نجاح “لمعلم” ورطنا

المخرج أمير الرواني يتحدث عن كواليس "غلطانة" ويعترف أنه مستوحى من "مادماكس" اعترف المخرج أمير الرواني أن فكرة كليب «غلطانة»، الذي أخرجه للنجم سعد المجرد، مستوحاة من الفيلم العالمي «مادماكس»، معتبرا ألا عيب في ذلك، ما دام هذا العمل السينمائي العالمي يعد مرجعيا ويلهم العديد من المخرجين، كما تحدث المخرج الشاب في هذا الحوار الذي خص به «الصباح» عن مواضيع أخرى تتعلق بكواليس تصوير الكليب، وأشياء أخرى تجدونها في هذا الحوار. < كثير من المتتبعين لتجربتك الجديدة من خلال إخراج كليب «غلطانة» اعتبروا أن هذه التجربة استنساخ وتقليد للفيلم العالمي الشهير «مادماكس»، ما تعليقك؟ < بداية، أود أن أشير إلى أنه في بعض الحوارات التي سبقت تصويري لكليب «غلطانة» صرحت أنني سأستلهم تجربة هذا الفيلم العالمي، إذ لا أخفي على أحد، وليس بإمكاني ذلك حتى وإن أردت أن أفعل، أنني جعلت من هذا الفيلم منطلق الفكرة التي بنيت عليها التصور الإخراجي، ولا أرى في ذلك عيبا، فهذا الفيلم حصد أخيرا 6 جوائز أوسكار، وهو تجربة سينمائية متفردة ومرجعية لا يمكن أن تمر على مخرج دون أن تترك فيه أثرها، وشخصيا وجدت نفسي معجبا بهذه التجربة إذ شاهدت مختلف صيغه، وتمنيت أن تتاح لي الفرصة لاستثمار عوالمه وشخوصه في عمل فني، وهو ما تحقق من خلال كليب «غلطانة»، لكن في ثنايا هذا الكليب سعيت إلى استثمار معطيات أخرى تعكس الخصوصية المغربية. < ألم يكن من الممكن الانطلاق من فكرة أصيلة والابتعاد عن الاستلهام؟ < لا أحد يمكن أن يجزم في العملية الإبداعية، بأن هناك خلقا من عدم، فهذا من اختصاص الله وحده، لكن بالنسبة إلى الفنان فلا بد من الانطلاق من فكرة سابقة، أو النسج على منوالها، وتطويرها وتقديم إضافات ولمسة خاصة تعكس الرؤية الإبداعية للفنان المستلهم. فلم يكن غباء مني أن أنطلق من تجربة «مادماكس» ولا أتصور أن أحدا ستنطلي عليه حيلة السرقة الفنية إن جاز اعتبارها كذلك. < مسألة اختيار الفضاء أي الصحراء، والإصرار على تبليغ رسالة سياسية من خلال عمل فني هل كانت مسألة مدروسة بعناية؟ < هناك من يرى أن المسألة ليست مدروسة بشكل كاف، لكن من وجهة نظري أعتبر أن جل الأعمال الفنية لا بد أن تحمل موقفا معينا، أو تبلغ رسالة معينة، وليس عيبا حتى وإن كانت سياسية، أما بالنسبة إلى اختيار فضاء الصحراء المغربية، فهذا الفضاء أبهر الكثير من المخرجين العالميين الذين قدموا إليه من نقط مختلفة من العالم من أجل استثماره والتصوير فيه، فأولى بنا نحن المغاربة أن نكون سباقين إلى استثمار مجالنا الطبيعي والحضاري والعمراني من أجل تأثيث أعمالنا الفنية. < لكن كان مقررا أن تصوروا الكليب في الهند، كيف غيرتم رأيكم في آخر لحظة؟ < فعلا سبق لسعد المجرد أن صرح أنه سيصور الكليب بالهند، لأن لحن الأغنية في البداية كان يحمل مسحة آسيوية قريبة من موسيقى الهند، فاتخذنا قرارا بالتصوير هناك، لكن بعد أن أجرى ملحن الأغنية تعديلا على لحنها وإيقاعها وجعله قريبا من الروك، لم يكن ممكنا الاستمرار في تنفيذ قرار التصوير في الهند لمجرد أننا قلنا إننا سنصور هناك، أو أستسلم للكسل ولا أفكر في فضاء بديل، وفعلا ناقشنا الفكرة بيننا بشكل مستفيض واقتنع سعد المجرد ومعه بقية طاقم العمل بضرورة الانتقال إلى فضاء بديل. < ألم يراودكم شيء من القلق خاصة أن «البارّة طلعات» مع كليب «لمعلم» الذي حقق أرقام متابعة قياسية ؟ < عادة ما أشتغل وفق مبدأ أعتبر فيه كل ما وصلت إليه في تجربة معينة، هو نقطة الصفر، التي يجب أن أنطلق منها ، فعلا تجربة «لمعلم» «ورطتنا» في البحث عن تقديم عمل يوازيه أو يفوقه لكن لم يعد بالإمكان تقديم شيء أقل منه، وهذا هو الهاجس الذي كان يسيطر على طاقم العمل، أي الاجتهاد ورفع وتيرة الاشتغال لتقديم الأفضل، أي على مستوى اختيار الفضاء أو الإصرار على أن يكون لأحداث موضوع موحد وقصة، وليس فقط صور جميلة متتابعة، وبألوان زاهية كما كان الشأن في كليب «لمعلم» إلى الاعتماد على قوة الصورة، بنفس سينماتوغرافي في «غلطانة»، لأنه في النهاية تبقى محاكاة السينما ومقارعتها هما الطموح الذي يراود كل مخرج. < بهذا المعنى هل يمكن اعتبار تجاربك في الفيديو كليب بمثابة تمرينات على السينما؟ < ربما هذا ما أطمح إليه، لكن دون أفرغ الأعمال التي قدمتها في الفيديو كليب من محتواها وأختزلها في مجرد تمرينات بالمعنى السلبي، وكأنها تجارب غير جادة أو من أجل التسلية فقط، وكأن هدفي الأول هو إنجاز فيلم سينمائي يمكن أن ينجح أو يواجه الفشل. < كثيرون اعتبروا أن السر وراء نجاح كليب «لمعلم» أو «غلطانة» هو إخراجه وليست الأغاني في حد ذاتها، هل تعتبر نفسك طرفا كبيرا في معادلة صادفت النجاح؟ < المجال الذي أشتغل فيه هو السمعي البصري، هو مجال متكامل بطبعه، إذ لا يمكن أن نركز على عنصر دون الآخر ونقول إنه هو عامل النجاح، إذ لا يمكن أن نفاضل بين عناصر مثل هذه الأعمال الفنية، بعزل مكوناتها عن بعضها، فإذا كان هناك نجاح، فالفضل يعود إلى التكامل بين العناصر كلها، كما أنني أعتمد مبدأ لا أتنازل عنه، وهو أنه لا أصور إلا الأغاني التي أعجب بها، فلا يمكن أن أتعامل مع عمل فني غير مقتنع به فقط من أجل المال، وهذا المبدأ يسري أيضا على الطاقم الذي يشتغل معي، فإذا ساد عدم الاقتناع بعمل ما، لا يمكن أن نمضي فيه قدما. < الملاحظ في كليب «غلطانة» أنه غابت شيئا ما المسحة الكوميدية التي ميزت جل أعمالك السابقة؟ < لم تخل تماما، لكنها كانت حاضرة بدرجة أقل، إذ لا يمكن أن أوجه كل أعمالي في اتجاه الكوميديا، مثلا في تجربتي الأولى لإخراج الفيلم القصير من خلال شريط «جيزبيل» (2011) دخلت عالما سوداويا لا علاقة له بالفكاهة، فأنا أعتبر نفسي ما زلت في طور التجريب وأختبر العديد من التجارب. < أين وصلت في مشروع فيلمك السينمائي الطويل؟ من مواليد البيضاء بحي «فرانس فيل». > تابع تعليمه بالمغرب، ثم انتقل إلى فرنسا. > بدأ مساره في مجال الإشهار والإدارة الفنية والتنشيط وإعداد البرامج التلفزيونية. > مخرج سلسلة «الكوبل» بجزأيها وسلسلة «الخواسر» وكليب «لمعلم» وأعمال أخرى.

نجاح “لمعلم” ورطنا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شبكة لمراكز التميز تضمن نجاعة التعاون

الطلحاوي رسميا بالنادي المكناسي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات