مسائه، لغاية التأكد من صحة الأخبار التي راجت حول تسويق الدمى المعلومة بشكل معلن في السوق، إلا أن الحملة لم تسفر عن حجز أي شيء، في الوقت الذي تحدثت مصادر عن وجود المنتوجات المحظورة لدى بعض التجار الصينيين، الذين جلبوها إلى السوق عبر التهريب، وعمدوا إلى تخزينها وتوزيعها بناء على الطلب، غير أن السلطات ظلت قاصرة عن التدخل لمداهمة المخازن، في ظل غياب تنسيق مع المصالح الجمركية، موضحة أن تحقيقا فتح في الموضوع، وستباشر الأطراف المذكورة تدخلاتها، من أجل معرفة مسار وصول هذه المنتوجات إلى السوق. مواقع بيع فريدة "آنجيل" و"جيني" و"كايسي" و"بيلا"، أسماء من بين أخرى لأصناف متنوعة من الدمى الجنسية، السمراء والشقراء والصهباء، المسوقة عبر مواقع بيع إلكترونية معروفة، تتيح خدمات البيع والتوصيل والتسليم عند باب المنزل، والجودة تحدد السعر، إذ تظل الدمى المصنوعة من مادة "السيليكون"، التي تمنح شعورا أقرب إلى الواقع، حسب مستخدميها، الأغلى سعرا، ذلك أن الأثمنة تتراوح بين ألف و100 دولار (حوالي 11 ألف درهم، وألفين و500 دولار (حوالي 25 ألف درهم)، تضاف إليها تكاليف التوصيل، التي تمثل 30 % من قيمة الدمية، بالنسبة إلى زبون يقطن في المغرب، الأمر الذي يطرح تساؤلا حول إمكانية استيراد مثل هذا النوع من المنتوجات في حال طلبه عبر الأنترنت، دون قيد أو مانع، علما أن بعض المواقع تعرض خدمات التوصيل إلى مدن بعينها، مثل البيضاء وأكادير وفاس والرباط، يتعلق الأمر بموقع "أديلت فان تويز. كو. يو كاي"، الذي يسوق إلى جانب الدمى المعلومة أدوات جنسية أخرى. وإذا كانت الأثمنة المتداولة في سوق درب عمر، حسب مصادر متطابقة، تتراوح بين ألف درهم و800 وألفين و500، فإن الأمر يتعلق بدمى رخيصة الثمن وذات جودة متدنية، ولا تتوفر على مزايا الدمى المشار إليها، بما يؤكد أن الأمر يتعلق بتهريب كمية صغيرة من الصين إلى المغرب، لغاية تسويقها للعموم، والوقوف على مدى تجاوب الزبناء معها، حسب مصادر، خصوصا أن هذا النوع من الأدوات الجنسية، يعتبر جديدا على العموم، بخلاف غيره من الأدوات الجنسية، من قبيل القضيب القابل للاهتزاز والمراهم الخاصة وغيرها من وسائل المتعة الجنسية، التي كانت تلج إلى السوق بين الفينة والأخرى، محمولة من قبل أشخاص، غالبا ما تكون وجهة قدومهم أوربا، التي تقنن هذا النوع من التجارة، وتسمح بافتتاح الـ"سيكس شوب" بشكل منظم، خصوصا ألمانيا، التي بلغت مبلغا متطورا في هذا الشأن. مراقبة جمركية صارمة العودة إلى درب عمر لن تجدي نفعا في اقتفاء أثر ولوج الدمى الجنسية إلى السوق، وبالتالي فميناء البيضاء، أهم منفذ تجاري في المدينة، يمكن أن يحوي حقائق تزيح بعض الغموض عن رواج هذا النوع من المنتوجات، إذ يوضح (أحمد.م)، معشر في الميناء، أن السلعة المعلومة في حد ذاتها، غير محظورة بنص أو مذكرة أو قرار، إلا أنها في الوقت نفسه، غير مدرجة في قائمة الواردات، ولا تمتلك رقم تعريف جمركي خاص بها، وبالتالي فإن سبيلها الوحيد للدخول إلى السوق المغربي، يظل هو التهريب، على غرار مجموعة أخرى من السلع التي تهرب إلى المملكة، موضحا أن الأدوات الجنسية تكون موضوع مراقبة صارمة من قبل مصالح الأمن والجمارك، منبها إلى أنه تم ضبط وحجز العديد منها لدى مسافرين خواص، تحديدا بعض المهاجرين المغاربة المقيمين في الخارج، وكذا بعض السياح الوافدين على المملكة، الذين يجلبونها معهم لغاية الاستخدام الشخصي والمتاجرة فيها. وتنشط تجارة الأدوات الجنسية، حسب المصدر ذاته، في مليلية والناظور، إذ يتم تهريبها من أوربا عبر المنطقتين المذكورتين، فيما تصل الأسعار إلى 10 آلاف درهم، حسب صنف الأداة المستخدمة لبلوغ المتعة الجنسية، مشددا على أن رواج المنتوجات لم يعرف حزما وصرامة في المنع، إلا مع تفجر قضية افتتاح أول "سيكس شوب" في المغرب، إذ حرك الوكيل العام للملك بالبيضاء المتابعة ضد الشاب صاحب المشروع، وأدانته المحكمة بثمانية أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية، في الوقت الذي فسح الأنترنت الباب أمام إمكانية اقتناء أي منتوج عبر الأنترنت، ودفع تكاليفه عن بعد، وتسلمه عند باب المنزل، وهو التطور الذي استغله بعض رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، خصوصا المنخرطين في مجموعات للبيع الإلكتروني، عبر نشر إعلانات ساخرة و"وهمية" لتسويق الدمى الجنسية، ما حول خبر بيع هذه الدمى في الأسواق، مادة للتركيز الإلكتروني "بوز"، تستقطب العدد الأكبر من المتصفحين. "ريل دول" الأكثر إثارة أماطت شركة أمريكية اللثام عن صناعة الدمى الجنسية، المتركزة بشكل أكبر في الصين، حين عرضت الشركة المستقرة بولاية كاليفورنيا الجنوبية، في فيديو مصور طريقة عمل فريق صغير على تصميم عدد من أكثر الدمى الجنسية كلفة، يتعلق الأمر بمصنع "أبيس كريايشن"، المتخصص في إنتاج دمية "ريل دول" الشهيرة، التي تعتبر مجسما يصنع من مادة "السيليكون"، ويتطابق حجمه مع حجم الإنسان، إذ تملك الدمى هيكلا يمكن تعديله، بالإضافة إلى خاصية تمكن من تغيير تعابير الوجه، فيما يبدأ سعرها من ستة آلاف و500 دولار، أي حوالي 65 ألف درهم، علما أن صنع دمية من هذا النوع يتطلب حوالي 80 ساعة عمل، بدءا من النموذج في القالب الأولي، ثم الأظافر والأثداء، ليتم طلاؤها، ويضاف الشعر، ثم بعد ذلك، الماكياج، وفقا لأهواء الزبائن، قبل اختيار الأزياء المناسبة لها وتغليفها للشحن. فـــراغ تــشــريــعي بخلاف دول أخرى، قننت التجارة في الأدوات الجنسية، ما زال الفراغ قائما في التشريع المغربي، ذلك أن القانون الجنائي لا يتضمن فصلا أو نصا موجها صراحة لحظر أو منع بيع أو شراء أو استخدام الدمى الجنسية، وهو المعطى الذي أكده محامون من هيأة البيضاء، في تصريحات متفرقة لـ"الصباح"، ما يطرح تساؤلا حول التكييف القانوني الذي تم تبنيه في متابعة صاحب أول "سيكس شوب" في المغرب، في الوقت الذي يظل الغموض يلف الفصل 483 من القانون الجنائي، المجرم للإخلال العلني بالحياء، إذ يمكن تكييفه في حالات الممارسة الجنسية على دمية في مكان عام، بحكم خدشها للحياء، وإيقاعها ضررا بالغير، فينص الفصل المذكور صراحة، على أنه "من ارتكب إخلالا علنيا بالحياء، وذلك بالعري المتعمد أو بالبذاءة في الإشارات أو الأفعال، يعاقب بالحبس من شهر واحد إلى سنتين، وبغرامة من مائة وعشرين إلى خمسمائة درهم". بدر الدين عتيقي فيسبوكيات يطالبن بـ"مونيك" أثار موضوع الدمى الجنسية المصنوعة في الصين، التي تداولت وسائل الإعلام خبر تسويقها ب»درب عمر» بالبيضاء، نقاشا طريفا بين الجنس اللطيف عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ففي الوقت الذي غضبت فئة من الفتيات وطالبت كذلك ب»نونورس» جنسي، «يقضي الغرض»، عبرت فئة أخرى عن استيائها من هذا التمييز العنصري ومنح الأفضلية للرجل دون المرأة مع ان الاحتياجات الجنسية واحدة. الراقصة حكيمة العروسي، المعروفة بتدويناتها الجريئة والمثيرة للجدل، كتبت على صفحتها ب»فيسبوك»: «الصين مجتمع ذكوري عنصري مع النساء ولاد لحرام دارو مونيكات للدراري واحنا ماداروش لينا مونيك"، وهي التدوينة التي حصدت العديد من "اللايكات"، إضافة إلى التعليقات الطريفة، إذ علّق أحدهم قائلا "كاينين... غا هوا العيالات كا يقضيو غرض مستور"، واعتبر آخر أن "العيالات" سبّاقات في هذا المجال حين اخترعوا لهن "السيكس توي". حنان "لاماروكين"، وهي "ناشطة فيسبوكية"، وضعت على صفحتها صورة لرجل عبارة عن دمية جنسية خاصة للاستعمال الأنثوي وكتبت عليها تعليقا طريفا قالت فيه "زّاز ديال البنات... هانتوما لا يسحبكم نساوكم: كاين ستيل تركي و كاين لوِيّن وداكشي بليزابدو ومفصّل مزيان... وكاين أشياء أخرى لما كان فيك ماتشوفي وجهو كاع»... صفحة أخرى للناشطة الفيسبوكية حنان ham، عرفت تجاوبا من العديد من رواد الموقع الأزرق، خاصة أنها كتبت تدوينة «مورا» تدوينة، كلها تدور حول موضوع الدمى الجنسية، من بينها «لا تتزوج... اجمع المال واشتري دمية» و»الدمى الجنسية تغزو الأسواق المغربية. فين الحشمة فين العفة فين الدين فين الأصول.. فين كا يتباعو فين كاينين... وبشحال؟»، و»إيلا نقص هدرة معاك عرفيه بلي شرا المونيكا. واهيا ناري واهيا سيدنا واهيا درب عمر»، ثم «1800 درهم.. ما تتغلاض.. ما تتفش... ما خصها ماكياج.. ما عندها فيسبوك... زيد ما بقاش... مول المليح باع وراح»، وأخرى لا تقل طرافة كتبت فيها «تبغيه حتى تبغيه وتجي مونيكة ترزيك فيه»، ثم أخرى جاء فيها «من قبيلا وانا نهضر معاكم ونتوما ما تجاوبونيش. مالكم: يا كما مونيكوتوني... يكما مونوكتونو... ياكما مونوكيتونا... ياكما مشيتو لدرب عمار»... نورا الفواري

الدمى الجنسية تغزو الأسواق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عصبة سوس الصحراء تقاضي جامعة السلة

الخياطي بدورة تكوينية بمورسيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات